- (واعلم) أن أصل الرؤيا جنس وصنف فالجنس كالشجر والسباع والطير وهذه رجال والصنف أن تعلم من أي صنف تلك الشجرة وذلك السبع والطير فإن كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب لأن منابت أكثر النخل بلاد العرب وإن كان الطائر طاوسًا كان رجلًا من العجم وإن كان ظليمًا كان بدويًا من العرب والطبع أن تنظر لأطبع تلك الشجرة فتقضي على الرجال بطبعها فإن كانت جوزًا قضيت على الرجل بالعسر في المعاجلة والخصومة عند المناظرة وإن كانت نخلة قضيت بأنه رجل نفاع بالخير وإن كان طائرًا علمت أنه رجل ذو أسفار ثم نظرت في طبعه فإن كان طاوسًا كان ملكًا أعجميًا ذا جمال ومال وكذلك إن كان نسرًا كان ملكًا وإن كان غرابًا كان رجلًا فاسقًا غادرًا كذابًا وللمعبرين طرق كثيرة في استخراج التأويل وذلك غير محصور بل هو قابل للزيادة باعتبار معرفة المعبر وكمال حذقه وديانته والفتح عليه بهذا العلم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
1 / 8