303

Ta'aliƙi akan Muwatta

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Editsa

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Mai Buga Littafi

مكتبة العبيكان

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

وَقَوْلُهُ: "يَوْمٌ تَأكُلُوْنَ". الصَّوَابُ تَنْوينُ "يَوْمٌ"، وَكَذلِكَ رَوَينَاهُ، و"تَأْكُلُوْنَ" في مَوْضِعِ الصِّفَةِ للْيَوْمِ، كَمَا أَنَّ الجُمْلَةَ المَذْكُوْرَةَ بَعْدَ اليَوْمِ في قَوْلِهِ [تَعَالى] (١): ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي ...﴾ إلى آخِرِهِ في مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِيَوْمٍ، ومَنْ رَوَى: "يَوْمُ" بِرَفْعِ المِيمِ فَحَذَفَ التَّنْوينَ فَقَدْ أَخْطَأَ؛ لِأَنَّ اليَوْمَ عَلَى هَذه الرِّوَايَةِ يَكُوْنُ مُضَافًا إِلَى الجُمْلَةِ، وَلَا يَجُوْزُ ذلِكَ في هَذَا المَوْضِعِ؛ لِأَنَّ في الجُمْلَةِ ضَمِيرًا يَرْجِعُ إِلَى اليَوْمِ فَإِذَا أَضَافَ اليَوْمَ إِلَى مَا فِيهِ ضَمِيرُهُ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَال: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسَنٍ وَجْهِهِ، فَأَضَافَ الشَّيءَ إِلى نَفْسِهِ، وَلِهَذَا لَمْ يُجِزِ النَّحْويُّوْنَ: زَيدٌ حَسَنُ العَينِ مِنْهُ، وَأَنكرُوا رِوَايَةَ مَنْ رَوَى بَيتَ طَرَفَةَ (٢):
رَحِيبُ قِطَابِ الجَيبِ مِنْهَا رِفِيقةٌ ... بِجَسِّ النَّدّمَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
بإضَافةِ "رَحِيبٍ" إلى "القِطَابِ" وقَالُوا: الصَّوَابُ: "رَحِيبٌ قِطَابُ الجَيبِ".

(١) سورة البقرة، الآية: ٤٨، ١٢٣.
(٢) ديوانه (٣٠). ويُراجع: شرح القصائد لابن الأنباري (١٨٩)، وشرحها لابن النَّخَّاس (٢٥٩)، قال ابن النَّحَّاس: "ويروى: "رحيبُ قطاب الجيب" بالإضافة". قال ابن الأنباري: "قال أبو بكر: هَذِهِ رِوَايَةُ الأصْمَعِيِّ، ورَوَاهُ غَيرُهُ: "رَحِيبٌ قَطَابَ الحَبِيبِ" فأَنْكرَ أَبُو جَعْفَرٍ هَذ الرِّواية الثَّانية، وقَال: لا أَعْرِف إلَّا الرَّفْعَ مَعَ التَّنْوين، أي: الجَيبُ الَّذي يَضِيقُ فهو مِنْهَا وَاسعٌ رَحِيبٌ ... ". وأَبُو جَعْفَر المَذْكُوْرُ في نَصِّ ابنِ الأنْبَارِيِّ، يَظْهَرُ لِي أَنَّه محَمَّدُ بنُ حَبِيب البَغْدَادِيُّ. ويُراجعُ: المُحْتَسَب (١/ ١٨٣)، والخِزَانة (٢/ ٢٠٣، ٣/ ٤٨١).

1 / 211