Tabaqat Shaficiyya
طبقات الشافعية للإسنوي
Nau'ikan
حكى العبادي في «طبقاته»: إنه لما توفي الحسين بن محمد القباني، قدم أبو عبد الله هذا للصلاة عليه، فلما أراد الانصراف قدمت دابته، فاحتاطته الأئمة، فأخذ أبو عمرو الخفاف رئيس نيسابور بلجامه، وابن خزيمة بركابه، وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم أحدا منهم. وقال السيد الجليل أبو عثمان بن سعيد بن إسماعيل: تقدمت يوما لأصافح أبا عبد الله البوشنجي تبركا به، فقبض يده عني، وقال: لست هناك، ولما توفي وحضر ابن خزيمة للصلاة عليه، سئل عن مسألة فقال: لا أفتي حتى نواريه لحده.
نقل عنه الرافعي في مواضع، ويعبر عنه في أكثرها بأبي عبد الله البوشنجي، ونقل عنه في كتاب الدعاوى في الكلام على دعوى النكاح، إنه يشترط فيها التعرض لنفي الموانع، وعبر عنه بمحمد بن إبراهيم العبدي. وروى عنه البخاري في «صحيحه».
نزل رحمه الله نيسابور وتوفي بها، في أول سنة احدى وتسعين ومائتين ذكره الذهبي في «العبر». والبوشنجي: بباء موحده مضمومة وشين معجمة مفتوحة، بعدها نون ثم جيم، ويقال بالفاء عوضا عن الباء واصلها بوشنك، وبالكاف وهي بلدة قديمة على سبعة فراسخ من هراة. والعبدي: بعين مهملة وباء موحدة نسبة إلى عبد القيس، وهي قبيلة معروفة قال ابن خلكان، ويقال في النسبة إليها أيضا: عبقسي.
165 - أبو يحيى البلخي
أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، قال ابن باطيش: ذكره المطوعي في كتابه: «المذهب» فقال: فارق وطنه لأجل الدين، ومسح عرض الأرض، وسافر إلى أقاصي الدنيا في طلب الفقه، وكان حسن البيان في النظر، عذب اللسان في الجدل، وذكره ابن عساكر في «تاريخ الشام» فقال: كان أبوه وجده عالمين، وولاه المقتدر في ربيع الآخر، وقال في «العبر». توفي سنة ثلاثين ولم يزد عليه.
نقل عنه الرافعي في مواقيت الصلاة، في الكلام على طرآن العذر كالحيضونحوه في أول الوقت، ونقل عنه أيضا أنه كان يرى أن القاضي يزوج نفسه بإمرأة هو وليها، قال: وحكى انه فعله لما كان قاضيا بدمشق.
قال العبادي في «الطبقات»: قال أبو سهل الصعلوكي، رأيت ابنه من هذه المرأة يكدي بالشام.
Shafi 94