(٣١) وعن الأَصمعي أن ابنًا لعمر بن الخطاب رحمة الله عليه ولم يسمّه سأَله أن يعطيه من مالِه، أو مال المسلمين، فقالَ عمر: أرَدْتَ أن القى الله ملكًا خائنًا؟ هلا سألتني من مالي؟ ثم أعطاه كذا وكذا، شيئًا صالحا قد سمّاه من ماله.
(٣٢) وأَنشَدَ الأَصمعي لرجل من بني هذم بن عوذ العبسي:
من يَكَ غافِلًا لم يَلْقَ بُؤْسًا ... يُنِخْ يومًا بساحته القَضاءُ
تعاوَرُه بناتُ الدهرِ حتّى ... تُثَلِّمه كما ثُلِمَ الإناءُ
وكلُّ شَديدَةٍ نزلت بحَىٍّ ... سيأْتي بعدَ شِدتِها رخاءُ
فقل للمُتَّقِي غَرَضَ المنايا ... توَقّ فليس يَنفعك اتّقاءُ
فما يُعْطَي الحَريصُ غنيّ لحِرصٍ ... وقد يَنْمِي لَدَى الجود الثَّراءُ
وليس بنافعٍ ذي البُخْلِ مالٌ ... ولا مُزرٍ بصاحِبِه العَطاءُ
غَنِيٌ النفس ما اسْتَغْنَى غَنِىُّ ... وفقْر النَّفس ما عَمِرَت شَقاءُ
يودّ المرءُ لو يُفني الليالي ... ألا وفناؤُهُن لَه فَناء
وعن اسحق بن ابراهيم الموصلي قال: كانَ نُصَيْب من اهل وَدّان، وكان عبدًا لرجل من بني كِنانة هو
1 / 88