بقلم أسعد خليل داغر
ومهما تعظم نفقة المجمع على رواتب أعضائه وطبع مجلته، فما أظنها تجاوز بضعة آلاف من الجنيهات في السنة، وهي قليلة في جانب الفوائد الكثيرة التي تعود منه على اللغة العربية وأهلها.
أفلا تهز الأريحية واحدا أو أكثر من الأغنياء الذين يغارون على اللغة، فيتبرعوا بوقف ما يكفي ريعه للإنفاق على هذا المجمع؟ وألا لم يبق لإرواء الغليل من هذا القبيل سوى إحدى الحكومات في البلدان العربية. ومن أولى من حكومة مصر بهذا الأمر؟ إنها منهن أقدر وبشرف هذه المفخرة أحرى وأجدر. وقد سبق لها في خدمة اللغة العربية ما لا يعد من المآثر والمحامد التي خلدت لها الفخر وأكسبتها جميل الثناء وجزيل الشكر مدى الدهر. وهي الآن - على الخصوص - قبلة الأنظار وكعبة الآمال، ولعلها إذا سئلت هذه المكرمة لا تتأخر عن إجابة السؤال.
تذكرة الكاتب
مقدمة
بهذا العنوان عزمنا أن ننشر في المضمار ما نعثر عليه في مطالعاتنا من الكلمات التي يخطئ بعض الكتاب في استعمالها، فنصلحها بإثبات ما نظنه صوابا. وسنفعل ذلك على سبيل التذكرة، معترفين بأننا في مقدمة من يسهو وينسى، وأن العصمة لله وحده، ومتوخين بهذا العمل زيادة التوفر على خدمة لغتنا الشريفة، حتى ينقى جوهر مفرداتها ومركباتها خالصا من صدأ الخطأ والإهمال، ويبدو كمال جمالها آية في جمال الكمال، وعلى الله الاتكال.
غاو. غواة
أول ما نبدأ به كلمة «غاو» أو «غواة». فإنهم يستخدمونها للتعبير عن معنى «اماتير»، أي من يزاول شيئا لمحبته له، لا لاتخاذه حرفة. وهذا الاستخدام كثير الشيوع في الألعاب الرياضية والفنون الجميلة وغيرها. ولكن الغاوي هو الضال، وعليه القول في القرآن الشريف:
ما ضل صاحبكم وما غوى ، والقول:
والشعراء يتبعهم الغاوون ، فكيف يصح استعماله للدلالة على معنى محب أو عاشق «اماتير»؟
Shafi da ba'a sani ba