Tabakat Saniyya
الطبقات السنية في تراجم الحنفية
Nau'ikan
Tarihin Rayuwa da Bayanan Mutane
وتنقلت به الأحوال إلى أن اتصل (بخدمة السلطان) غياث الدين أب الفتح محمد بن عثمان الكريشجي، وأقرأ أولاده، ومنهم السلطان مراد خان، وترجم له كتاب " جامع الحكايات " من الفارسي إلى التركي، نظمًا ونثرًا، وهو في ست مجلدات، وترجم " تفسير ابي الليث السمرقندي "، و" تعبير القادري " نظمًا، وكان يكتب عند السلطان غياث الدين المذكور إلى سائر الأطراف، عربيًا، وفارسيًا، وتركيًا، وغير ذلك.
ثم قال: والحاصل أني لم أخل برؤية احد ممن يُشار إليه من ملك ولا سلطان، ولا عالم ولا شيخ، ولا كبير، على حسب ما يتفق، ولم يبق من العلوم فن إلا وكان لي فيه حظ وافر، ولا منصب إلا وكان لي فيه نصيب؛ من التدريس، والخطابة، والإمامة والكتابة، والوعظ، والتصنيف، والترجمة، وغير ذلك. ورأيت ملوك الجغتاي - بالغين المعجمة - والخطا، وأولاد توقتامش وايدكو، وملوك الروم، والعجم، والترك.
هذا، وقد أفصح في نظم القصيدة المذكورة سابقًا عن بعض حاله، وكثرة حله وترحاله، حيث يقول:
ألاَ إنَّنِي يا أهلَ جِلَّقَ منكمُ ... ومَن نَسَبِي أَنْسابُ سَعْدٍ وعُثْمانِ
وَمَسْقَطُ رأسِي في دمشقَ وقد مَضى ... بها جُلُّ أسلافي وأهلِي وإخواني
ولكنَّما حُكْمُ الإلهِ بما جَرَى ... قَضى لي بتغريبِ الدِّيارِ فأقصانِي
وَدَحْرَجَني ذا الدَّهْرُ في صَوْلَجانِهِ ... لأَطْوارِ أَدْوارٍ وكثرةِ دورانِ
فَقَضَّيْتُ غضَّ العُمْرِ في طَلَبِ العُلَى ... على بُعْدِ أَوْطانِي وقِلَّةِ أَعْواني
فَطَوْرًا تَرَى بالصِّيْنِ سَابِقَ ناقَتِي ... وحينًا تَرَى بالرُّوم قائد هِجاني
وطَوْرًا تَرانِي ذا ثراءٍ وتارةً ... أَلُوكُ الثرى فقرًا وأَكْتُمُ أَشْجانِي
وفي كُلِّ أَطْوارِي تَرانِي مُشَبِّثًا ... بِذيلِ المَعاني غيْرَ وَاهٍ ولا وانِي
أبا كِرُ دَرْسَ العِلْمِ جُهدي وطاقَتِي ... وأخدُم أهلَ الفضلِ في كلِّ أحْياني
ومن شعر ابن عرب شاه أيضًا قوله:
السَّيْلُ يَقْطَعُ ما يلقَاهُ من شَجَرٍ ... بينَ الجِبالِ ومنه الأرضُ تنفطرُ
حتى يُوافي عُباب البحرِ تنظره ... قد اضْمَحَلَ فلا يبقى له أثر
ومنه أيضًا قوله:
فعِشْ ما شِئت في الدنيا وأدْرِكْ ... بِها ما شِئتَ مِن صِيتٍ وصَوْتِ
فَحْيلُ العَيْشِ مَوْصُولٌ بِقَطْعٍ ... وخَيْطُ العُمْرِ مَعْقُودٌ بِمَوْتِ
وله غير ذلك من الأشعار الرائعة، والتأليف الفائقة.
وقد ذكر له في " الضوء اللامع " ترجمة واسعة، ذكر فيها أن العلاء البخاري لما قدم من الحجاز، مع الركبِ الشامي، سنة اثنتين وثلاثين، انقطع إليه صاحب الترجمة، ولازمه في الفقه، والأصلين، والمعاني، والبيان، والتصوف، وغيرهما، حتى مات، وكان ممن قرأ عليه " الكافي " في الفقه و" البزدوي " في أصوله.
قال: وتقدم في غالب العلوم، وأنشأ النظم الفائق، والنثر الرائق، وصنف نظمًا، ونثرًا، فمن ذلك " مرآة الأدب " في علم المعاني والبيان والبديع، سلك فيه أسلوبًا بديعًا، نظم فيه " التلخيص " وعمله قصائد غزلية، كل باب من قصيدة مُفردة على قافية، وقف عليها الحافظ ابن حجر، واسحسنها، و" مقدمة في النحو "، و" العقد الفريد في التوحيد "، و" عجائب المقدور في نوائب تيمور "، و" فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء "، و" خطاب الإهاب الناقب، وجواب الشهاب الثاقب " و" منتهى الأدب في لغة الترك والعجم والعرب ".
وأورد له من النظم قوله:
قميصٌ مِن القُطْنِ مِنْ حِلِّهِ ... وَشَرْبَةُ ماءٍ قَرَاحٍ وقُوتْ
يَنالُ به المرءُ ما يَبْتَغِي ... وهذا كثيرٌ عَلى مَن يَمُوتْ
ومنه مُعمى في اسم يوسف، وهو قوله:
وَجْهُك الزَّاهِي كبَدْرٍ ... فوقَ غُصْنٍ طَلَعَا
واسْمُكَ الزَّاكِي كَمِشْكَا ... ةٍ سَنَاهُ لَمَعَا
في بُيُوتٍ أَذِنَ الل ... هُ لها أن تُرْفَعَا
عَكْسُها صَحِّفْهُ تَلْ ... قَ الحُسْنَ فيها أَجْمَعَا
ومنه أيضًا قوله:
1 / 139