============================================================
ويحكى انه وصل الى قضاة عرشان في شفاعة فلم يقبلوه، فخرج عنهم مغضبا لما رأى فيهم من العجب بأنفسهم ودنياهم ، فلما جاوز البلد التفت اليها وقال: اهلكي عرشان، فلم يقفوا بعد ذلك غير مدة يسيرة حتى تغيرت أحوالهم وزالت دنياهم ومن كراماته أنه لما عزم السلطان طغطكين بن أيوب على شراء أرض أهل اليمن وأراد أن يجعلها ملكا للديوان، ضج الناس من ذلك وشق عليهم، فاجتمع هذا الشيخ دحمل هو وجماعة من الصالحين في بعض المساجد، واعتكفوا فيه ثلاثة أيام على صيام النهار وقيام الليل، فلماكان آخر الليل من الليلة الثالثة خرج الشيخ دحمل من المسجد وجعل ينادي رافعا صوته على سبيل الوله: يا سلطان السماء اكف المسلمين حال سلطان الأرض، فقال له أصحابه: أسكت، فقال قضيت الحاجة وحق المعبود وسمعت قارئا يقرأ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان. ويقال انه قال: رأيت السلطان وهو بارز وسهام تأتيه من كل ناحية حتى وقع ميتا، فلما كان ظهر ذلك اليوم توفي السلطان المذكور وكفى الله الناس شره ببركة هؤلاء القوم، نفع الله بهم، وكانت وفاة الشيخ دحل المذكور بعد الستمائة تقريبا، وهو بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين وفتح الميم وآخره لام، والصهباني منسوب الى صهبان بضم الصاد المهملة وسكون الهاء وقبل الألف باء موحدة وبعده تون، وهي جهة متسعة ما يلي مدينة جبلة، خرج منها جماعة من العلماء والصالحين نفع الله بهم أجمعين
Shafi 134