بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله نبي الهدى وخاتم النبيين.
أما بعد
لقد خص الله تعالى أمة الاسلام بأعظم خاصية حفظ الله بها دينه وشريعته متمثلة في علم الاسناد بحيث تم نقل الدين على أعين الرجال ومسامع الحافظين ... فما تجد من أمر من أمور الدين إلا وأمكنك ان تعلم صحة نسبته إلى تعالى أو نبيه ﷺ من عدمه ...
وسخر الله تعالى لحفط شريعته قرآنا وسنة كتابا وحكمة رجالا وعلوما وإمكانات، فأما الرجال فحفاظ هذه الامة وعدولها وثقاتهم وضابطوهم وأما العلوم فكل العلوم التي تناولت كل أمر يخص أمر تمحيص الخبر الصحيح الثابت نسبته إلى النبي ﷺ من غيره من كتب تراجم وتواريخ الرجال وكتب في علل الحديث وآفات الاسناد ومدونات في قواعد قبول الخبر أورده وموازين التحمل والاداء وأنواع العلل ومراتب الصحة ودرجات العدالة والتوثيق ...
ولقد ظهر في عهدنا الحديث أنواع من الفنون والعلوم الحديثية لم تكن موجودة بحجمها الرائع هذا أيام السابقين من الحفاظ والائمة مما تبعه بالحتم ظهور موازين اصطلاحية ومقررات نقلية لا يمكن لاحد من الناس أجمعين إنسهم وجنهم، تقيهم وفاجرهم، أم يرد منها شعرة ولا ينكر منها شيئا.
1 / 3
ظهرت في هذه الآونة فهارس حديثية اختلفت أحجامها ومنهج التصنيف فيها فمنها المعاجم، ومنها الموسوعات ومنها موسوعة الموسوعات، ولقد أبرز الصديق محمد السعيد بسيوني آل زغلول الاطراف وهي موسوعة حازت إعجاب الخاصة ودهشة العامة وتهافت خاصة الخاصة عليها - وقام الاستاذ الفاضل محمد السعيد زغلول بمنحي نسخة مخطوطة من الموسوعة اشتريتها (١) منه وتضم هذه الموسوعة بالشكل غير المعدل أطراف أحاديث مائة كتاب من كتب السنة والسيرة والفقه والرجال والعلل والمصنفات والمسانيد وغيرها..رتبها هجائيا على أطراف الاحاديث ومقاطعها وهي طريقة تعتبر من أحسن طرق الفهرسة راجع كتاب " منهج التصنيف والفهرسة في الحديث والعلل " للدكتور عبد الغفار سليمان عبد الغفار البنداري، حيث قام بعمل مؤلف ضخم قيم للغاية في منهج الفهارس والفهرسة ومناهج التصنيف تناول فيه بابا غاية في الاهمية في وصف موسوعة الفهارس التي قام بإعدادها الشيخ الفاضل محمد السعيد بسيوني زغلول وتناول في هذا الباب فوائد الموسوعة والانقلاب العلمي الحديثي الذي أحدثته هذه الموسوعة في عالم التحقيقات والتصنيفات والعلل والحديث بل والفقه نفسه..وقد أطلعه الدكتور عبد الغفار على بعض فوائد هذه الموسوعة في منهج مقارنة المتون - وهو ثمرة ناضجة حية أحدثت صحوة حديثية سيعم نورها وينتشر ضيأوها أتيا إن شاء الله تعالى ...
وقد تبين من خلال عملية فهرسة المتون هجائيا من حوالى مائة وخمسين كتابا ومصنفا حتى الآن الاختلافات التي دخلت على المتون من تصحيفات أو تحريفات أو تبديلات لفظية أو معنوية أو إسقاطات أو حذف أو ايجاز أو روايات بالمعنى أو بالتصور أو تدليسات المتن - وهو علم سنتعرض له هنا
_________
[التعليق]
(١) تقوم الآن دار الكتب العلمية بواسطة الاستاذ محمد علي بيضون صاحب الدار بطباعة أطراف الحديث بشكلها المعدل للاستاذ محمد السعيد بسيوني.
