Tabi'a Wa Ma Bayan Tabi'a: Al-Madda . Al-Hayat . Allah
الطبيعة وما بعد الطبيعة: المادة . الحياة . الله
Nau'ikan
اعتراض ثان:
لو كان الله متمايزا من العالم لكان العالم حدا لله فلا يكون الله لا متناهيا. هذه النتيجة كانت تصح لو كان التمايز راجعا إلى كمال للعالم دون الله؛ أما والله متمايز من العالم بكمال ماهيته، فالنتيجة باطلة. وقد سبق لنا القول: إن الضوء المنتشر عن بؤرة لا يزيد شيئا على قوتها، وإن العلم المأخوذ عن أستاذ لا يزيد شيئا على علمه مهما بلغ عدد الآخذين، وكل ما هنالك وجود أشياء مضاءة وأشخاص متعلمون. كذلك وجود الموجودات لا يزيد على وجود الله شيئا، ولا يحده ما دام وجودها هو الوجود الإلهي؛ وكل ما هنالك وجود موجودات أكثر عددا، لا وجود أعظم.
اعتراض ثالث:
إن الخصب الإلهي يظهر بالخلق، والحياة الإلهية خصب دائم، فلم يكن الخلق حرا. نقول: ليس العالم خصبا إلهيا، فإنه أدنى من الله بما لا يقاس، ولا يعود على الله بخير ما، ولكنه محض خلق حر أو وجود دافق من قبل الله لخير العالم نفسه.
اعتراض رابع:
إن العالم نظام محكم، جميع أجزائه مترابطة متضاعفة، فهو واحد، كما أن الكائن الحي واحد على تعدد أجزائه وترابطها. هذا التشبيه غير جائز، فإن الوحدة نوعان: جوهرية وعرضية. الوحدة الجوهرية هي ذات الكائن وعدم انقسامها وتلاشيها إن قسمت. والوحدة العرضية ارتباط كثرة من الجواهر المتمايزة فيما بينها وعدم انقسامها من جهة هذا الارتباط؛ أي إنها كثرة بالفعل ووحدة بالتركيب، فالعالم واحد بوحدة عرضية قائمة في تركيب أجزائه، وكل من أجزائه واحد بوحدة جوهرية ضرورية له، بينما الوحدة العرضية طارئة على الأجزاء، ولا تنعدم الأجزاء بانعدامها.
والخلاصة أن من العبث التحدث عن الله في الأحادية كما لو كان الله فيها موجودا حقا، شخصا حقا. ما هذا المذهب إلا صورة علمية للإلحاد، ولا فرق بين القول بأن الله هو الكل، وبين القول بأن الله غير موجود، فإن إشاعة الله في كل غير معين وغير ذي شخصية ملاشاة له، والقولان متعادلان نظريا وعمليا. إنه مذهب يشوه الفكرة الحقة عن الله، والفكرة الحقة عن الطبيعة، ويحل نظاما جبريا محل النظام الخلقي، فينتهي إلى المادية الصريحة.
الفصل السادس
حل إشكالات في الصفات
(1) كيف تعين الصفات؟
Shafi da ba'a sani ba