145

============================================================

ستين وستمائة بعد آن بلغ عمره نحوا من تمانين سنة، كل ذلك على جهة التقريب فييما قاله الجندي: ومن كراماته بعد موته، آن رجلا من أصحابه حصل عليه آذى وضرر من بعض نواب الشيخ الفضل بن عواض أحد مشايخ الجبال، فذهب الرجل إلى تربة الفقيه سعيد وبكى عندها وجعل يقول: يا فقيه أتعبنا الفضل وأصحابه وظلمونا وجعل يعدد ما يناله منهم من المشاق، وكان الفضل يومئذ في مدينة تعز عند الملك المظفر، وكان السلطان قد أكرمه وأمر أن يكتب له كتاب بعوائده، فلما كاتت تلك الليلة استيقظ الفضل من منامه وأمر غلمانه بالسير للفور، فقالوا: نصبر إلى الصبح حتى يأتيك كتاب السلطان الذي كتبه لك، فقال: لا حاجة لي بذلك، وأزعجهم على المسير فقال له بعض خواصه: ما حملك على ذلك؟ فقال: رأيت الفقيه سعيد بن منصور في هذه الساعة وقد لزمني وذبحني، فأتا لا بحالة هالك، ثم جد في المسير فمات قبل أن يصل بيته، فسأل الرجل الذي أخبره بالرؤيا هل جرى لأحد من غلمان الشيخ مع أحد من أصحاب الفقيه سعيد شيء؟ فقيل له: نعم، فلان نائب الشيخ فعل مع شريك الفقيه ما هو كذا وكذا، فقال: صدقتم لكن ما أراد الفقيه أن ينتصف إلا من الشيخ فضل لا من غيره.

و عيى سعيد ين عيسى العمودي الحضرمي أحد كبار مشايخ حضرموت، كان مشهورا بالولاية الكاملة والكرامات المتعددة، يده في التصوف للشيخ أبي مدين المغربي بينه وبينه رجلان، كان نفع الله به شيخا كبيرا كاملا مربيا تخرج به جماعة من كبار الصالحين كالشيخ أبي معبد وغيره، وله في تلك الناحية ذرية مباركون وأتباع كثيرون يعرفون بأل أبا عيسى على عرف أهل حضرموت في التزام الكنية الألف بكل حال، على لغة القصر ولهم هنالك زوايا مشهورة وسيأتي ذكر من تحقق حاله منهم إن شاء الله

Shafi 145