1 / 4
بإيجاز - وقد أسهبه في كتابه (مناهج مقارنة المتون) وهو سيطبع إن شاء الله قريبا.
وهكذا من علل أخرى تداخل منهج مقارنة المتون - وقد عرضه منهجا قيما للغاية في كيفية ضبط المتن بعد المقارنة واستخراج أصح ألفاظ الرواية الواحدة - رغم صحة أسانيدها مع اختلاف ألفاظها بل وسياقها، وقد أخرج الدكتور عبد الغفار تحقيقا على كتاب (الديباج المذهب) للسيد الشريف علي بن محمد الجرجاني الحنفي تناول فيه علل المتن باختصار أخرجته دار الحديث للنشر - القاهرة.
كما تعرضنا نحن لتفصيلات هذا المنهج في تحقيق مفصل على هامش كتاب " الانصاف في بيان سبب الاختلاف في الاحكام الفقهية " للشيخ ولي الله أحمد ابن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي (١١١٠ - ١١٧٦) وهو تحت الطبع إن شاء الله تعالى..كما تناوله هذا العلم في كتب كثيرة ستخرج إلى حيز النور قريبا ان شاء الله والله الموفق
1 / 5
نبذة عن تدليس المتن
لقد تناول اهل هذا الفن من أئمة النقد تدليس السند وأسهبوا في تفصيلاته حتى عدوا حوالى خمسة أو ستة أنواع منه، من ذلك تدليس الاسناد، ومنه تدليس الشيوخ وكذا تدليس التسوية وكذا تدليس القطع وتدليس العطف.
وقد جاء وصف لذلك في كتاب - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس تحقيق الدكتور عبد الغفار البنداري وزيدان - فليراجع.
[إن من يدلس في الاسناد لا يعظم عليه أن يدلس في المتن لان الباعث النفسي واحد - فكما أن هناك من يستبيح تدليس المتن أو تسويته غير أن اكتشاف مدلسي الاسناد سهل بخلاف مدلسي المتن والسبب عدم توجه الاولين بدراسة ومقارنة المتون وإفراد رسائل أو كتب خاصة بعلل المتن مثلما حدث في دراسة الاسانيد. انني لا أستطيع ان أحصي أعداد المصنفات التي تناولت الاسانيد وعللها، وعلى النقيض فلا أكاد أرى أو اقع على مصنفات أو كتب في دراسة المتن وعلله إلا بعض الرسائل التي برز بعضها في شكل فردي بصورة غير متكاملة - بغير قصد لمنهج شامل أو متكامل في هذا المجال - ولاجل هذا امتلات كتب الفقه التي أسست قواعدها الشرعية على أساس الاستدلال بموضوع المتن اختلافا ضاربا ومتشابكا في أصغر المسائل وأكبرها وفي أبسطها وأخطرها - ذلك لانك لو تصورت مثلا أن رواية واحدة جاءت بأكثر من لفظ في بعضها اختصار وفي بعضها إجمال وفي بعضها إبدال وفي بعضها إدراج أو
1 / 6
وهم أو خطأ أو سوء تأويل فلك ان تتخيل كم الخلاف الفقهي الذي سيرتبه كل صاحب مذهب يستدل بجزء من هذه المتون المختلفة للحديث الواحد ولك أيضا أن تسرتسل في الخيال: فكم يكون حجم وشكل المسائل المتضاربة والمتناقضة وبالتالي حجم وكم الاحكام المختلفة المتضاربة في حادثة واحدة لصحابي واحد في مقام واحد.
إن التدليس في المتن يكون: إما في سياق أو في الالفاظ، أما أنواع تدليسات المتن:
١ - تدليس السياق: وهو إيراد الرواية بسياق يفيد المعنى آخر محقق للغرض من ذلك.
