والتقديس لله تعالى والثناء عليه بما هو أهله، وفي الذكر سرورهم وابتهاجهم وكمال لذاتهم، وهذا أولى.
الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَتَحِيَّتُهُمْ﴾ فيما بينهم، أو تحية الملائكة لهم فيها، أي: الجنَّة، سلام من الله تعالى، أو منهم. قال تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ [الرعد: ٢٣، ٢٤]، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: ٥٨].
والرابعة: قوله تعالى: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ﴾، أي: وآخر دعائهم ﴿أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، أي: أن يقولوا ذلك، وأن هي المخففة من الثقيلة، وقد قرئ بها بنصب الحمد على إعمالها فيه مخففة وهو خلاف القاعدة.
قال الزجاج: أعلمَ اللهُ أنَّ أهل الجنة يفتتحون بتعظيم الله وتنزيهه ويختمون بشكره والثناء عليه.
وقال البيضاوي: المعنى أنهم إذا دخلوا الجنَّة وعاينوا عظمة الله وكبريائه مجَّدوه ونعتوه بنعوت الجلال ثُمَّ حيَّاهم الملائكة بالسَّلامة عن الآفات والفوز بأصناف الكرامات أو الله فحمده وأثنوا عليه بصفات الإِكرام.
ثُمَّ ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه بما بدأه به من حمد الله تعالى والثناء عليه، والصَّلاة والسَّلام على نبيه ورسوله محمَّد ﷺ مقتبسًا في الأول لما فيه من الحمد على نعمِه، والحمد على النعمة واجبٌ يُثاب عليه ثواب الفرض، فقال:
1 / 29