81

Tabakokin Malamai a Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Nau'ikan

الافتراق الثالث في الاباضية : خروج نفاث وهو فرج بن ناصر حدث غير واحد م اصحابنا ان الامام رضي الله عنه استعمل على قنطنار ابا يونس وسيم بن يونيس النفوسي ، فولى قنطنار وما ولاها ، فاحسن السيرة . ووسيم هذا من نفوسة الجبل ، ومنها خرج تحرجا من تباعات الناس ، وذلك انه كان له اماء يحتطبن من غير املاكه ، فخرج ذات مرة لما شعر بذلك فوجد الواضع التي يحتطبن منها قد دمرت وتهدمت جسورها ، لاستنقاع الماء بها لماصنع الامام فلم ير السلامة الا في الهروب بدينه ، فولاه الامام قنطنار لما علم من صلاحيته وورعه ، وكان له ابن اسمه سعد ، وكان ذا فهم وذكاء ، فسار سعد الى تاهرت ليطلب العلم بها فكان هو ونفاث بن نصر يحضران معا مجالس الامام رحمه الله ، يقرآن عليه ، فكان كل واحد منهما يجتهد ويجهد نفسه في دراسة العلم ، حتى حصلا ما رأيا فيه مقنعا ، وتشوقا الى بلادهما ، وذلك بعد وفاة وسيم ، فخرجا متوجهين الى بلادهما ، وكان الامام لما بلغه موت ابي يونس عازما على استعمال عامل يلي جهات قنطنار ، فنظر في ذلك فلم ير له اهلا الا سعدا لما تحققه من صلاحيته واختبره من حسن حاله ، فكتب كتابا باستعمال سعد ، فطواه ،وختم عليه بخاتمه ،وأودعهما اياه ، ولم يعلمهما أيهما العامل وقال لهما حين دفعه اليهما : لا تفكاه حتى تصلا قنطنار .

Shafi 82