إنه عندما تزداد برودة الماء يجمد ويزداد تمدده، ويبدأ بترتيب بلوراته من جديد من السطح ونحو العمق؛ نظرا لقلة كثافة بلورات الجليد. كما أن البلورات المتجمدة تشغل حيزا أكبر من الحيز الذي كانت تشغله من قبل.
67
وهو ما يفسر لنا انكسار القنينة عند تجمدها. (ب) مسألة البيروني الثانية
تساءل البيروني: «لم صار الجمد يطفو على الماء وهو أقرب إلى الأرضية لتراكم البرودة فيه وانحجاره؟»
68
فأجابه ابن سينا: «ذلك لأن الماء عند جموده تنحصر فيه أجزاء هوائية تمنعه من السروب إلى الأسفل.»
69
أيضا تدخل المعصومي عندما لم يقتنع البيروني بالجواب المقتضب لابن سينا فقال: «أما طفو الجمد على الماء، مع كونه أبرد، فلأجزاء هوائية تخللته. وربما كان من الجمد ما يرسب، إذا كان مستحصفا صلبا قليل أجزاء الهواء. والدليل على أن في الجمد أجزاء هوائية أنه يحتمل الرص، وما لم يكن في الجرم منافذ كثيرة فيها هواء متخلل فلا يمكن أن يرص. وأما قولك متى يحصل فيه الهواء فإنه يحصل وقت الجمد؛ لأن الهواء البارد هو الذي يجمده. وأما حديث الحباب فلو نفخ طافيا على الماء لم يرسب، وطفا للأجزاء الهوائية فيه؛ فأما إذا لم ينفخ فإنه يكون حكمه حكم الماء الخارج. وأما قولك كيف يدخل الهواء الآنية المضمومة الرأس فيجب أن يعلم أن للهواء مسلكا من ذلك، ثم إن كان لا يدخله هواء قط لم يجمد ذلك الماء أيضا. وفي كتاب «الآثار العلوية»، إذا نظرت فيه شفاء عن هذه الشكوك. والله أعلم.»
70
وخلاصة الحوار السابق أن البيروني قال: لماذا يطفو الجليد على الماء مع أنه أجزاء صلبة كأنها حجر؟
Shafi da ba'a sani ba