بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم غفرا
صدرر المقالة الاولي
الياسقبل لاول
في الفرق يين الرؤيا والاضفاث (2)
اما اصناف الاختلاف والفرق (3) فما بين الرويات والاضغاث (4) فقد قلت فيها قولا كثيرا في مواضع اخر ، و (2) لاني احسبك ترى ان امر هذا الكتاب لا يجري على ما ينبغي ان لم يجعل الابتداء فيه من هذا المعنى (5) ، رايت من الصواب ان ايتدي بذلك اولا، فاقول ان الرؤيا تخالف الاضغاث بان الرؤيا تدل على ما سيكون واما الاضغاث فانما تدل على الشي الحاضر، وقد مكنك ان تعلم علما يينا اي الآلام (6) ممكن ان تترآى الى النفس حتى تتعلق بها وتوثر فيها فتحدث من ذلك منامات ، مما اقول، وهو ان
Shafi 6
من الواجب(1) ان يكون ما يراه في منامه من كان محبا كأنه معمن يحبه (2) ،ويرى من كان خايفا من شي ان الشى الذي يخافه قد وقع فيه ، ومن كان جايعا كانه ياكل ، ومن كان عطشانا كانه يشرب ، وايضا فان من اكثر الطعام يرى كاته بتقيا او كانه يخنق ، وذلك بسبب السدد ، اذا كان الغذآ الذي اغتذى به ردي البخارات (3) . وقد بمكن الانسان ان يعلم ويتبين (4) [22] ان هذه الآثار التي تعرض في الشي الموضوع(5) ليس انما تتقدم فتدل(6) على ما سيكون ، لكنها تذكر بالشى الحاضر . [وهذه المنامات التي ذكرنا(7) منها ما يكون من قبل(8) البدن ومنها ما يكون من قبل النفس ومنها ما يكون من قبل النفس والبدن جميعا . مثال ذلك انه متى كان الانسان محبا فراى كانه معمن بحبه (9) ومتى كان مريضا فيرى كانه يعالج او كانه يعاشر الاطبا ، فان هذه الآثار(10) مشتركة للنفس والبدن . وانا ارى (11) انه متى راى الانسان كانه 1ياكل آو يسرب او يتبرز(12) فان هذه الاأثار مما بخص
Shafi 7
البدن ، كما ان من الآثار التي تخص النفس ان يفرح الانسان في منامه (2) او يغتم . فقد تبين مما قلنا ان الآثار المنسوبة الى البدن(1) منها ما يرى فى المنام ، بسبب نقصان شي يحتاج اليه ، ومنها ما يرى ، بسبب شي لا يحتاج اليه ، وان الآتار المنسوبة الى النفس(2) منها ما يرى الانسان بسب الخوف من شى ، ومنها ما يرى يسبب المحية (3) لشى
فهذا ما يتبغى ان يقال هاهنا في امر الرؤيا . واما اسم الرؤيا باليونانية - وهو انيرذ وهو مشتق من التنبيه والتحريك - فلم يوضع على الحقيقة ، وذلك ان الانسان انما يرى الرؤيا وهو نايم (4) ، لأن الرؤيا انما تفعل في وقت النوم(5) ، فاذا ذهب النوم وانتبه الانسان لم ير الرويات (6) . |اذا كانت الافعال التى في النوم ياقية حدث عنها تقدمة الايدان [27) بالاشياء التى ستكون(7) ، وانما يظهر فعلها في وقت
Shafi 8
النوم وذلك انه مكنها ان تحرك النفس وتنبهها على الامر الذي قلنا(1) ، ولذلك سميت الرؤيا بالاسم الذي ذكرنا - المشتق من التنبيه والتحريك(2) - او تكون الرؤيا انما سميت بذلك الاسم من ايرن(3) ومعناه القول (4)، كما عنى به الشاعر حيث يقول(5) «انى اقول لك هذه الاشياء قولا حقا» (6) وان ذلك السائل (7) كان يسميه اهل بلاد اثيقي(8) ايرن(9) ، [«وذلك انه كان ممضي الى حيث ما يامره الانسان »(10) .
