Muzafar Abad
وتعاونها باكستان ماديا وأدبيا.
وقد تم الاتفاق بين هيئة الأمم المتحدة من جهة وبين حكومتي الهند وباكستان من الجهة الأخرى على أن يمنح أهالي كشمير حق تقرير المصير، وقد قدم الوسيط المعين لهذه المهمة عددا كبيرا من المشروعات الخاصة بطريقة تقرير المصير وكانت كلها تقابل بالرفض إما من جانب الهند أو باكستان.
ولما عين السيد محمد علي رئيسا لوزراء الباكستان أراد أن يحسن العلاقات بين بلاده وبين الهند مستعينا بصداقته القديمة للبانديت نهرو، فبذل عدة محاولات لحل مشكلة كشمير وفعلا تمت عدة مقابلات بينهما في دلهي وكراتشي، إلا أنه لم تظهر في الأفق أي نتيجة بعد. وتحرج الموقف بعد ذلك بين الهند وباكستان بسبب المساعدات العسكرية التي تقدمها أمريكا لباكستان واستنكار الهند لهذه السياسة، مما جعلها توعز لكشمير المحتلة بتأليف جمعية تأسيسية تشبه «الجمعية التشريعية» وقد قامت الجمعية بإعلان انضمامها إلى حكومة الهند، وهي مناورة سياسية بارعة قصدت بها الهند إحراج باكستان والأمم المتحدة إلا أن الأمم المتحدة لم توافق على ذلك، وما زالت بعثتها في كشمير تؤدي مهمتها حتى ينفذ قرار تقرير المصير.
وفي خلال هذا الصراع الدامي حول كشمير، وقد بلغ عمره اليوم أكثر من ثمانية أعوام، يبدو أن العالم الحر كله قد نسي أو تناسى أن هناك خطرا جاثما تحت هذه المشكلة ... بل يبدو أن الفريقين المتنازعين نفسهما قد نسيا أو تناسيا ذلك ...
يبدو أن الجميع قد نسوا ذلك المثل القائل: «عندما يتقاتل الأسد والنمر ينتهز الثعلب الفرصة ويهرب بالفريسة» ...
فإن الأخطار السياسية التي تنجم عن هذا النزاع حول كشمير، وهذا التهديد القائم بنشوب الحرب بين الهند وباكستان بسبب هذه المشكلة، وذلك العبء الاقتصادي الذي تحتمله الدولتان بسبب الاحتفاظ بقوات عسكرية كبيرة في تلك المنطقة ... كل هذه بواعث كفيلة بإثارة القلق ...
ولكن أهم من ذلك كله أن حالة عدم الاستقرار التي تعانيها الولاية نفسها سواء من الوجهة السياسية أم من الوجهة الاقتصادية تساعد على انتشار الشيوعية بين السكان بطريقة منتظمة ... ولا شك أن كشمير بمشاكلها الاقتصادية واضطراب أحوالها الداخلية ومنازعاتها الدينية، وبوضعها الجغرافي الملاصق لسنكيانج وتبت وهما من البلاد الشيوعية ... إنما تقدم أرضا خصبة جدا لانتشار الشيوعية.
وإذا كان الموقف في كشمير متوترا إلى هذا الحد يهدد بالانفجار أو يهدد بانقلاب شيوعي في تلك الولاية، فإن ذلك بلا شك ينطوي على تهديد للسلم في شبه القارة الهندية كله بل في قارة آسيا ... بل لماذا لا نقول إنه يعتبر تهديدا للسلم العالمي كله؟
وعندما قبلت باكستان المعونة الحربية الأمريكية في مستهل عام 1954 أعلن نهرو أن ذلك من شأنه أن يحول شبه القارة إلى «منطقة حرب»، ولكن الواقع هو أن سياسة السوفييت وأساليبهم في الحرب السياسية تقوم على تحويل أي منطقة من المناطق إلى «منطقة حرب».
Shafi da ba'a sani ba