٢ - وأما تدليس اللفظ فهو روايته بلفظ مرادف لغرض إحداث قدر من التعمية دون طمس لاصل الحكم لان أصل المعنى موجود ومن أسبابه دخول الشك في سماع أحد اللفظين واستحسان اللفظ المدلس، أو ايراد الرواية بأحد اللفظين لكونه سمعهما مع أنه سمع اللفظ الآخر بتأكيد أكثر إلا أنه لم يورده.
٣ - وأما تدليس التسوية فإسقاط أحد الالفاظ من العبارة تم تسوية طرفي الحديث فيستوي المتن على المعنى المراد.
ومن أمثلة ذلك حديث عبد الله بن عمرو قال [لما نهى النبي عن (...) الاسقية قيل للنبي: ليس كل الناس يجد سقاء فرخص لهم في الجر غير المزفت] .
فقد سقط من الحديث (النبيذ إلا في) وكان ينبغي أن يكون مكانها في الحديث بين القوسين (...): بين لفظي " عن " و" الاسقية " إن هذا الاسقاط أعطى حكما زائفا إذ صور أن المقصود هو النهي عن الاسقية حيث الاصل الواقع عليه النهي " النبيذ إلا في " وسوي المتن - وبرد المحذوف إلى وضعه في الحديث يصير كالآتي: [لما نهى النبي عن (النبيذ إلا في) الاسقية ... الخ] الحديث.
1 / 7
وهذا المتن متوافق تماما مع ما رواه مسلم (٦ / ٩٨) ولفظه [قال رسول الله ﷺ نهيتكم عن (النبيذ إلا في) سقاء واشربوا في الاسقية كلها ولا تشربوا مسكرا] من رواية بريدة عن أبيه مرفوعا.
فالحديث الناقص يفيد بأن النبي ﷺ نهى عن الاسقية، والحديث الكامل يفيد بأمره بها إذ النهي عن النبيذ أصلا - فالفرق بين النص ذاته قبل وبعد تسويته بعد الحذف هو الفرق بين الاثبات والنفي. أما كيف عرف ذلك فبمقارنة ألفاظ الرواية كلها النازلة في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما مما صح سنده.
والفارق بين الاسقاط (الحذف) وبين إسقاط التسوية أنك تلمح في السياق بعد المقارنة براعة التسوية بين طرفي الحديث.
إن أي عاقل أو مسلم متبصر يأبى أن يستدل بالحديث الناقص بعد التأكد من اعتلاله لانه حتما مناقض لمراد الله وحكمة لان المراد النهي عن الانتباذ والمحرف هو النهي عن الاسقية وشتان بينهما.
٤ - ومن التدليس أيضا تدليس الحذف إذ يتصرف أحد الرواة بحذف ألفاظ أو عبارات من النصوص وإليك أمثلة من هذا الحذف:
روى البخاري في صحيحه (٣٩١ - فتح الباري) من حديث ميمون بن سياه عن أنس مرفوعا [من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته] .
وهذا لفظ مختصر محذف منه ما جاء كاملا في السياق التالي فقد روى البخاري (٣٩٣ - فتح الباري) نفس الرواية من نفس حديث ميمون بن سياه عن أنس بن مالك (يسأله) قال: يا أبا حمزة ما يحرم دم العبد وماله فقال: من شهد أن لا إله إلا الله واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم] فحذف من أول الحديث في الرواية السابقة قوله
1 / 8
" من شهد ان لا إله إلا الله " واستبدل في الحديث الثاني قوله: [له ما للمسلم وعليه ما على المسلم] بمعناها في الحديث الاول [له ذمة الله وذمة رسوله] وزاد فلا تخفروا الله في ذمته والراجح أنها من إدراج أنس.
