Tabsira
التبصرة
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
اسْتَوْحَشُوا مِنْ كُلِّ جَلِيسٍ، شُغُلا بِالْمَعْنَى النَّفِيسِ، وَزَمُّوا مَطَايَا الْجِدَّ فَسَارَتِ الْعِيسُ، وَبَادَرُوا الْفُرْصَةَ فَفَاتُوا إِبْلِيسَ، لا وَقَفُوا وَلا فَتَرُوا ﴿إِنِّي جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ .
قُلُوبٌ فِي الْخِدْمَةِ حَضَرَتْ، أَسْرَارٌ بِالصِّدْقِ عَمَرَتْ، كَمْ شَهْوَةٍ فِي صُدُورِهِمُ انْكَسَرَتْ، أَخْبَارُهُمْ تُحْيِي الْقُلُوبَ إِذَا نُشِرَتْ، وَيُقَالُ عَنِ الْقَوْمِ إِذَا نشروا ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ .
جَدُّوا فَلَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَلْعَبُ، وَرَفَضُوا الدُّنْيَا فَتَرَكُوهَا تَخْرَبُ، وَأَذَابُوا قُلُوبَهُمْ بِقِلَّةِ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، فَغَدًا يُقَالُ: كُلْ يَا مَنْ لَمْ يَأْكُلْ وَاشْرَبْ يَا مَنْ لَمْ يَشْرَبْ أَذْكَارُهُمْ فِي الْحَيَاةِ وَإِنْ كَانُوا قُبِرُوا ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بما صبروا﴾ .
عَلِمُوا أَنَّ الدُّنَيْا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ، وَأَنَّ مَنْ وَافَقَ مُرَادَهَا فَارَقَ دِينَهُ، فَحَذِرُوا مِنْ غُرُورٍ يُجْدِي غَبِينَةً، فَرَكِبُوا مِنَ التُّقَى فِي سَفِينَةٍ أَشْحَنُوهَا بِالزَّادِ وَعَبَرُوا " ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بما صبروا﴾ .
طُوبَى لَهُمْ وَالأَمْلاكُ تَتَلَقَّاهُمْ، كُشِفَ الْحِجَابُ عَنْ عُيُونِهِمْ فَأَرَاهُمْ، هَذَا أَقْصَى آمَالِهِمْ وَقَدْ ظَفَرُوا ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ .
بَلَّغَنَا اللَّهُ ذَلِكَ الْمَبْلَغَ، وَأَسْمَعَنَا زَجْرَ النَّاصِحِ فَقَدْ أَبْلَغَ، وَسَتَرَنَا مِنَ الْعِقَابِ فَإِنَّهُ إِنْ عَفَا أَسْبَغَ، وَلَوْلا عَوْنُهُ مَا قَدَرُوا ﴿إِنِّي جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ .
1 / 206