قاست المرأة في هذا الجزء من العالم اضطهادا شديدا وأنكرت عليها حقوقها حتى نهاية القرن التاسع عشر، مما اضطرها إلى أن تلازم منزلها وأن تخضع لنظام قاس من ألوان الحجاب أطلق عليه اسم «البردة»، ولا تزال آثاره باقية عند طبقات قليلة إلى اليوم ... وقد بدأت حركة نهضة المرأة في أواخر القرن التاسع عشر باستيقاظ الوعي السياسي والاجتماعي، فأسست بعض الجمعيات النسائية وصدرت في مدينة لاهور في عام 1886 مجلة أسبوعية نسائية اسمها «تهذيب النسوان»، وقد قامت هذه الجريدة بجهود كبيرة في سبيل نهضة المرأة المسلمة في الهند، وفي عام 1913 تأسس اتحاد النساء المسلمات في الهند على يد بيجوم بهوبال.
وعندما أعاد القائد الأعظم محمد علي جناح تنظيم الرابطة الإسلامية بالهند، سارعت السيدات المسلمات إلى الاشتراك في الحال وبذلن جميعهن كل مرتخص وغال في سبيل إنشاء دولة باكستان، وفي أثناء هذا الصراع قبض على كثيرات من بينهن وأودعن السجون.
والدور الذي لعبته المرأة في سبيل استقلال باكستان أو في سبيل إنشائها لا يقل عن الدور الذي لعبته المرأة المصرية في عام 1919 عند بدء جهاد مصر من أجل الاستقلال، وإذا كان الحجاب في ذلك الوقت لم يمنع السيدات المصريات وعلى رأسهن صفية زغلول وهدى شعراوي من القيام بالمظاهرات، فإن البردة لم تمنع المرأة الباكستانية من الجهاد في سبيل حرية بلادها.
كما أن البردة لم تمنع المرأة في باكستان في العشرين سنة الأخيرة، بل قبل ذلك، من مباشرة حقها في التصويت وفي الانتخاب، وقد برزت كثيرات من الباكستانيات في مختلف الجمعيات والهيئات التشريعية.
ويعترف دستور الباكستان بحق المرأة في العمل والكسب كالرجل تماما. •••
وفي كراتشي يمكنك أن تستأجر «بسكليت» تجلس على مقعد أعد عليها ثم يقودها لك رجل آخر تنقده أجره عندما تصل إلى المكان الذي تقصده.
ويمكنك أن تستأجر دراجة بخارية (موتوسيكل) بنفس الطريقة، فتجلس على مقعد أعد على الموتوسيكل ثم يقود الموتوسيكل رجل آخر بل إن المقعد يتسع لشخصين، ويمكنك أيضا أن تجد إلى جانب الدراجة والموتوسيكل سيارات فاخرة من آخر طراز.
وهكذا أيضا المرأة في الباكستان ... فهناك سيدات لا تزال البردة تمنعهن من الخروج أو الظهور، وهناك فتيات وسيدات يقمن بجميع ما تقوم به المرأة الغربية، بل إن بعضهن يعمل في أسطول الباكستان وبعضهن في الجيش وبعضهن يكون حرسا وطنيا.
قال لنا سائق السيارة الذي أقلنا من المطار إلى المدينة: هل عندكم بردة في مصر؟
وفهمت أنه يقصد الحجاب بوجه عام فقلت له: إنها في طريق الزوال.
Shafi da ba'a sani ba