وهكذا فقد تبين أن الحديث قد يصح سنده ويعتل متنه بإحدى العلل التي غالبا ما تكون من تصرف أحد الرواة كالايجاز والاختصار والرواية بالمعنى أو بالمفهوم أو بالابدال أو أن يدخل متنها التدليس فأنت ترى أن ابن جريج مع كونه ثقة إلا أنه دلس المتن في حديث (من مات مرابطا مات شهيدا) فرواة: (من مات مريضا مات شهيدا) .
وتوجد هناك أنواع اخرى سنتناولها في كتبنا قريبا ان شاء الله.
وهكذا مما سنتابع بإذن الله ومشيئته تفصيله وذكره بعد ذلك.
ولك ان تعلم كيف كانت قضية السند من حيث صحتها ليست كافية وحدها للحكم على الحديث بمطلق الصحة فقد قال السيوطي وابن الصلاح (ليس كل ما صح سنده يصح متنه) .
فمن كتاب علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح ص ٦ قال الحافظ ابن الصلاح:
ومتى قالوا هذا حديث صحيح فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الاوصاف المذكورة (أي في علم الرجال) وليس من شرطه ان يكون مقطوعا به في نفس الامر (أي في صحة المتن) وكذلك إذ قد يكون صدقا في نفس الامر (أي المتن) انما المراد إسناده على الشرط المذكور (أي في علم الاسناد) .
وكذلك نقل ابن الصلاح في فتاويه قال - وقد قالت الائمة في الحديث: حديث صحيح الاسناد ضعيف المتن، وحديث ضعيف الاسناد صحيح المتن.
1 / 9
وكذلك قال الزين العراقي للمتوفى سنة ٨٠٦ هـ في ص ١٢ من فتح المغيث بشرح ألفية الحديث قال أهل الحديث: هذا الحديث صحيح فمرادهم فيما ظهر لنا عملا بظاهر الاسناد لا أنه مقطوع بصحته في نفس الامر لجواز الخطأ والنسيان في الثقة.
وكذلك ذكر السمعاني في القواطع: إن الصحيح لا يعرف برواية الثقات فقط وإنما يعرف بالفهم والمعرفة وكثرة السماع والمذاكرة.
وكذلك النووي في لاكثر المحققين: إن صحة الحديث لا توجب القطع به في نفس الامر لجواز الخطا والنسيان على الثقة وعزاه لاكثر المحققين.
والله أسأل أن تتنبه أمة الاسلام إلى أهمية هذا المنهج وخطورة أن يغفل ومدى تأثيره في ضبط الفقه ونصوص الشرع على الذي نزل به الوحي والمطابق لارادة الله تعالى والخارج من فم النبي ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى. وللاسف الشديد لقد غفل بعض الناس عن هذه الحقيقة وكأن العلماء لم يذكروا عنها شيئا. ولاجل اظهار العلم الذي ذكره العلماء سنتابع النشر في هذا الموضوع ولقد أعددنا عدتنا له كما أنني والزميل الدكتور عبد الغفار سليمان البندري أعددنا كتبا تناولنا فيها المنهج وستنشر قريبا ان شاء الله، فالله وحده نسأل ان يحق الحق، إن الله على ما يشاء قدير، وما توفيقي إلا بالله.
المحقق
يحيى شفيق حسن
مؤسس المدرسة الظاهرية بمصر
1 / 10
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
قال شيخنا الامام العالم العلامة الحافظ الرحلة الورع برهان الدين أبوالوفا ابراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي الشافعي أمتع الله بحياته وبمحمد وآله.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أما بعد فهذا تعليق في أسماء المدلسين كنت قد جمعته قديما في سنة اثنتين وتسعين وسبعماية (٧٩٢ هـ) في تعليق لي على سيرة أبي الفتح اليعمري ثم في تعليق لي على البخاري ثم اني نقلتهم إلى هذا المؤلف المفرد واسماؤهم تحتمل مجلدا إذا ذكرت تراجمهم ولكني اختصرتها الآن جدا ليسهل تحصيلهم وغالبهم في كلام شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين خليل العلائي في كتابه " المراسيل " وقد أخبرني به إجازة شيخنا الحافظ سراج الدين بن الملقن القاهري بقراءته له عليه اجمع ببيت المقدس وبعضهم رأيته في قصيد الامام أبي محمود المقدسي أخبرني بأنها له شيخنا بن الملقن وبعضهم ظفرت انا به في تواليف أذكرها في ذكر أسمائهم وقد رأيت في كتاب المراسيل المشار إليه ان الحافظ الذهبي نظم غالبهم في قصيد.
