313

Tabyin game da mazhabobin masu nahawu

التبيين عن مذاهب النحويين

Editsa

د. عبد الرحمن العثيمين

Mai Buga Littafi

دار الغرب الإسلامي

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م

Nau'ikan

أمَّا إبطالُ مذهبِ المُخالف فهو: أنَّهم زعموا أنّ «ما» هي الألف وهي استفهامٌ عن العَدَدِ، ثم أُدخلت عليها الكاف، وحُذفت الأَلف كما حُذفت من لَم في الاستفهام، وفيمَ، وعلامَ.
ومعنى قولنا: كم مالك؟ أي ما عَدَدُهُ، وزيادة الكاف كثيرٌ، من ذلك «كأيّن»، ﴿ليس كمثله شيء﴾ وغيرُ ذلك، وهذه الدّعوى باطلةٌ، أمَّا قوله: ما مالك؟ فليس معناه كم مالك؛ لأنَّ «ما» سؤال عن الحَقيقة فما مالك معناه أيُّ جنسٍ هو؟ وليس هذا معنى العَدد، فإذًا لا معنى لـ «ما» هاهُنا، ثم إنَّ الحذفَ على خلافِ الأصلِ فما الدّاعي إلى دَعواه؟.
ويدلُّ عليه أنَّك إذا أَثبتَّ الألف لم يكن معناه السؤال عن العَدد، بل يصيرُ إلى معنى آخر، يدلُّ عليه أن «كم» تكونُ خبرًا للتَّكثير كقولك: كم عَبْدٍ ملكتُ؟ ولو قلتَ: ما عَبدٍ ملكتُ؟ أو كم ما عبدٍ ملكت لم يجز، ولم يكن معناه كم عبدٍ ملكت. ويدل عليه أن «مِنْ» تدخلُ عليها «كم» كقولك: كم من عَبْدٍ، ولو قلت: ما من عبدٍ كان نفيًا.
واحتج الآخرون: بأنَّ المعنى على «ما» والكاف كاللام كما قالوا: لمَ فعلتَ قالوا: كَم فعلت وقالوا أيضًا كأيٍّ في معنى كم، وكما أن كأيٍّ مركبة كذلك «كم» وكذلك قولهم: له على كذا، وهما في معنى العدد.
والجوابُ عنه من وجهين:

1 / 424