والثاني: كحلول (¬1) الأعراض في المحآل، وذلك أيضا دليل الحدوث، لأن الحلول لا يكون إلا بالحدوث.
ألا ترى أن ما استحال فيه الحدوث، استحال فيه الحلول! فإذا كان الكون في الأماكن لا يكون إلا على هذين الوجهين، وكان كل واحد منهما يدل على حدوث الكائن، وجب القضاء بأن القديم تعالى لا يجوز أن يكون في شيء من الأماكن وإذا ثبت هذا ثبت أنه يستحيل عليه تبارك وتعالى النزول، والصعود، والإنتقال، والإستقرار.
فإن سأل سائل: عن معنى قول المسلمين إن الله تعالى بكل مكان؟
قيل له: معناه أن الله تعالى حافظ لكل مكان، ومدبر له.
فإن قيل: ما معنى قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى } [طه:5] ؟
قيل له: معنى (¬2) الإستواء: هو الإستيلاء (¬3) والغلبة (¬4). وذلك مشهور في اللغة، والعرش قد يراد به الملك، وذلك مما لا يختلف فيه أهل اللغة.
Shafi 37