كتب جيتي في شبابه إلى سلزمان يقول: «غرست في طفولتي شجرة كرز وجعلت أرقب نموها وأنا مغتبط مسرور، فلما أزهرت جاء ضباب الربيع فصوح الأزهار، ثم انتظرت سنة أخرى حتى أينعت فجاءت الطير فأكلت الثمر، ثم انتظرت سنة فجاء الدود فالجار الطامع فالآفات، وسأغرس شجرة أخرى كلما وجدت لي حديقة!»
ذلك دأب جيتي في جميع حياته لا في الطفولة وحدها، وفي كل حديقة لا في حديقة النبات وحدها، وغير مستثنى من ذلك حديقة الحب ولا حديقة الفن ولا حديقة التأليف! فإذا اقتضاه الأمر صبرا وانتظارا فهو صابر منتظر! وإذا اقتضاه الأمر دفعا ونضالا فما هو بدافع ولا مناضل.
مؤلفات جيتي
يقسم الأستاذ تيوفيل جوتييه سيرة جيتي من حيث التأليف إلى أربعة أقسام:
الأول:
ينتهي سنة 1775 وهو دور التكوين، وأهم ما كتب فيه رواية «جوتز» التمثيلية وقصة «فرتر»، وكلتاهما مشبعة بروح المدرسة الرومانية الجديدة التي اصطلحنا على تسميتها «بالمجازية الجديدة» أو الزوبعية، وفي هذا الدور أيضا أعد جيتي الأجزاء الجوهرية من رواية فوست الأولى.
والدور الثاني:
ينتهي سنة 1794، وهو دور المدرسة القديمة أو اليونانية، وفيه خلص جيتي من هيمنة المدرسة المجازية واقتفى أثر الإغريق. وأهم ما كتب في هذا الدور معظم قصائده الغنائية وروايات «أفيجيني» و«تاسو» و«أجمونت» التمثيلية، ورحلته إلى إيطاليا، وحكاية الثعلب، وأغاني ومقطوعات.
والدور الثالث:
ينتهي سنة 1805 وهو دور الصداقة مع شيلر، وفيه يظهر روح شيلر الفلسفي وعنايته بالتعميم والنظر والمثل العليا والرمز إلى الخفايا خلافا لجيتي الذي كان يعنى بالحوادث الخاصة والصور المحسوسة والمشاهدات الحاضرة من الوجهة العملية، وأهم ما كتب في هذا الدور من القصص «صبي الساحر» و«الله والراقصة» و«طالب الكنوز» و«تلمذة ولهلم ميستر» ورواية «هرمان ودوروثي» التمثيلية.
Shafi da ba'a sani ba