انتهى.
ولم أر هذه القصيد أنا. ثم اعلم أن التدليس على ثلاثة أقسام:
الاول: تدليس الاسناد وهو ان يسقط اسم شيخه الذي سمع منه ويرتقي إلى شيخ شيخه بعن وان وقال أو يسقط أداة الرواية ويسمي الشيخ فقط فيقول فلان مثلا.
1 / 11
واختلف في أهل هذا القسم فقيل يرد حديثهم مطلقا سواء أثبتوا (١) السماع أم لا وان التدليس نفسه جرح والصحيح التفصيل فان صرح بالاتصال كقوله سمعت أو أو أنا فهو مقبول يحتج به وان اتى بلفظ يحتمل فحكمه حكم المرسل.
والقسم الثاني تدليس الشيوخ وهو ان يصف الشيخ المسمع بوصف لا يعرف به من اسم أو كنية أو لقب أو نسبة إلى قبيلة أو بلدة أو صنعة ونحو ذلك ولم اذكر انا من أهل هذا القسم أحدا. قال بن الصلاح: وأمره أخف يعني من القسم الاول انتهى وقد جزم بن الصباغ (٢) في العدة بان من فعل ذلك لكون من روى عنه غير ثقة عند الناس وانما أراد ان يغير اسمه ليقبلوا خبره يجب ان لا يقبل خبره وان كان هو يعتقد فيه الثقة فقد غلط في ذلك لجواز ان يعرف غيره من جرحه ما لا يعرفه هو وان كان لصغر سنه فهو رواية عن مجهول لا يجب قبول خبره حتى يعرف من روى عنه انتهى.
والقسم الثالث وهو تدليس التسوية ولم يذكره بن الصلاح وقد ذكره غيره وهو ان يروي حديثا عن شيخ ثقة غير مدلس وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة فيأتي المدلس الذي سمع من الثقة الاول غير المدلس فيسقط الضعيف الذي في السند ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل فيستوي الاسناد كله ثقات وهذا أشر الاقسام.
قال شيخنا الحافظ العراقي في " النكت " له على بن الصلاح وهذا قادح فيمن تعمده فعله انتهى.
وقال العلائي في كتاب " المراسيل " ولا ريب في تضعيف من أكثر هذا النوع وقد وقع فيه جماعة من الائمة الكبار ولكن يسيرا كالاعمش والثوري حكاه عنهما الخطيب انتهى وممن نقل عنه فعل ذلك بقية بن.
_________
[التعليق]
(١) في النسخة الظاهرية بينوا هـ م.
(٢) هو أبو نصر عبد السيد بن محمد المعروف بابن الصباغ الشافعي المتوفى سنة ٤٧٧ واسم كتابه كما في كشف الظنون: " عدة العالم والطريق السالم".
1 / 12
الوليد والوليد بن مسلم والحسن بن ذكوان كما سيأتي وقال الخطيب البغدادي: وكان الاعمش والثوري وبقية يفعلون مثل هذا انتهى وقد تقدم بعض هذا.
ونقل الذهبي عن أبي الحسن بن القطان في بقية انه يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك وهذا إن صح عنه مفسد لعدالته.
