وقد أمر الله تعالى بالنظر في محكم كتابه، فقال : { قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } [يونس:101]. وقد عنف على ترك النظر فقال عز من قائل: { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رفعت ، وإلى الجبال كيف نصبت ، وإلى الأرض كيف سطحت } [الغاشية:17-20]. وقال: { أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } [سبأ:9]. وإحصاؤها وغير ذلك من الآيات التي يكثر عدها، ولا يمكن إحصاؤها.
فإن قيل: ما أنكرتم أنه تعالى أراد بالآيات التي تلوتموها نظر البصر؟
قيل له: هذا الذي ذكرت لا يصح، لأنا نعلم أن القوم الذين دعوا إلى النظر وعوتبوا على تركه، كانوا ينظرون بالأبصار إلى هذه الأشياء، فبان أن الدعاء إنما كان إلى النظر الذي هو الفكر.
Shafi 31