Tabaqat Nahwiyyin Wa Lughawiyyin
طبقات النحويين واللغويين
Bincike
محمد أبو الفضل إبراهيم
Mai Buga Littafi
دار المعارف
Lambar Fassara
الثانية
Nau'ikan
الرأس، لا يدخله شيء إلَّا بعُسْر؛ فإذا دخله لم يخرج منه - يعني لا ينسى.
وقال ابن سلام، عن أبي زيد النحوي: ما رأيتُ أبذلَ لعلمٍ من يونس.
وحدثنا أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي قال: حدثنا أبو بكر بن دريد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا أبو عبيدة، عن يونس قال: كنت عند أبي عمرو بن العلاء، فجاءة شُبَيْل بن عَزْرَةَ الضُّبَعيُّ، فقام إليه أبو عمرو فألقى له لِبْدَ بَغْلَتِه، فجلس عليه، ثم أقبل يحدثه، فقال شبيل: يا أبا عمرو، سألتُ رُؤَيبتكم هذا عن اشتقاق اسمه، فما عرفه. قال يونس: فلم أملك نفسي عند ذكره لرُؤْبَةَ، فزحفتُ إليه ثم قلتُ: لعلك تظن أن معدَّ بنَ عدنانَ أفصحُ من رُؤْبَةَ ومن أبيه! فأنا غلامُ رُؤبة؛ فما الرَّوْبَةُ، والرُّوبَةُ، والرُّوبَةُ، والرُّوبَةُ، والرُّؤْبَةُ؟ فلم يُحِرْ جوابًا، وقام مُغضَبًا. فأقبل عليَّ أبو عمرو وقال: هذا رجل شريف يقصد مجالسنا، ويقضي حقوقنا، وقد أسأتَ فيما واجهتَه به. فقلت له: لم أملك نفسي عند ذكره رؤبة. فقال له أبو عمرو: أَوَسُلِّطتَ على تقويم الناس! ثم فسر لنا يونس فقال: الرَّوْبَةُ خميرة اللبن. والروبة قطعة من الليل. وفلان لا يقوم بروبة أهله؛ أي بما أسندوا إليه من أمورهم. والروبة جمام ماء الفحل. والرؤبة -مهموزة-: القطعة تدخلها في الإناء يشعب بها الإناء.
ولما مات سيبويه قيل ليونس: إن سيبويه ألَّف كِتابًا من ألْفِ ورقة في علم الخليل. فقال يونس: ومتى سمع سيبويه من الخليل هذا كله؟ جيئوني بكتابه. فلما نظر في كتابه ورأى ما حكى، قال: يجب أن يكون هذا الرجل قد صدق عن الخليل فيما حكاه، كما صدق فيما حَكى عنِّي.
حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا المِهرانيّ قال: حدثنا يزيد المهلَّبيّ، عن الموصلي إسحاق، عن ابن سلام، عن يونس قال: ما بكتِ العربُ شيئًا
1 / 52