============================================================
مريض، وكان قد أشرف على الموت، ثم خرج من عنده وهو تعبان الخاطر عليه اذ كان بينهما صحبة، ثم أتاه مرة أخرى وقال لاهله: أبشروا قد امتهلت له ثلاث سنين، فأقام القاضي بعد ذلك ثلاث سنين لا زائدة ولا ناقصة، وتوفي، وهذه الحكاية مشهورة ومستفيضة بين الناس، وكان له من الكرامات شيء كثين وكان محببا إلى الناس معتقدا عندهم له صيت عظيم ومحل جسيم، وكان في بعض الأوقات يحمل زنبيلا ويجعل فيه شيئا من كسر الخبز، وكان الناس يستوهبون منه ذلك ويتبركون به، وكان إذا حضر السماع يجد وجدا كثيرا ويحصل عليه حاصل عظيم ويتكلم في أثناء ذلك بشيء من العلوم والمعارف، وكان لكلامه قبول عند الناس يدل على صدق ولايته وصحة طريقته .
اجتمعت به مرة في مدينة زبيد آيام وصوله إليها في سنة آربع وثلائين وتمانمائة أتا والفقيه الصالح جمال الدين محمد الصامت الناشري، والفقيه الصالح شرف الدين ابو القاسم العسلقي، فرأيتا عليه من التواضع وحسن الخلق ما يجل عن الوصف، وطلبنا منه المؤاخاة في الله تعالى فاخانا جزاه الله تعالى خيرا. وكان مجلسا مباركا وجدت تأثيره للفور باطنا وظاهرا بحمد الله تعالى، ولم يزل الشيخ على قدمه المبارك حتى توفي سنة احدى وأربعين وثمانمائة، ودفن بزاويته من ناحية مدينة حرض، وقبره هنالك مشهور مقصود للزيارة والتبرك من كل مكان، وله هنالك ذرية أخيار صالحون، رحمه الله تعالى ونفع به وبسائر عباده الصالحين امين أبو القداء إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله ابن إسماعيل بن أحمد بن ميمون الحضرمي الملقب قطب الدين الامام الكبير العارف بالله تعالى، قدوة الفريقين، وعمدة أهل الطريقين، كان إماما من أئمة المسلمين مذكورا، وعلما من أعلام الولاية مشهورا، وصل جده اسماعيل من حضرموت، وكان رجلا صالحا كثير
Shafi 95