هل من منيب يخاصمه كخصام من إذا خاصم فجر، وإذا شاتم هجر، وإذا أجاب مكر، وإذا أناب غدر؟
ولما وصل هذا النداء والأذان، بهذه الكلمات بالجهر والإعلان إلى كل فج عميق، وكل بيت عتيق، أجاب جمع من الأنصار بالتلبية قائلين: لبيك يا أيها المنادي للتسلية، وقام واحد منهم ممن يوسم بالعلم والكمال، ويرسم بالحلم والجمال، فتقمص بقمص(1)الإختفاء، وتلبس بفرش(2) الإعتداء، فشد الرحل إلى هذا العمل، راكبا كل ضامر(3)، سابقا على كل عابر(4)، وأنشد ما أنشده الحريري(5) في ((مقاماته))(6)، في أثناء حكاياته.
لزمت السفار، وجبت القفار
وعفت النفار(7)؛ لأجني الفرح
وخضت السيول، ورضت الخيول
لجر ذيول الصبى والمرح(8)
ومطت الوقار، وبعت العقار
لحسو العقار، ورشف القدح
وقال لشركائه وأحزابه: يا أيها الإخوان والأخدان: إنا أطروفة الزمان، وأعجوبة الأوان، أنا الذي وصفه الحريري في ((مقاماته))(9) بقوله:
أنا أطروفة الزمان
Shafi 18