كحل به عيني فاصبحت اعمى كما ترون.
وحكى هشام بن محمد عن القاسم بن الاصبغ المجاشعي قال: لما أتى بالرءوس الى الكوفة إذا بفارس احسن الناس وجها قد علق في لبب فرسه رأس غلام امرد كأنه القمر ليلة تمامه والفرس يمرح فاذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض فقلت له رأس من هذا؟ فقال هذا رأس العباس بن علي؛ قلت ومن أنت؟ قال حرملة بن الكاهل الأسدي، قال فلبثت اياما واذا بحرملة ووجهه اشد سوادا من القار فقلت له لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب انضر وجها منك وما أرى اليوم لا اقبح ولا اسود وجها منك فبكى وقال والله منذ حملت الرأس والى اليوم ما تمر علي ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي الى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا انكص فتسفعني كما ترى ثم مات على اقبح حال.
وحكى السدي قال: نزلت بكربلا ومعي طعام للتجارة فنزلنا على رجل فتعشينا عنده وتذاكرنا قتل الحسين وقلنا ما شرك احد في دم الحسين إلا ومات اقبح موتة فقال الرجل ما أكذبكم أنا شركت في دمه وكنت فيمن قتله وما اصابني شيء قال فلما كان آخر الليل اذا بصياح قلنا ما الخبر قالوا قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت اصبعه ثم دب الحريق في جسده فاحترق؛ قال السدي فانا والله رأيته كأنه فحمة.
فصل
فاما قتل ابن زياد وجماعة آخرين فذكر علماء السير قالوا: لما قتل الحسين سقط في ايدي القوم الذين قعدوا عن نصرته وقاموا مكفرين نادمين، فلما مات يزيد بن معاوية منتصف ربيع الأول سنة أربع وستين تحركت الشيعة بالكوفة وكانوا يخافون منه وقيل انما تحركت في هذه السنة قبل موت يزيد وهو الأصح.
فذكر هشام بن محمد قال: لما قتل الحسين تحركت الشيعة وبكوا ورأوا إنه لا ينجيهم ولا يغسل عنهم العار والاثم إلا قتل من قتل الحسين أو يقتلوا فيه عن آخرهم وفزعوا إلى خمسة من رؤساء أهل الكوفة وهم سليمان بن صرد الخزاعي وكانت له صحبة مع رسول الله (ص)؛ والمسيب بن نجبة الفزاري وكان من أصحاب علي (ع) وخيارهم، وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي، وعبد الله بن والي التميمي؛ ورفاعة ابن شداد البجلي، وكان اجتماعهم في منزل سليمان بن صرد فاتفقوا وتعاهدوا
Shafi 253