============================================================
حرض الى عواجة، فلما صارا قريبا منها سمعا عنه بأحوال خارقة وكرامات كثيرة، فلم يصدقا بذلك، فلما أقاما بعواجة مذة، بلغهما أن أباهما مريض فعزما على الرجوع الى البلد، فجاءا الى الشيخ ليعلما حقيقة حاله، فلما وصلا اليه أخبراه بمرض والدهما وانهما يريدان العزم الى بلدهما بسبب ذلك، فقال لهما: تصلان وقد عوفي ويكون دخولكما البلاد آخر الليل، فاذا دخلتما عليه تجدانه يتوضأ لصلاة الصبح، وقد غسل احدى رجليه ولم يغسل الثانية، فودعاه وسارا، فكان دخوهما على آبيهما في الوقت الذي عين الشيخ وعلى الصفة التي ذكر، فحدثا الناس بما سمعا منه، فاشتهر أمره في تلك البلاد وتواترت كراماته، وظهرت بركاته نفع الله به.
ومن كراماته أنه سرق لبعض الناس ثور، فجاء الى الفقيه محمد بن حسين البجلي وشكا عليه ولازمه في ذلك، فقال له: اذهب الى الموضع الفلاني تجد شيخا يحرث هنالك، لا تفكه الا بثورك يعني الشيخ محمد الحكمي نفع الله به، فجاء اليه الرجل وقال له: أعطني توري، ولازمه ملازمة جد، متوهما آنه هو الذي سرق ثوره، ولم يكن يعرفه قبل ذلك، فقال له الشيخ من أمرك بهذا؟
أمحمد بن الحسين؟ فقال: أعطني ثوري وخل عني هذا الكلام، فقال له أخبرني كيف صفة ثورك فقال: تسرق ثوري وتزعم أنك لا تعرف صفته، فتبسم الشيخ وقال له: اذهب الى الموضع الفلاني تجد ثورك مربوطا بشجرة فخذه، وكان الذي سرقه قد جعله في الموضع الذى كشف للشيخ عنه، فذهب الرجل الى ذلك المكان فوجد ثوره فأخذه، وجاء السارق ليأخذ الثور فلم يجده.
ومن كراماته ما حكاه الفقيه حسين الأهدل في تاريخه، أنه لما توفي الشيخ علي الأهدل، وصل الشيخ أبو الغيث بن جميل للعزاء به، وهم بالاقامة في موضع شيخه الشيخ علي المذكور، وكان الشيخ علي قد قال: انه سيفعل ذلك، وأوصى أنه لا يقر على ذلك، فلما كان اليوم الثالث قال الشيخ محمد الحكمي للشيخ أبي الغيث: لا تبت الليلة هنا أنت ولا أحد من فقرائك، فإن من بات
Shafi 265