قال: فما تقول في أبي عمرو عُثمان ﵀؟ قال رحم الله ابَا عمرو، كان والله اكرم الحَفَدة، وافضَلَ البَرَرة، قَوّامًا بالأَسْحار، كثيرَ الدموع عند ذكرالنَّار، دائمَ الفِكر فيما يَعْنِيه بالليل والنهار، نهَّاضًا إلى كُلِّ مكْرُمة، سَعّاءً إلى كل موجبة، فرَّارًا من كل مُوبقة، وفيًَّا حَييَّا أبِيًَّا، صاحب جيش العُسرة، وبئْر رومة، وخَتَنُ المُصطفى ﷺ، فأَعقب الله قاتِليه اللعَّائن إلى يوم التغابن.
قال: فما تقول في علي بن أبي طالب ﵀؟ قال: رَحِم الله ابا حَسَن، كان واللهِ عَلَمُ الهُدى، وكَهْفَ التُّقى، ومَحلَّ الحِجى، وبَحْرَ النَّدَى، وطَوْدَ النُّهى وعلمّا للوَرى، ونورًا في ظُلم الدّجى، وداعِيًا إلى المَحَجّة العظمى، ومستمكًا بالعروة الوُثْقى، وسامِيًا إلى الغاية القُصوى، وعالِمّا بما في الصُّحُفِ الأُولى، وعامِلًا بطاعة الملك الأَعلى، وعارِفًا بالتأْويل والذِّكرى، ومتَعلِّقًا بأسبْاب الهُدى، وحائدًا على طُرُقات الرَّدى، وسامِيًا إلى المجد والعُلى، وقائِمًا بالدّين والتقوى، وتاركا للجَوْر والأَذَى، واوَّلَ من آمَن واتَّقى، وسيَدَ من تقمَّص وارتدى، بعد النبيّ المصطفَى، وأفضلَ من صام وصلىّ، وأفخرَ من ضَحِك وبَكَى، صاحب القِبلتين، فهل يُساويه بشر؟ وأَبو السِّبطين فهل يوازيه احد؟ وزَوْج البتول خَيرِ النِّسوان، فهل يَلْحَقُه مخلوقٌ يكونُ او يكون؟
1 / 86