============================================================
جده، فأمر جماعة يلحقونه ويقتلونه غيلة، فبادروا وأدركوه على قرب من القرية، فضربوه بسيوفهم فلم تقطع فيه شيئا ووقع مغشيا عليه، فظنوا آنه قد مات، فرجعوا مسرعين خشية آن يراهم أحد وأخذوا ثيابه ليوهموا آنهم حرب، فلما وصلوا إلى الصليحى أخبروه بذلك وأن سيوفهم لم تقطع فيه شيئا، ثم إن بعض من مر هنالك وجد الفقيه كذلك، فطلب جماعة من أهل القرية فحملوه إلى منزله فأفاق بعد ساعة وأخبرهم الخبر، فقيل له: كيف لم تقطع فيك السيوف؟ فقال: كنت أقرأ سورة يس، وقيل بل قال: كنت محرما بالصلاة فلم أشعر بهم، وكان الصليي بعد ذلك يعظمه ويقبل شفاعته ويحترم أصحابه ويعفي آرضهم من الخراج وغيره، ولم يزل الفقيه على القدم المبارك من نشر العلم مع الورع والصلاح حتى توفي على رأس ستين وأربعمائة رحمه الله تعالى، وكان ولده الإمام أبو بكر من كبار العلماء ومشاهيرهم، وهو شيخ الإمام زيد اليفاعي الآي ذكره إن شاء الله تعالى آمين.
ابو الضياء جوهر بن عبدالله الصوفي كان عبدا عتيقا لبعض التجار، وكان يتعاطى التجارة في مدينة عدن، وهو مع ذلك يجب الصوفية والفقراء ويكثر المجالسة لهم، فلما حضرت الشيخ سعد الحداد الوفاة وكان له رباط وأصحاب، فقال له أصحابه: يا سيدي من يكون الشيخ بعدك؟ قال: الذي يقع على رأسه الطير الأخضر في اليوم الثالث من وفاتي، فلما كان ذلك اليوم اجتمع الفقراء وحضرهم جماعة من الفقهاء وجمع كثير من عامة الناس، وكان الشيخ جوهر من جملة من حضر، وإذا بالطائر الذي وصفه الشيخ جاء وحط في طاقة من الرباط، فعند ذلك استشرف للمشيخة أكابر أصحاب الشيخ سعد فجاء الطائر وحط على رأس الشيخ جوهر من بين سائر الحاضرين، فقام إليه الفقراء ليقعدوه موضع المشيخة فبكى وقال: أين أنا من هذا وأنا رجل عامي لا أصلح لذلك، فقالوا له قد أقامك الحق في هذا المقام فسيعلمك ما تجهل ويتولى عنايتك، فقال: إن كان ولا بد فامهلوني تلاثة أيام أسعى في رد حقوق
Shafi 120