طبائع النساء
الباب الأول في اختيار الحليلة الصالحة والزوجة الموافقة وما يحمد من
عشرة النساء بسم الله الرحمن الرحيم ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى
Shafi 25
النساء وصفاتهن وما يحمد ويذم من عشرتهن قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه نحن قائلون بحمد الله وتوفيقه في النساء وصفاتهن وما يحمد ويذم من عشرتهن إذ كان ذلك مقصورا على الحليلة الصالحة والزوجة الموافقة والبلاء كله موكل بالقرينة السوء التي لا تسكن النفس إلى كريم عشرتها ولا تقر العين برؤيتها أقوال عنهن في القمة قال الأصمعي حدثني ابن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكح صدق ولا وضع أحد نفسه بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء ثم قال لعن الله فلانة ألفت بني فلان بيضا طوالا فقلبتهم سودا قصارا وفي حكمة سليمان بن داود عليه السلام المرأة العاقلة تبني بيتها والسفيهة تهدمه وقال الجمال كاذب والحسن مخلف وإنما تستحق المدح المرأة الموافقة الرسول وعكاف مكحول عن عطية عن بشر عن عكاف بن وداعة الهلالي أن رسول الله قال له يا عكاف ألك امرأة قال لا قال فأنت إذن من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منا فانكح فإن من سنتنا النكاح وقالت عائشة رضي الله عنها النكاح رق فلينظر أحدكم من يرق كريمته وقال رسول الله أوصيكم بالنساء فإنهن عوان عندكم
Shafi 26
قولهم في المناكح
Shafi 27
الزوجات صعصعة وابن الظرب أتيتني تشتري كبدي خطب صعصعة بن معاوية إلى عامر بن الظرب حكيم العرب ابنته عمرة وهي أم عامر بن صعصعة فقال يا صعصعة إنك أتيتني تشتري من كبدي فارحم ولدي قبلتك أو رددتك والحسيب كفء الحسيب والزوج الصالح أب بعد أب وقد أنكحتك خشية ألا أجد مثلك أفر من السر إلى العلانية يا معشر عدوان خرجت من بين أظهركم كريمتكم من غير رغبة ولا رهبة وأقسم لولا قسم الحظوظ على قدر الجدود ما ترك الأول للآخر ما يعيش به ابن حجر وابن محلم وصية ذهبية العباس بن خالد السهمي قال خطب عمرو بن حجر إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس فقال نعم أزوجكما على أن أسمي بنيها وأزوج بناتها فقال عمرو بن حجر أما بنونا فنسميهم بأسمائنا وأسماء آبائنا وعمومتنا وأما بناتنا فننكحهن أكفاءهن من الملوك ولكني أصدقها عقارا في كندة وأمنحها حاجات قومها لا ترد لأحد منهم حاجة قبل ذلك منه أبوها وأنكحه إياها فلما كان بناؤه بها خلت بها أمها فقالت أى بنية إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي فيه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة يكن لك عبدا واحفظى له خصالا عشرا تكن لك ذخرا أما الأولى والثانية فالخشوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم إلا أطيب ريح وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة وأما السابعة والثامنة فالإحتفاظ بماله والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصن له أمرا ولا تفشن له سرا فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والكآبة بين يديه إن كان فرحا فولدت له الحارث بن عمرو جد امرئ القيس الشاعر زرارة ولقيط وابنة ذي الجدين من أحسن أنا أم لقيط الشيباني قال حدثنا بعض أصحابنا أن زرارة بن عدس نظر إلى ابنه لقيط فقال مالى أراك مختالا كأنك جئتني بابنة ذي الجدين أو مائة من هجائن النعمان فقال والله لا يمس رأسى دهن حتى آتيك بهما أو أبلى عذرا فانطلق حتى أتى ذا الجدين وهو قيس بن مسعود