وَقيل إِن أول من قَالَ أما بعد قس بْن سَاعِدَة وَقيل كَعْب بْن لؤَي وَقَالَ جمَاعَة إِن أول من قَالَهَا دَاوُد ﵇ وَإِنَّهَا فصل الْخطاب الَّذِي أوتيه
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد النابلسي الْحَافِظ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ عَن أَحْمَد بْن هبة اللَّه وَابْن أَبِي عصرون عَن أَبِي المظفر بْن السَّمْعَانِيّ أَخْبَرَنَا أَبِي الْحَافِظ أَبُو سعد أَخْبَرَنَا وجيه بْن طَاهِر بِنَيْسَابُورَ أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ بهراة أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الساري حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نجدة حَدَّثَنَا سَعِيد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن زَكَرِيَّا عَن الشّعبِيّ سمع زيادا يَقُول فصل الْخطاب الَّذِي أُوتِيَ دَاوُد ﵇ أما بعد
وكما أَن النَّبِي ﷺ كَانَ إِذا خطب قَالَ أما بعد كَذَلِك كَانَت فصحاء الْعَرَب
وَقَالَ سحبان بْن وَائِل
(لقد علم الْحَيّ اليمانون أنني ... إِذا قلت أما بعد أَنِّي خطيبها)
أما بعد
فَإِنِّي من قبل أَن يكْتب لي الشَّبَاب خطّ العذار ويستجلي نظر تمييزي وُجُوه الْبشَارَة والإنذار أردد نَظَرِي فِي أَخْبَار الأخيار وأترقب أَحْوَالهم لأحيط بهَا من إسفار صبح الْأَسْفَار
(أَتَانِي هَواهَا قبل أَن أعرف الْهوى ... فصادف قلبا خَالِيا فتمكنا)
فَأطلق عُمُوم النّظر من الصغر فِيهَا ناظري وأعرب عَن الْمَبْنِيّ عَلَى السّكُون فِي ضمائري وتلقف مَا صنع السَّابِقُونَ من سحر الْكَلَام والتقط مَا فرقوه من دُرَر مجمعة عَلَى أحسن نظام