قال الذهبي في الميزان قلت نعم والله صح هذا عنه انه يفعله وصح عن الوليد بن مسلم بل وعن جماعة كبار فعله وهذا بلية منهم ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس انه تعمد الكذب وهذا أمثل ما يعتذر به عنهم والله اعلم انتهى.
(تنبيه) اعلم ان الشافعي اثبت أصل التدليس بمرة واحدة قال بن الصلاح والحكم بأنه لا يقبل من المدلس حتى يبين قد اجراه الشافعي فيمن عرفناه دلس مرة انتهى وممن حكاه عن الشافعي البيهقي في " المدخل " والله اعلم.
واعلم انه لا يدخل في المدلسين القسم الذين ارسلوا وقد ذكر منهم العلائي في كتابه المراسيل جملة وزدت انا جملة ذكرتهم على هوامش كتابه لكن الفرق بين التدليس وبين الارسال الخفي ان الارسال رواية الشخص عمن لم يسمع منه قال أبو بكر البزار ان الشخص إذا روى عمن لم يدركه بلفظ موهم فان ذلك ليس بتدليس على الصحيح المشهور انتهى والتدليس إذا روي بعن أو ان أو قال وكان قد عاصر المروي عنه أو لقيه ولم يسمع منه أو سمع منه ولم يسمع منه ذلك الحديث الذي دلسه عنه وقد حكى بن عبد البر في التمهيد عن قوم الذي ذكرته في الارسال انه تدليس فجلعوا التدليس ان يحدث الرجل عن الرجل بما لم يسمعه منه بلفظ لا يقتضي تصريحا بالسماع (١) والا لكان كذبا والصحيح الاول وهو الفرق بين التدليس والارسال الخفي والله اعلم.
والله اسأل ان ينفع به قارئه وكاتبه والمنتفع به انه قريب مجيب بمنه وكرمه.
_________
[التعليق]
(١) قال ابن عبد البر: وعلى هذا فما سلم من التدليس أحد لا مالك ولا غيره اهـ من الهامش بخط ابن النصيبي.
1 / 13
وقد رتبتهم على حروف المعجم في الاسم واسم الاب ورقمت على من له في الكتب الستة أو بعضها برقومهم المعروفة عند أهل الحديث وسميته (بالتبيين لاسماء المدلسين) .
١ - (و) (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الاسلمي) شيخ الامام الشافعي وصفه الامام أحمد بن حنبل بالتدليس. توفى سنة ١٨٤.
٢ - (ع) (إبراهيم بن يزيد النخعي) ذكر الحاكم وغيره انه مدلس وحكى خلف بن سالم عن عدة من مشايخه ان تدليسه من أحمض شئ وكانوا يتعجبون منه. توفى سنة ٣٩.
٣ - (ع) (إسماعيل بن أبي خالد) ذكره بالتدليس النسائي وغيره توفي سنة ١٣٢.
٢ - (ع) (إبراهيم بن يزيد النخعي) ذكر الحاكم وغيره انه مدلس وحكى خلف بن سالم عن عدة من مشايخه ان تدليسه من أحمض شئ وكانوا يتعجبون منه. توفى سنة ٣٩.
٣ - (ع) (إسماعيل بن أبي خالد) ذكره بالتدليس النسائي وغيره توفي سنة ١٣٢.
1 / 14
٤ - (م) (بشير بن المهاجر الغنوي) قال بن حبان في ثقاته روى عن أنس ولم يره دلس عنه.
1 / 15
٥ - (٤) (بقية بن الوليد) مشهور بالتدليس مكثر له عن الضعفاء وتعاني تدليس التسوية وقد تقدمت صورته. توفى سنة ١٩٧.
1 / 16
٦ - (بكير بن سليمان الكوفي) قال فيه أحمد بن صالح العجلي كان يدلس.
٧ - (ت) (تليد بن سليمان) رايته في قصيدة منسوبة لابي محمود المقدسي وقاله شيخنا العراقي أيضا.
