وهم أحسن النَّاس ظنونا برَبهمْ
قَالَ يحيى من لم يحسن بِاللَّه ظَنّه لم تقر بِاللَّه عينه
وهم أَسْوَأ النَّاس ظنونا بِأَنْفسِهِم وأشدهم إزراء بهَا لَا يرونها أَهلا لشئ من الْخَيْر دينا وَلَا دنيا
وَالْجُمْلَة أَن الله تَعَالَى قَالَ ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا﴾ الْآيَة أخبر أَن الْمُؤمن لَهُ عملان صَالح وسيء فالصالح لَهُ والسيء عله
وَقد وعد الله تَعَالَى على مَا لَهُ ثَوابًا وأوعد على مَا عَلَيْهِ عقَابا والوعيد حق الله تَعَالَى من الْعباد والوعد حق الْعباد على الله فِيمَا أوجبه على نَفسه فَإِن استوفى مِنْهُم حق نَفسه وَلم يوفهم حَقهم لم يكن ذَلِك لائقا بفضله مَعَ غناهُ عَنْهُم وفقرهم اليه بل الاليق بفضله والاحرى بكرمه أَن يوفيهم حُقُوقهم ويزيدهم من فَضله ويهب مِنْهُم حق نَفسه وَبِذَلِك أخبر عَن نَفسه فَقَالَ ﴿إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما﴾ وَفِي قَوْله ﴿من لَدنه﴾ أَنه تفضل وَلَيْسَ بجزاء
الْبَاب الثَّامِن عشر
قَوْلهم فِي الشَّفَاعَة
أَجمعُوا على أَن الاقرار بجملة مَا ذكر الله تَعَالَى فِي كِتَابه وَجَاءَت بِهِ الرِّوَايَات عَن النَّبِي ﷺ فِي الشَّفَاعَة وَاجِب لقَوْله تَعَالَى ﴿ولسوف يعطيك رَبك فترضى﴾
1 / 54