الْبَاب السَّادِس فِي تَفْصِيل مقالات المرجئة وَبَيَان فضائحهم
وَجُمْلَة المرجئة ثَلَاث فرق يَقُولُونَ بالإرجاء فِي الْإِيمَان غير أَن فريقا مِنْهُم وافقوا الْقَدَرِيَّة فِي القَوْل بِالْقدرِ مثل غيلَان الدِّمَشْقِي وَأبي شمر المرجيء وَمُحَمّد بن شبيب الْبَصْرِيّ وَهَؤُلَاء داخلون فِي قَول النَّبِي ﷺ إِن الْقَدَرِيَّة والمرجئة لعنتا على لِسَان سبعين نَبيا فيستحقون اللَّعْن من وَجْهَيْن من جِهَة القَوْل بالإرجاء وَمن جِهَة القَوْل بِالْقدرِ وَوَافَقَ فريق مِنْهُم الْجَهْمِية فِي القَوْل بالجبر فَجمعُوا بَين دَعْوَى الْجَبْر والإرجاء وَانْفَرَدَ فريق مِنْهُم بالإرجاء الْمَحْض لَا يَقُولُونَ بالجبر وَلَا بِالْقدرِ وَاعْلَم أَن الإرجاء فِي اللُّغَة هُوَ التَّأْخِير وَإِنَّمَا سموا مرجئة لأَنهم يؤخرون الْعَمَل من الْإِيمَان على معنى أَنهم يَقُولُونَ لَا تضر الْمعْصِيَة مَعَ الْإِيمَان كَمَا لَا تَنْفَع الطَّاعَة مَعَ الْكفْر وَقَوْلهمْ بالإرجاء خلاف قَول الْمُسلمين قبلهم وَهَؤُلَاء افْتَرَقُوا خمس فرق
١ - الْفرْقَة الأولى
اليونسية
اليونسية وهم أَتبَاع يُونُس بن عون وَكَانَ يَقُول إِن الْإِيمَان فِي الْقلب وَفِي
1 / 97