Tabaqat Nahwiyyin Wa Lughawiyyin

Zubaydi d. 379 AH
91

Tabaqat Nahwiyyin Wa Lughawiyyin

طبقات النحويين واللغويين

Bincike

محمد أبو الفضل إبراهيم

Mai Buga Littafi

دار المعارف

Lambar Fassara

الثانية

Nau'ikan

قال: قرأ المتوكل على الله يومًا، وبحضرته الفتح بن خاقان: ﴿وَمَا يُشعِرُكُم أَنَّها إذا جاءتْ﴾. فقال له الفتحُ بنُ خاقان: يا سيدي، ﴿إِنَّها إذا جاءتْ﴾ بالكسر. ووقعتِ المُشاجرةُ، فتبايَعا على عشرة آلاف دينارٍ، وتحاكما إلى يزيدَ بن محمدٍ المهلَّبي -وكان صديقًا للمبرد-، فلما وقف يزيد على ذلك خاف أن يَسقُط أحدهما، فقال: والله ما أعرفُ الفرقَ بينهما، وما رأيتُ أعْجَبَ من أن يكون باب أمير المؤمنين يَخْلُو من عالم مُتقدِّم. فقال المتوكل: فليس هاهنا مَن يُسأَلُ عن هذا؟ فقال: ما أعرف أحدًا يتقدم فتًى بالبصرة يعرف بالمبرّد. فقال: ينبغي أن يُشخَص. فنفد الكتاب إلى محمد بن القاسم بن محمد بن سليمان الهاشمي بأن يُشخِصَه مُكرَّمًا. فحدثني محمد بن يزيد قال: وردتُ سُرَّ مَن رأى، فأُدخِلتُ على الفتح بن خاقان، فقال لي: يا بصريُّ، كيف تقرأ هذا الحرف: ﴿وما يُشعِرُكم إِنَّها إذا جاءتْ لا يؤمنون﴾ بالكسرِ، أو ﴿أَنَّها إذا جاءتْ﴾ بالفتحِ؟ فقلتُ: ﴿إِنَّها﴾ بالكسرِ، هذا المختار، وذلك أنَّ أوَّلَ الآية: ﴿وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها﴾، قال: ﴿قل إِنَّما الآيات عند الله وما يشعركم﴾، ثم قال ﵎: يا محمد ﴿إِنَّها إذا جاءت لا يؤمنون﴾، باستئناف جواب الكلام المتقدم. قال: صدقتَ. وركبَ إلى دار أمير المؤمنين، فعرَّفه بقدومي، وطالبه بدفع ما تخاطرا عليه، وتبايعا فيه، فأمر بإحضاري فحضرتُ، فلما وقعتْ عينُ المتوكل عليَّ قال: يا بصريُّ، كيف تقرأ هذه الآية: ﴿وما يشعركما إِنَّها إذا جاءت﴾ بالكسر، أو ﴿أَنَّها إذا جاءت﴾ بالفتح؟ فقلتُ: يا أمير المؤمنين، أكثر الناس يقرؤُها بالفتح. فضحك، وضرب برجله اليسرى، وقال: أحضِرْ يا فتحُ المالَ. فقال: إنه والله يا سيِّدي قال لي خلافَ ما قال لك. فقال: دَعْني مِن هذا، أَحضِر المالَ. وأُخرِجتُ فلم أصلْ إلى الموضع الذي كنت أُنزِلتُه، حتى أتتني رُسُل الفتح، فأتيتُه، فقال لي: يا بصريُّ، أول ما

1 / 102