Tabakokin Malamai a Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Nau'ikan
عبدالله بن وهب الراسبي فمنهم عبدالله بن وهب الراسبى الأزدي العماني -رحمه الله- ، لما كان من أمر الحكمين ما كان، ونجاة من نجى من تلك المحن والافتتان، وانحياز من انحاز الفريقين، وتبين الاعتدال والعدل، عن كلا الطريقين، أرادوا تولية رجل منهم يعتمدون عليه في أمورهم ويطبق على طاعته، رأى جمهورهم فعزموا على تولية عبدالله بن وهب، فتكره ذلك وأباه، فلم يريدوا غيره ولم يرضوا سواه، فلما رأى ذلك منهم قال: يا قوم استبيتوا الرأي -أي دعوه يغيب- وتأتي عليه ليلة، فندبر عواقبه، وكان يقول: نعوذ بالله من الرأي الدبري، فبايعوه وكان ذا رأي وحزم، ودين وعلم، وقع به الائتلاف وارتفع في أيامه الاختلاف، فلم يزل يقول بالحق، ويحكم بالعدل، ويلطف بالرعية ويقسم بالسوية، حتى قبض -رحمه الله- عليه.
حرقوص بن زهير السعدي
ومنهم حرقوص بن زهير السعدي، كان حرقوص من أهل النسك والعبادة والتقشف والزهادة، وكان ذا نجدة وبأس وشدة، وكان أحد الأمراء والأجناد في أيام عمر رضي الله عنه، وهو الذي فتح الأهواز في أيام عمر، وكان له هناك آراء سديدة وآثار حميدة، وشكره عمر -رحمه الله- واستحسن ما كان منه حينئذ فإنه صبر وصابر، حتى أظفره الله تعالى، واطلب ذلك في أخبار فتوح العراق تجده، وكان حرقوص ممن شهد صفين، وأبى تحكيم الحكمين، وكان في أصحابه حتى قتل -رحمه الله- .
Shafi 4