الباب الثاي
في الرويآت الظاهرة وفي ذوات التأويل(11)
وايضا فان من الرؤياآت [ رؤياآت ظاهرة(12) ومتها ذوات تأويل (13) . اما الرؤياآت الظاهرة فهي التى تكون مثل الشيه الذي تدل عليه ، مثل انسان يرى كانه في البحر وكان البحر هاج عليه وتموج (14) ، فلما انتبه اصاب
Shafi 9
ذلك بعينه ، وذلك انه [سار في البحر و(1اهلكت سفينته (2) ولم يسلم ممن كان فيها احد الا هو ونفر يسير (3). و(4) مثل انسان راى كان رجلا(5) قد طعنه ، فلهما اصبح وخرج من موضعه (16 ، ضربه ذلك الرجل ضربة على (7) كتفه في الموضع الذي راى في منامه اته ضربه (7) فيه. وايضا فان انسانا راى كانه قد اخذ فضة من بعض اصدقآيه ، فلما [35] كان من غد دفع اليه ذلك الصديق عشرة امنا فضة (8) من غير ان بكون وعده من ذلك شيئا(9) واما الرؤياآت ذوات التاويل فهي التي يرى الانسان فيها في منامه شيئا فيدل ذلك على شيء آخر ممشاركة ما طبيعية فما بيتها وبين النفس.
(10) وساخبر بالسبب الذي من اجله يرى ذلك كله (11) ، بقدر مبلغ طاقتي، وايين(12) اولا المعنى الذي يقع عليه هذا الاسم ، فاحبر بالحد العام الذي تحد به الرؤيا الذي لايخالف فيه احد ، الا ان يكون من المحبين للغلبة (13) ، ونعوذ بالله من ذلك. فاقول(14) :
Shafi 10
ان الرؤيا هى حركة للنفس او توليد كثير الفنون(1) ، دال على خير او شر سيكون فيما بعد ، فاذا كان ذلك كذلك فان جميع الرؤياآت التي ترى(2) ثم يكون فما بينها وبين الشيء الذي تدل عليه زمان ما طال او قصر ، فانما تتقدم النفس فتدل عليها مثالات وصور لتلك الاشياء طبيعية (3) وهي التي تسمى الاصول ، تتصور فيها في ذلك الوقت الذي قبل حدوث التشيء حى نظن انا() نعلم تلك الاشياء التي ستكون على سبيل الفكر الذي يستنبط به علمها(5) . [ وجميع الرؤيات ، ما لم يستعمل فيها تحديدان ، رويات ترد ، اذا كانت من الصنف الذي انما تصل الى معرفتها بذلك (6) . فانا لا ننتفع بتقدمة الانذار الكاين منها ، ان لم نحكم العلم [3] بها 1 قبل ذلك ونعتاد معرفة ما تدل عليه (7) ، اذ كان ذلك الشيء الذي يدل لا ينتظر حتى يدل على الاشياء الخارجة (8) ويخبر كل واحد منها بالشيء الذي تدل عليه(6) 1فقد مكنك ان
Shafi 11
تتعلم ما قلنا اذا انت لقيتنا حتى نقبل منك ونصدقك »(1) فيما يقوله من ذلك جميع الناس. وذلك انه لا ممكن احد ان يقول ان 1 هذه الاشياء التى تدل عليها الرؤياآت (2) ليس انما تكون(3) بعد الرؤيا(4) 1 وهى اشياء لا تنقص عيما دلت عليه الرؤيا شيئا(5) | وبعض هذه الروياآت يكون فيها من الصور التي في الفهم ما يحيط باقصى ما في الشيء الذي يظهر ويشاهدر6).[ولم يوجد اسم الرويا باليونانية - وهو انيرن - من بعد ، اذ كان مشتقا من التوهم والفهم وكان ما يرى منها چاريا على سبيل النطق والفهم (7) ويتبع ما قلنا ان نخبر ان الاضغاث لا تنذر بشيءز8) وقد تكلم في ذلك غير واحد من الناس منهم (8) ارطامون الذي من اهل ماليسيا(10) وفوبس الذي من اهل انطاكية (11). فاما الرؤيا فهى شيء يرى وينبي بشيء (12) - واما نحن فقد تر كنا تلخيص (13) ذلك على الدقيق والاستقصاء(14) ،
Shafi 12
وذلك انه امر خفى، وانا ارى انه لا مكن اننستقصى القول في ذلك حتى نبلغ منه غايته (1).
