ثنا عون بن الحسن: ثنا بكر بن سهل: ثنا عبد الله بن يوسف: ثنا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب، قال: خرجت غازيا، فلما مررت بحمص، دخلت إلى سوقها أشتري ما لا غنى للمسافر عنه، فلما نظرت إلى باب المسجد، قلت: لو أني دخلت، فركعت ركعتين، فلما دخلت، نظرت إلى ثابت بن معبد، وابن أبي زكريا، ومكحول -وليس مكحولنا هذا- في نفر من أهل دمشق، فلما رأيتهم، أتيتهم فجلست إليهم، فتحدثنا شيئا، ثم قالوا: إنا نريد أبا أمامة، فقاموا وقمت معهم، حتى دخلنا عليه، فإذا شيخ قد كبر ورق، وإذا عقله ومنطقه أفضل ما ترى من عقل ومنطق، قال: إن في جهنم جسرا له سبع قناطر على أوسطهن القضاء، فيجاء بالعبد، حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى، قيل له: ماذا عليك من الدين؟ قال: فيحسبه، ثم تلا هذه الآية: {ولا يكتمون الله حديثا}، قال: فيقول: يا رب! علي كذا وكذا. قال: فيقال: اقض دينك، قال فيقول: ما لي شيء، ما أدري ما أقضي به، قال: فيقال: خذوا من حسناته، [قال:] فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما يبقى له حسنة، فإذا فنيت حسناته، قيل له: قد ذهبت حسناتك، قال: فيقال: خذوا من سيئات من يطلبه، فركبوا عليه.
(فلقد بلغني) أن رجالا يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم، حتى ما يبقى لهم حسنة، [قال:] ثم تركب عليهم سيئات من يطلبهم حتى يرد عليهم أمثال الجبال. الحديث.
Shafi 56