Tabakat al-Shafi'iyyat al-Kubra

Taj al-Din al-Subki d. 771 AH
59

Tabakat al-Shafi'iyyat al-Kubra

طبقات الشافعية الكبرى

Bincike

محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو

Mai Buga Littafi

هجر للطباعة والنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1413 AH

Inda aka buga

القاهرة

يَا أَهْلَ النَّارِ انْظُرُوا مَا يَصْنَعُ اللَّهُ ﷿ بِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمّ يُقَالُ انْطَلِقُوا بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِينَ وَالْأَحَادِيث الناطقة بِدُخُول بعض العصاة من الْمُسلمين النَّار كَثِيرَة فَلَا معنى للإطالة فلنعد إِلَى الْكَلَام عَلَى حَدِيث معَاذ الَّذِي انْفَرد أَبُو دَاوُد بِإِخْرَاجِهِ وأسندناه نَحن من طَرِيق آخر وَهُوَ حَدِيث من كَانَ آخر كَلَامه لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَأَقُول هُوَ حَدِيث صَحِيح وَصَالح بْن أَبِي عريب ثِقَة وثقة ابْن حبَان وَغَيره وَخرج لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يغمزه أحد فِيمَا علمت غير أَن ابْن الْقطَّان قَالَ لَا يعرف حَاله وَلَا يعرف روى عَنهُ غير عَبْد الحميد بْن جَعْفَر وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا زعم فقد رَوَى عَنهُ حَيْوَة بْن شُرَيْح وَاللَّيْث وَابْن لَهِيعَة وَغَيرهم ولحديثه هَذَا أَحَادِيث شَوَاهِد أسلفناها تعضده وَفِي رِوَايَة أسندناها إِلَى عبَادَة وَأبي الدَّرْدَاء أَو حرم اللَّه عَلَيْهِ النَّار ويعضده أَيْضًا الْأَمر بتلقين الْمَوْتَى لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ أَمر إرشاد لهَذَا الْمَطْلُوب الْعَظِيم وَالْمَقْصُود الجسيم وَهُوَ دُخُول الْجنَّة أَو النجَاة من النَّار فَإِن قلت إِذا كُنْتُم معاشر أهل السّنة تَقولُونَ إِن من مَاتَ مُؤمنا يدْخل الْجنَّة لَا محَالة وَإنَّهُ لَا بُد من دُخُول من لم يعف اللَّه عَنهُ من عصاة الْمُسلمين النَّار ثمَّ يخرج مِنْهَا فَهَذَا الَّذِي تلقنونه عِنْد الْمَوْت كلمة التَّوْحِيد إِذا كَانَ مُؤمنا مَاذَا يَنْفَعهُ كَونهَا آخر كَلَامه قلت لَعَلَّ كَونهَا آخر كَلَامه قرينَة أَنه مِمَّن يعْفُو اللَّه عَن جرائمه فَلَا يدْخل النَّار أصلا كَمَا جَاءَ فِي اللَّفْظ الآخر حرم اللَّه عَلَيْهِ النَّار وَإِذا كُنَّا لَا نمْنَع أَن يعْفُو

1 / 63