251

============================================================

لهم: انكم لا تطيقون ذلك.

ومن كراماته ما رواه الجندي بسنده عن الشيخ علي الفتى، وكان من أعيان الصوفية بمدينة الجند أنه قال: قصدت زيارة الشيخ عيسى الى موضعه، وأقمت عنده أياما فقال لي ليلة يا علي ولد لك الليلة ولد ذكر، قال: فلما رجعت الى بلدي وجدت ولدي حسينا قد ولد تلك الليلة وكان له نفع الله به من الكرامات والمكاشفات ما لا ينحصر.

ومما يحكى من كراماته، أنه لما خرج الشيخ أبو الغيث بن جميل من زبيد من عند شيخه الشيخ علي بن أفلح، وصل الى الشيخ عيسى المذكور، قال الشيخ ابو الغيث: فكشف لي عنه وقد وضع قرنا في الأرض وقرنا في السماء وقال لي: أتريد النطاح يا أبا الغيث؟ فقلت: لا يا سيدي.

ومن ذلك ما روي ان الشيخ أحمد بن الجعد المقدم الذكر، قصده للزيارة، فرأى على الشيخ ثيابا مرتفعة وهيئة حسنة فأنكر ذلك في نفسه وتغير اعتقاده، فكاشفه الشيخ عن ذلك وقال له: يا ولدي إني لم ألبس هذه الثياب حتى ابليت في الله تعالى كذا وكذا جلدا، فزال ما في نفس الشيخ أحمد واعتذر منه والتمس دعاءه وبالجملة فكرامات الشيخ عيى ومكاشفاته لا تنحصر، وكانت وفاته سنة ست وستمائة، بعد آن بلغ عمره مائة وستين سنة، وقيل مائتي سنة، وقيل: ثلائمائة سنة والله أعلم أى ذلك كان، ودفن بقرية التريبة بضم التاء المثناة من فوق تصغير تربة، قرية من قرى الوادي زبيد وقبره هنالك مشهور يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يتعرض له بكروه، ومن تعدى ذلك عوجل بالعقوبة، والقرية كلها محترمة ببركته، وله هنالك ذرية كثيرون غالبهم آهل خير وصلاح، ومن ذريته جماعة بمدينة زبيد، وقد تقدم ذكر الشيخ طلحة الهتار نفع الله به وهو جد الذين بزبيد، وسيأتي 251

Shafi 251