============================================================
ومن كلامه رضي الله عنه: أما بعد فإن الايمان والتوكل جنة من لا يجزنهم الفزع إلا كبر يوم القيامة، والرضا والتسليم مقعد أهل الصدق عند ربهم، وعدهم إياهم كرسيهم عند مولاهم، وهذا من عين معين تعبير معنى قوله هم وحبونه وقال رضي الله عنه: ان الايمان يوجب الاستكانة عند نزول الأحكام، والرضا بما جرى به القضاء يوجب الوفاء عند قوهم لسيدهم، بلى: وقال نفع الله به، أما بعد، فان الله العظيم بفضله العميم، أوجب على صاحب القلب السليم، ترك ما هو له دنيا وأخرى، والقيام بما خلق له فرضا حقيقة وشرعا، فمن فهم ذاق، ومن ذاق اشتاق ومن اشتاق لزم الوفاق، ومن لزم الوفاق، لحق بخير الرفاق.
وقال نفع الله به: الفقير الصادق لا يذكر ماضيا، ولا ينتظر واصلا، ولا عنده حاصل قد أوى الى بساط الانس، ورتع في حظائر القدس، يجتني ثمار الكشف بيد العطف واللطف، قد ألبسه الحق حلل الأحدية، وثبت قدمه في بيداء السرمدية، فإن نطق فبالله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن وقف فمع الله، فهر لله وبالله ومع الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وكلامه في هذا المعنى كثير، وكله على هذا الاسلوب نفع الله به.
ويروى عنه من المجاهدة أنه أقام نحو ثلاثين سنة لا يشرب الماء، فقال له بعض أصحابه: يا سيدي لو شربت شيئا من الماء حتى يذهب عنسك القال والقيل في ذلك، فقال: لقد عزمت على ذلك مرارا لا يمنعني إلا أني عقدت مع الشيخ أنا وجماعة من أصحابه عقدا فأذن لهم ولم يأذن لي في الشرب، وأنا أحب أن ألقاه على ما فارقته عليه من الامتثال، يعني شيخه أبا الغيث نفع الله بهم ويروى، آنه دخل عليه بعض الفقهاء فرآى جماعة من أصحابه يقبلون يده آمين.
Shafi 253