الساها لثالث
في انواع الرويا(2)
وايضا فان الرؤيا ذات التأويل (3) قد قسمها قوم بخمسة انواع وذلك انهم جعلو[1] بعضها خاصية (4) وهي التي يرى الانسان فيها في منامه ا[ه] يفعل شيئا او انه يعرض له شيء ، لان الشي الذي يراه في المنام يعرض لذلك الانسان(15) : كان ذلك خيرا او خلاف الخير، وجعلو[1] التي تعرض لغير صاحب الرؤيا(6) وهي التى يرى الانسان قيها انه يفعل شيئا بغيره وان غيره يفعل به شيئا(7) ، فان هذه الاشياء انما تعرض لاولئك وحدهم، ان كان ذلك خيرا وان كان خلافه ، ولو كان (8) ممن جرت له ممعاشرتهم عادة . وبعض الروياآت التي تقدم ذكرها (9) مشتركة (10) وهي التي قد يفهم معناها من
Shafi 13
نفس هذا الاسم ، وذلك انه معلوم انها تكون للانسان مع غيره . وبعضها يرى قيه الانسان مرفى (1) او سورا او سوقا او موضع رياضة(2) او شيئا مما هو للعامة فى المدينة (3) فهذا النوع يسمى باسم منسوب الى المجامع (4) . ويعضها يرى فيه الانسان ما كان مرما (5) مثل ذهاب (6) الشمس وفناها(5) او (7) القمر او (7) شى من (8) الكواكب والتغير والتبدل الذي(8) يرى انه قد عرض في الارض او (10) في البحر ، وهذه الرويات تسمى الاما عالمية (11) ، ويخص(12) بان تسه روياات عالمية (13) 1وليس الامر في جميع ما ذكرنا على ما قيل مطلقا(14)، وذلك ان النوع الخاص (15) من الروايات التي ذكرنا(16) ليس انما يعرض ما يدل عليه [47) ، ولذلك الخاص وحده ابدا (17) ، لان كثيرا منها يتجاوز ] الذي لا يعرض له حد الى الاولاد (18) ، مثال ذلك ان انسانا راى في منامه انه قد مات، فعرض له ان اباه مات ، وهو غيره الا انه
Shafi 14
مشارك له في النفس والبدن جميعا . وايضا فان انسانا آخر رأى كأن عنقه ضربت ، وعرض لهذا الانسان ان مات ابوه الذي هو سبب حياته وبصره كما ان الراس هو سبب لذلك. ومن هذا الجنس ايضا انسان رأى في منامه ان بصره ذاهب ، فدل ذلك على موت ولده لا على موته . | واشياء اخر مثل هذه كثيرة مكن الانسان ان يعلم منها ان دلايلها انما تعرض لغير صاحب الرؤيا لا لصاحبها (1)، كما ان الانسان قد يرى رؤيا لغيره فيعرض تأويلها له ، والذي يكشف ذلك هو المحتة ، مثال ذلك ان انسانا راى في منامه كان اباه يحترق في النار ، فعرض ان مات صاحب الرؤيا نفسه ، فصار ابوه ، بسبب اغتامه عليه (2) ، ممنزلة من يحترق بالنار غما. وايضا فان انسانا رأى في منامه كان مملكيه(3) قد ماتت ، فليما كان بعد الرؤيا (4) مات هو ، وذلك انه عدم ما كان تتتد به . ومن هذا الجنس ايضا ان يرى الانسان في منامه ان امه مريضة وان امرأته مريضة ، فان ذلك يدل على ان الامر في صناعته [ امر صعيف وانها على غير ما ينبعى(5)، [5r] وذلك بالواجب ما صار كذلك(6) ، لان الناس رون(7) ان الصناعة بمنزلة الام ، في ان الغذاء والتربية
Shafi 15
