Tabaqat Nahwiyyin Wa Lughawiyyin
طبقات النحويين واللغويين
Bincike
محمد أبو الفضل إبراهيم
Mai Buga Littafi
دار المعارف
Lambar Fassara
الثانية
Nau'ikan
قال: قرأ المتوكل على الله يومًا، وبحضرته الفتح بن خاقان: ﴿وَمَا يُشعِرُكُم أَنَّها إذا جاءتْ﴾. فقال له الفتحُ بنُ خاقان: يا سيدي، ﴿إِنَّها إذا جاءتْ﴾ بالكسر. ووقعتِ المُشاجرةُ، فتبايَعا على عشرة آلاف دينارٍ، وتحاكما إلى يزيدَ بن محمدٍ المهلَّبي -وكان صديقًا للمبرد-، فلما وقف يزيد على ذلك خاف أن يَسقُط أحدهما، فقال: والله ما أعرفُ الفرقَ بينهما، وما رأيتُ أعْجَبَ من أن يكون باب أمير المؤمنين يَخْلُو من عالم مُتقدِّم. فقال المتوكل: فليس هاهنا مَن يُسأَلُ عن هذا؟ فقال: ما أعرف أحدًا يتقدم فتًى بالبصرة يعرف بالمبرّد. فقال: ينبغي أن يُشخَص. فنفد الكتاب إلى محمد بن القاسم بن محمد بن سليمان الهاشمي بأن يُشخِصَه مُكرَّمًا.
فحدثني محمد بن يزيد قال: وردتُ سُرَّ مَن رأى، فأُدخِلتُ على الفتح بن خاقان، فقال لي: يا بصريُّ، كيف تقرأ هذا الحرف: ﴿وما يُشعِرُكم إِنَّها إذا جاءتْ لا يؤمنون﴾ بالكسرِ، أو ﴿أَنَّها إذا جاءتْ﴾ بالفتحِ؟ فقلتُ: ﴿إِنَّها﴾ بالكسرِ، هذا المختار، وذلك أنَّ أوَّلَ الآية: ﴿وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها﴾، قال: ﴿قل إِنَّما الآيات عند الله وما يشعركم﴾، ثم قال ﵎: يا محمد ﴿إِنَّها إذا جاءت لا يؤمنون﴾، باستئناف جواب الكلام المتقدم. قال: صدقتَ. وركبَ إلى دار أمير المؤمنين، فعرَّفه بقدومي، وطالبه بدفع ما تخاطرا عليه، وتبايعا فيه، فأمر بإحضاري فحضرتُ، فلما وقعتْ عينُ المتوكل عليَّ قال: يا بصريُّ، كيف تقرأ هذه الآية: ﴿وما يشعركما إِنَّها إذا جاءت﴾ بالكسر، أو ﴿أَنَّها إذا جاءت﴾ بالفتح؟ فقلتُ: يا أمير المؤمنين، أكثر الناس يقرؤُها بالفتح. فضحك، وضرب برجله اليسرى، وقال: أحضِرْ يا فتحُ المالَ. فقال: إنه والله يا سيِّدي قال لي خلافَ ما قال لك. فقال: دَعْني مِن هذا، أَحضِر المالَ. وأُخرِجتُ فلم أصلْ إلى الموضع الذي كنت أُنزِلتُه، حتى أتتني رُسُل الفتح، فأتيتُه، فقال لي: يا بصريُّ، أول ما
1 / 102