٧ - (ت) (تليد بن سليمان) رايته في قصيدة منسوبة لابي محمود المقدسي وقاله شيخنا العراقي أيضا.
1 / 17
٨ - (ح ٤) (ثور بن يزيد) قال أبو داود في سننه في مسح الخفين: بلغني انه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء يعني بن حيوة انتهى ولفظه فيه عن رجاء وقد تقدم كلام الشافعي. توفي سنة ٥٥ وقيل سنة ٥٣ وقيل غير ذلك (د ت ق) (جابر الجعفي) قال أبوتعيم قال الثوري كل ما قال فيه جابر سمعت أو حدثنا فاشدد يديك به وما كان سوى ذلك فتوقه.
٩ - (م ٤) (جبير بن نفير) قال ابن عبد الهادي الامام شمس الدين الحنبلي
٩ - (م ٤) (جبير بن نفير) قال ابن عبد الهادي الامام شمس الدين الحنبلي
1 / 18
في طبقات الحفاظ (١) لم يخرج له البخاري لانه ربما دلس عن قدماء الصحابة توفي سنة ٧٥ وقيل سنة ٨٥ وكان مخضرما.
١٠ - (٤) (حبيب بن أبي ثابت) قال بن حبان كان مدلسا وروى
_________
[التعليق]
(١) منه نسخة نفيسة حسنة الخط في مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب رقمها (٢٦٢) وفي آخرها خط الحافظ البرهان الحلبي مؤلف هذه الرسائل.
1 / 19
أبو بكر بن عياش عن الاعمش قال قال لي حبيب بن أبي ثابت لو ان رجلا حدثني عنك ما باليت ان ارويه عنك (١) . توفى سنة ١١٩ وقيل غير ذلك.
١١ - (٤ م) حجاج بن أرطاة مشهور به عن الضعفاء. توفى سنة ١٤٧.
_________
[التعليق]
(١) في الظاهرية زيادة وهي: وقال ابن خزيمة في توحيده أيضًا مدلس.
١٢ - (٤) الحسن بن أبي الحسن البصري من المشهورين بالتدليس.
١٢ - (٤) الحسن بن أبي الحسن البصري من المشهورين بالتدليس.
1 / 20
١٣ - خ د ت ق الحسن بن ذكوان ذكر محمد بن نصر المروزي في حديث عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي حديث نهى عن ثمن الميتة الحدديث قال محمد بن نصر سمعه الحسن بن ذكواعن عمرو بن خالد (١) عن حبيب بن أبي ثابت فدلسه بإسقاط عمرو بن خالد لانه منكر الحديث وكذلك قال بن معين في كل ما رواه الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت ان بينه وبين حبيب رجلا ليس بثقة.
1 / 21
١٤ - الحسن بن مسعود بن الحسن أبو علي بن الوزير الدمشقي متأخر توفي سنة ٥٤٣ قال بن عساكر كان يدلس عن شيوخه ما لم يسمعه منهم.
١٥ - حسين بن عطاء بن يسار من أهل المدينة يروي عن زيد بن اسلم روى عنه عبد الحميد بن جعفر يخطئ ويدلس قاله بن حبان في ثقاته.
١٦ - (م٤) الحسين بن واقد المروزي ذكره أبو يعلى الخليلي ممن يدلس.
١٦ - مكرر - ع حفص بن غياث الكوفي ذكره أحمد بن حنبل في رواية الاثرم عنه.
١٥ - حسين بن عطاء بن يسار من أهل المدينة يروي عن زيد بن اسلم روى عنه عبد الحميد بن جعفر يخطئ ويدلس قاله بن حبان في ثقاته.
١٦ - (م٤) الحسين بن واقد المروزي ذكره أبو يعلى الخليلي ممن يدلس.
١٦ - مكرر - ع حفص بن غياث الكوفي ذكره أحمد بن حنبل في رواية الاثرم عنه.
1 / 22