تكون عنها (1) ، واما المرأة فلانها شى خاص (2) لذلك الاتسان . وايضا فان الانسان اذا رأى في منامه اصدقآه، فانه ان راهم | في ضيق وغم (3) ، دل ذلك على ضيق وغم (4) بناله، وان راهم في سرور ، دل ذلك على امر لذيذ . ومن هذا الجنس ايضا ان يرى الانسان انه يرد ويزرع ويبكت انسانا رقاصا او ضد ذلك (5) . واما الامر الاول الذي ذكرناه من دلايل هذا الصنف من المنامات وقلنا ان كبيرا قضى به فيها فانه امر يعرض على ما قالو[ا] في اكثر الامر (6) . واما الامر الثاني الذي وصفناه من بعد ، قانما يعرض في الخير ، الا انه على حال رما كان على ما قلناه ، حتى ان العليماء بهذا الشان قد يوقعهم ذلك في الغلط (7)
وينبغى ان يعمل على ان الامر فيها على ما اصف (8). اما المنامات التى سميت() الخاصية فان ما كان منها لا يتجاور صاحبها اندى يراها الى غيره(0لم) ولا فعلها
Shafi 16
بانسان آخر او يفعلها به انسان آخر، فانما تعرض للذى يراها (1) ، مثل ان يرى الانسان انه يأكل (2) او انه يغني او انه يرقص او يلعب بالملاكمة او انه يصارع او انه يخنق نفسه او انه مقتول (3) او مصلوب او ان الصاعقة وقعت عليه فاحرقته (4) او انه يسيح او انه وجد كنزا او انه يجامع او انه يتقيا او انه يتبرز او انه ينام او انه يضحك او انه يبكى او انه يكلم الملايكة (5) [57) وما اشبه ذلك. واما ما كان من هذه المنامات من امر البدن [1] و اعضايه او من الاشياء التي من خارج ، مثل الاسرة [1]و الفراش (6) [1]و الكراسى (7) وغير ذلك من الاواني واللياس وما اشبه ذلك من الاشياء التي هى مما(8) للانسان خاصة ، فانما تدل (9) على ما يعرض للاصدقاء والاقارب ، على ما بليق بكل واحد منها(10) ، مثال ذلك ان الراس للاب(11) والرجلين للعبيد 121) واليد اليمنى (13) للابن وللصديق وللاخ واليد اليسرى للام وللمرأة (14) وللصديقة (15) وللاخت ، والمذاكير للوالدين وللمرأة وللولد
Shafi 17
والفخذين للمرأة وللصديقة . وسائر الاشياء على هذا القياس(1)
واما المنامات التي سميت (2) مشتركة والتي لغير صاحب الرؤيا ، فان ما كان منها انما يفعل(3) بنا ومن اجلنا ، فينبغى ان نظن به انه لنا خاصة ، وما كان متها ليس يفعل بنا ومن اجلنا ، فانه انما يعرض ذلك لقوم غيرنا . الا انهم ان كانوا اصدقآ لتا وكان ما تدل عليه الرؤيا خيرا فان ذلك الخير(4) يعرض لنا من ذلك شىء من السرور واللذة، وان كان ما تدل عليه الرؤيا شرا فانه يعرض لاولئك الاصدقاء شر ، قاما تحن فليس يلزمنا ذلك : الا انا نشاركهم في الفهم كيما قلنا في المعنى الاخر (5) واما ان كان الذي يرى لهم ذلك اعدا ، فينيعي ان نقول انها تدل على خلاف ما ذكرنا و واما الرويات المنسوبة الى المجامع(6r] (6] والتي تسمى العالمية (7) فاني اقول فيها ان ما لم يكن للانسان به متها غناية، [فان روينه في المنام تخنه ولا تصدق فيه صاحبته(8). فانا قد نجد(2) السوقة
Shafi 18
