170

Tabaqat Shaficiyya

طبقات الشافعية للإسنوي

Nau'ikan

ولد بحماة سنة تسع وثلاثين وستمائة، سمع كثيرا، واشتغل بعلوم كثيرة، وصنف في كثير منها، وأنشأ الشعر الحسن، أخذ أكثر علومه بالقاهرة عن الشيخ تقي الدين بن رزين، وقرأ النحو على ابن مالك، وأفتى قديما وعرضت فتواه على النووي فاستحسن ما أجاب به، تولى قضاء القدس والخطابة بها، ثم نقل منها إلى الديار المصرية في أوائل سنة تسعين بعد عزل تقي الدين بن بنت الأعز، لسبب تقدم ذكره في ترجمته وجمع له بين القضاء ومشيخة الشيوخ ثم لما قتل الملك الأشرف في أوائل سنة ثلاث وتسعين أعيد ابن بنت الأعز، ونقل ابن جماعة إلى قضاء الشام، وجمع له بين القضاء والخطابة ومشيخة الشيوخ واستمر في الشام بقية ولاية ابن بنت الأعز، وهي أثناء سنة خمس وتسعين، ومدة ولاية الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد فلما مات الشيخ سنة اثنتين وسبعمائة، أعيد ابن جماعة إلى قضاء الديار المصرية فاستمر بها إلى أوائل السنة العاشرة فعزل هو والحنفي والحنبلي في واقعة بيبرس مع الملك الناصر بعد مجيئه من الكرك واستمر بالمالكي لكونه وصيا عليه من جهة أبيه الملك المنصور، وتولى جمال الدين الزرعي القضاء، واستمر ابن جماعة معزولا نحو السنة، مقيما في دار الحديث الكاملية لكونها بقيت معه، ثم أعيد إلى القضاء واستمر فيه إلى سنة سبع وعشرين فعمي في اثنائها ففوض القضاء إلى الجلال القزويني في جمادى الآخرة منها واستمر مع ابن جماعة بتدريس الزاوية بمصر، وانقطع في منزلة بشاطىء النيل فسمع عليه، وتبرك به إلى أن توفي ليلة العشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة. وله أربع وتسعون سنة شهر، ودفن بالقرافة.

353 - ولده قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز

Shafi 187