وأوجب في الولاء معا عليكم
خليلي يوم دوح (غدير خم)
فويل ثم ويل ثم ويل
لمن يرد القيامة وهو خصمي
فلما وقف معاوية على الكتاب قال: اخفوه لئلا يسمع أهل الشام.
وتكلم العلماء في معنى قوله (ع) سبقتكم الى الاسلام طرا فقال قوم اسلم وهو ابن سبع سنين وقيل ابن ثمان وقيل ابن عشر وقيل ابن خمس عشر وبهذا يحتج أبو حنيفة على الشافعي في صحة اسلام الصبي العاقل اذا لم يبلغ.
وقال آخرون لم يزل مع رسول الله (ص) من زمن الطفولية يدين بما دان به رسول الله (ص) والدليل عليه ما روى الترمذي في جامعه باسناده الى أنس بن مالك قال بعث رسول الله (ص) يوم الاثنين وصلى علي (ع) يوم الثلاثاء.
وقال احمد في المسند: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا يحيى بن سلمة عن أبيه عن حبة العرني عن علي (ع) قال أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر. ولقد صليت مع رسول الله (ص) قبل الناس (ابن) سبع سنين وأنا أول من صلى معه.
فان قيل، فقد روى عن الأشرم انه قال: سألت أبا عبد الله احمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال ضعيف وقد قال جدك أبو الفرج في الموضوعات حيه ما يساوي حبة والجواب ان احمد اخرجه في المسند كما ذكرنا وكذا في الفضائل وانما قال احمد ما قال ان صح عنه فلان في طريق الفضائل عباد بن عبد الله الأسدي تكلموا فيه أما طريق المسند فلا وقوله حبه لا يساوي حبة فليس بهذا السجع البارد يبطل فضائل أمير المؤمنين. قلت ومع هذا فلا يختلفون ان أول من اسلم من الصبيان علي (ع).
وقال الزهري: انما أراد بقوله سبقتكم الى الإسلام طرا بتكبيت معاوية لأنه انما أسلم هو وأبوه أبو سفيان يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة ولهذا كان يسمى الطليق ابن الطليق وكل من أسلم في هذا اليوم ولم يهاجر يسمى بهذا الاسم فاراد ان يبين حاله لأهل الشام وانه لم يزل مع النبي (ص) من أول عمره الى ان توفي رسول الله (ص) وقد شهد المشاهد كلها ومعاوية وأبوه لم يشهدا مشهدا مع رسول الله (ص).
Shafi 103