والعامة (لم) قد يرون (2) مقاما (3) ليس من شأتهم ومما ليس لهم به عناية (4) ، وذلك ان الانسان اذا كان صغير القدر وراى في منامه امرا عظيما مجاوزا لقدره ، فان ذلك مما يعلم بالقياس انه غير ممكن ان تجعل تلك الرؤيا مما بخص ذلك الانسان (5) ، الا ان يرى ذلك ملك او رئيس او رجل كبير(6) : وذلك ان | هذه الطبقة من الناس (7) تعنى بامور العامة والرعية (6) وممكن ان تاتيهم الرؤيا في ذلك [وليسو1ا] مثل السوقة والعامة الذين انما اليهم من الامور السير ، ، لكنهم بمنزلة الموالي المعينين بتلك الامور (6) . وقد قال مثل هذا القول الشاعر حيث ذكر الرويا التي راها اهيا ممنن (10) -كان الملك العظم الشان الذي تولا(!) تدبير الحرب التي كانت بين السريانآيين (!) والبربر (11)- وقصها في المجمع الذي شاور فيه اليونانيون(12) . [ فانه ذكر انه قيل له في تلك الرؤيا(11) : «لو كان زعم رجل آخر من اليونانيين (13) انه رآها ] لشككنا قيها ولكذبناه(14) واما الآن فان الذي راها [رجل عظيم الشان
Shafi 19
والفضيلة مجمع على ذلك من امره في جميع العسكر(1) . وليس انما يريد ان يقول [هذا الشاعر(2) ان هذه الرؤيا لو كان ادعي انسان من العوام (3) انه راها لكذبناه، لكنه يريد ان يقول انا نكذب نفس الرؤيا(4) [67] 1 التى راى ونقول انه (2) لا يعرض لتا من تا ويلها شى(5) . | فلم يكن بعي بذلك الصغير القدر من الناس(2) . واما اذا كان الذي راها رجلا ملكا فهي حق(6). وقد يرد علينا قوم هذا الراي فيقولون انا قد نجد قوما من العوام والسوقة رأو[1] من الرويات المنسوية الى المجامع (7) اشيا(2) وخبروا الناس بها وكتبوها قوجدت حقا(6) ، وذلك ان العارض(6) الذي عرض من بعدها كان مشاكلا لها : وقد غلط (10) القائلون بهذا القول وذلك(2) انهم لم يفهمو[] (11) سبب ذلك ، لانه لم يوجد ذلك صحيحا اذا كان الذي يرى هذا الصنف من الرؤيا انسانا واحدا فقط وكان من العوام ولا عرض عند ذلك ان ينال تاويل تلك الرؤيا جملة الناس وجيماعتهم، لكنه اتما بعرض ان ترى جماعة كثيرة روياآت كثيرة بعضها
Shafi 20
من جنس الروياآت الخاصية لواحد واحد من الناس (1) ، فتكون الحال بهذا السبب قد صارت(2) الا يكون صاحب الرؤيا انسانا من العوام لكن ذلك ممنزلة ما قد راه رثيس جيش وامة كثيرة العدد(3) ، 1 وذلك ان الانسان يسمع روياآت كثيرة من هذا الجتس بحكيها اهل المدينة التى سيصيب اهلها خيرا يشملهم ويسمع ذلك من قوم مختلفين وعلى انحاء مختلفة (4) . وكذلك ايضا تجد الحال اذا كان الذي يعرض هم ضد ما قلنا فاما نحن فان امثان هذه الروياات اذا لم يرها جماعة من الناس انما نتاوفا ونقول انها تصيب نفرا يسيرا او صاحبها وحده (5) ، الا ان يكون [73) ذلك الانسان من القواد او اليه ضرب آخر من الرياسة ، كان مثلا امام تلك المدينة او عرافها (6). فيرى مثل هذا الراي ايضا 1 نيقسطراطس الذي من اهل افسس(7) وبطامورس (8) صديقه (2) الذي من اهل اليقارناسيا (9) وهيما رجلان حكمان(10)
Shafi 21
الباسببللزاربع
في الستة الاصول(1)
