- و"الخُمْرَةُ" [٨٨]. شَيءٌ كَانَ يُنْسَجُ مِنْ سَعَف النَّخْلِ يُسْجُدُ عَلَيهِ الرَّجُلُ، وَلا تُسَمَّى خُمْرَةً حَتَّى يَكُوْنَ بِقَدْرِ مَا يَضَعُ عَلَيهِ المُصَلِّي جَبْهَتَهُ وَيَدَيهِ وإِنْ عَظُم حَتَّى يَعُمَّ جَسَدَهُ كُلَّهُ قِيلَ لَهُ: حَصِيرٌ (١).
[التَّيَمُّمُ]
التَّيَمُّمُ: شَرْعِيٌّ وَلُغَويٌّ، فاللُّغَويُّ: القَصْدُ والتَّعَمُّدُ، وتَقُوْلُ: تأَمَّمْتُكَ وتَيَمَّمْتُكَ وأَمَّمْتُكَ: إِذَا قَصَدْتُكَ، لكِنَّ الشَّرْعَ أَوْقَعَ هَذَا الاسْمَ عَلَى مَسْحِ الوَجْهِ واليَدَينِ بِالتُّرَابِ، فَانْتَقَلَ عَنْ مَوْضِعِهِ في اللُّغَةِ وَعُمُوْمِهِ فَصَارَ مَخْصُوْصًا بِهَذَا المَعْنَى، كَمَا نَقَلَ عُرْفُ الاسْتِعْمَالِ الفِقْهَ والطِّبَّ والنَّحْوَ إِلَى أَسْمَاءٍ مَخْصُوْصَةٍ.
- وَ"البَيدَاءُ": الفَلَاةُ، سُمِّيَتْ بِذلِكَ لأنَّهَا تُبِيدُ مَنْ سَلَكَهَا، أَي: تُهْلِكُهُ، وَهِيَ أَحَدُ الأسْمَاءِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فَعْلَاء، وَلَا أَفْعَلَ لَهَا كَالشَّبْرَاءِ والطَّرْفَاءِ.
- و"ذَاتُ الجَيشِ": فَلَاةٌ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ (٢) [حَرَسَهَا اللهُ] سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِمَا
(١) في (س): "فهو حَصِير".
(٢) يَظْهَرُ أَنَّ المؤلِّفَ ﵀ هُنَا قد أَخْطَأَ الهَدَفَ، فَلَيسَتْ ذَاتُ الجَيشِ المَذكُوَرةِ في الحديثِ في هَذَا البَابِ فَلَاةً بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ، وإِنْ كَانَت بناحِيَةِ مَكَّةَ -شَرَّفَهَا الله- أَرْضٌ تُعْرَفُ بـ "ذَاتِ الجَيشِ" فَهِذِهِ غيرُ تِلْكَ.
والبَيدَاءُ المَذْكُوْرَةُ قَبْلَهَا فَسَّرَهَا المُؤلِّفُ ﵀ بأنَّها الفَلَاةُ؛ سُمِّيت بِذلِكَ لأنَّهَا تُبِيدُ مَنْ سَلَكَهَا ... إلى آخرِ ما ذكرِ، وهو بِهَذَا التَّعريفِ يعرّفُ لَفْظُ "البَيدَاء" والمَقْصُوْدُ هُنَا عَلَمٌ عَلَى أَرْضٍ بِعَينَهَا، وهو شَرَفٌ مُرْتَفِعٌ من الأرْضِ أَمَام ذَي الحْلَيفَةِ. قَال الفَيرُوزآباديُّ في المغانم المطابة (٦٧): "قَال مُؤرِّخوا المَدِينَةِ: البَيدَاءُ: هي الَّتي إِذَا رَحَلَ الحُجَّاجُ بعدَ الإحْرَامِ من ذِي الحُلَيفَةِ اسْتَقْبَلُوْهَا مُصْعِدِينَ إِلَى جِهَةِ الغَرْبِ، وَهِيَ الَّتي جَاءَ في حَدِيثِ عَائِشَةَ ﵂: "حتَّى إِذَا كُنَّا بالبَيدَاءِ أو بِذَاتِ الجَيشِ" وفي البَيدَاء نزَلَتْ آيةُ =