وفيه أيضًا استحباب التجمل وتحسين الهيئة للعالم والمتعلم لأن هذا الرجل هو جبريل ﵇ كما بين في آخر الحديث وهو معلم من جهة لقوله ﵊: "جاء يعلمكم دينكم" ومتعلم من جهة أنه في سورة سائل.
قوله: "ولا يعرفه منا أحد" إشارة إلى غرابة القضية أيضًا لأن هيئته تقتضي أنه من أهل المدينة، ولو كان منها لعرفناه أو بعضنا فقد حصل فيه (أ) أمارة معرفتنا لَهُ، مع عدم معرفتنا لَهُ. والله أعلم.
البحث الثاني: قوله: "فأسند ركبتيه إلى ركبتيه" تقتضي أنه جلس بين يدي النبي ﷺ وإلا لم يتصور إسناد ركبتيه إلى ركبتيه، لأنه لو جلس إلى جانبه لما أمكنه إلا إسناد ركبة واحدة منه إلى ركبة واحدة من النبي ﷺ، وهذا جلوس المتعلمين بين يدي المشايخ (ب) للتعلم.
وقوله: "ووضع كفيه على فخذيه" الضمير في كفيه للرجل، وفي فخذيه يحتمل أنه للرجل أيضًا، وأنه وضع كفيه على فخذي نفسه معتمدا عليهما وقت السؤال، ويحتمل أنه للنبي ﷺ وأن الرجل وضع كفيه على فخذي النبي ﷺ استئناسًا باعتبار ما بينهما من الأنس في الأصل حين يأتيه جبريل ﵇ لتبليغ (جـ) الوحي، وهذا الاحتمال أرجح، وإنما رُجحَ
(أ) في م منه.
(ب) في م الشيخ.
(جـ) في م السلام بالوحي.