وايضا فان العليماء بهذا الشان يقولون انه يجب ان [ يبحث عن(2) الامور الطبيعية وعيما جرت به العادة وعن السنة (3) والصناعة وما يرى من الاسماء (4) ولم يقفو(!) على ان مراى شيئا طبيعيا لا يلايم طبيعته فان حاله اردى ، الا ان يتفق بسبب الشي الموضوع ان يكون ذلك ناقعا(5) ، مثل من كان نهما اذا راى في منامه كانه يتبرز، ومثل من كان يعمل لله تبرك وتعالى فهو في نهاره طاهر وفي ليله نقي على ما ينبغى، اذا راي في متامه جماعات كوا كب وطلوع الشمس والقمر وما اشبه ذلك(16 . والمنامات ايضا الخارجة عن العادة ليست مموافقة ابدا للذين يرونها وتشاكلهم ولا في جميع الاوقات(7) . والذي اقول في سائر الاصول
Shafi 22
الباقية شبيه بما قلته في هذا . وينبغي [ معيما قلنا(1) ان ينظر1 في الاعتدال والامر الوسط(4) [ من كل واحد من هذه الاشياء (1) (3) ولما كانت هذه الاشياء و(1) هذه الاصول (4) غير جامعة لكل الرؤيا بالواجب [77] ما(1) صار كثير من النأس يهزأ ويضحك من قوم يجمل بعضهم هذه الستة ثمانية عشر وبعضهم ماية وبعضهم مايتين وخمسين، وذلك انه ليس فما يذكرونه من ذلك شيء يخرج عن هذه الستة الاصول
فلنكتفى الآن مما قلناه في امر النقصانات التي في هذه الاقاويل(5) . وينبغى ان تقول ان الذي يعم جميع ذلك شيئان الاول منهما يقال له الجتسي (6) والثاني يقال له النوعي(7) . فاما الاول فهو هذا :
Shafi 23
البابب انحامس
في الامر الجتسى (1)
الرويآت منها ما يدل بالشى الكثير على الشي الكثير ومنها ما يدل بالقليل على القليل، ومنها ما يدل بالقليل على الكثير ومنها ما يدل بالكثير على القليل(2) . اما التي تدل بالشي الكثير على الشىء الكثير ، فمثل انسان رأى في منامه ، وهو في بلاد غريبة (3) ، كانه يطير(4) ويطلب غرضا ما كان يقصده ، 1 فادركه مكان جناحين فتناوله (5) فطار مع الطيور (6). فعرض لهذا الانسان ان رجع(7) الى متزله (8) ثم سافر فغاب عنه(9) . ] وكان دليل ذلك في منامه ما راى من انه لم يقصر عن الغرض الذي كان يطلبه ولم يعدل عنه (10) ، كأن ذلك كان دليلا على مصيره الى منزله والموضع الذي يقصده ، وسافر الى مثزله من اجل الطيران الذي رأى في منامه، اذ كان ذلك مسيرا(11) ، ورجع فصار
Shafi 24
الى (1) بلاد غربة ، بسبب ما رأى من طيرانه فما بين الطيور التي [182 ليست من جنسه : 1 لكنها غريبة (2) . ثم عاد(3) الى منزله . واما التي تدل بالشي القليل على الشي القليل فمثل انسان راى في منامه كآن عينيه من ذهب ، فعرض له ذهاب اليصر (4) ، وذلك ان الذهب ليس مما يخص العين . واما التي تدل بالشي القليل(5) على الشي الكثير (6) فمثل انسان راي في منامه انه قد ذسب اسمه عته : فعرض له ان هلك ابته ، ليس لانه قد كان ذهب مته في منامه ما يكرم عليه(7) فقط ، لكن لانه اتفق ان اسم ابته كان مثل اسمه . وهذا الانسان ايضا هلك ماله في دفعة (8) ، يسبب قصة (9) رفعت عليه [كان فيها اشيا يهرب منها الناس فاستقصى ماله وصار للعامة(10) وناله ذل وهوان (11) وهرب (12) ] ذلك الانسان(2) ، ثم خنق تفسه فيمات وذهب اسمه من الناس (13) . وهو بين ان جميع هذه الاشياء اصابته من دليل واحد وهو قياس لجميعها(14).
Shafi 25