الشيباني فوجده جالسا في نادي قومه من شيبان فخطب إليه ابنته علانية فقال له هلا ناجيتني ومن أنت قال لقيط بن زرارة قال لا جرم لا تبيتن فينا عزبا ولا محروما فزوجه وساق عنه المهر وبنى بها من ليلته تلك ثم خرج إلى النعمان فجاء بمائتين من هجائنه وأقبل إلى أبيه وقد وفى نذره فبعث إليه قيس بن مسعود بابنته مع ولده بسطام بن قيس فخرج لقيط يتلقاها في الطريق ومعه ابن عم له يقال قراد فقال لقيط هاجت علي ديار الحي أشجانا واستقبلوا من نوى الجيران قربانا تامت فؤادك لم تقض التي وعدت إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا فانظر قراد وهل في نظرة جزع عرض الشقائق هل بينت أظعانا فيهن جارية نضح العبير بها تكسى ترائبها درا ومرجانا كيف اهتديت ولا نجم ولا علم وكنت عندى نؤوم الليل وسنانا ولما رحل بها بسطام بن قيس قالت مروا بي على أبي أودعه فلما ودعته قال لها يا بنية كونى له أمة يكن لك عبدا وليكن أطيب طيبك الماء ثم لا أذكرت ولا أيسرت فإنك تلدين الأعداء وتقربين البعداء إن زوجك فارس من فرسان مضر وإنه يوشك أن يقتل أو يموت فإذا كان ذلك فلا تخمشي عليه وجها ولا تحلقي شعرا فلما قتل لقيط تحملت إلى أهلها ثم مالت إلى محلة عبد الله بن دارم فقالت نعم الأحماء كنتم يا بني دارم وأنا أوصيكم بالغرائب خيرا فلم أر مثل لقيط ثم لحقت بقومها فتزوجها ابن عم لها فكانت لا تسلو عن ذكر لقيط فقال لها زوجها أى يوم رأيت فيه لقيطا أحسن في عينيك قالت خرج يوما يصطاد فطرد البقر فصرع منها ثم أتاني مختضبا بالدماء فضمني ضمة ولثمني لثمة فليتني مت ثمة فخرج زوجها ففعل مثل ذلك ثم أتاها فضمها ولثمها ثم قال لها من أحسن أنا أم لقيط عندك فقالت مرعى ولا كالسعدان قيس بن زهير والنمر لا تردوا الأكفاء عن النساء حكى أبو الفضل عن بعض رجاله قال قدم قيس بن زهير بعد ما قتل أهل الهباءة على النمر بن قاسط فقال يا معشر النمر نزعت إليكم غريبا حزينا فانظروا لى امرأة أتزوجها قد أذلها الفقر وأدبها الغنى لها حسب وجمال فزوجوه على هيئة ما طلب فقال إني لا أقيم فيكم حتى أعلمكم أخلاقي إني غيور فخور نفور ولكني لا أغار حتى أرى ولا أفخر حتى أفعل ولا آنف حتى أظلم فأقام فيهم حتى ولد له غلام سماه خليفة ثم بدا له أن يرتحل عنهم فجمعهم ثم قال يا معشر النمر إن لكم على حقا وأنا أريد أن أوصيكم فآمركم بخصال وأنهاكم عن خصال عليكم بالأناة فإن بها تنال الفرصة وسودوا من لا تعابون بسؤدده وعليكم بالوفاء فإن به يعيش الناس وبإعطاء ما تريدون إعطاءه قبل المسألة ومنع ما تريدون منعه قبل القسم وإجارة الجار على الدهر وتنفيس المنازل عن بيوت اليتامى وخلط الضيف بالعيال وأنهاكم عن الرهان فإني به ثكلت مالكا وأنهاكم عن البغي فإنه صرع زهيرا وعن السرف في الدماء فإن يوم الهباءة أورثني الذل ولا تعطوا في الفضول فتعجزوا عن الحقوق ولا تردوا الاكفاء عن النساء فتحوجوهن إلى البلاء فإن لم تجدوا الأكفاء فخير أزواجهن القبور واعلموا أنى أصبحت ظالما مظلوما طلمني بنو بدر بقتلهم مالكا وظلمت بقتلى من لا ذنب له الفاكه وزوجته هند في ريبة إليك عني كان الفاكه بن المغيرة المخزومي أحد فتيان قريش وكان قد تزوج هند ابنة عتبة وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن فقال يوما في ذلك البيت وهند معه ثم خرج عنها وتركها نائمة فجاء بعض من كان يغشى البيت فلما وجد المرأة نائمة ولى عنها فاستقبله الفاكه بن المغيرة فدخل على هند وأنبهها وقال من هذا الخارج من عندك قالت والله ما انتبهت حتى أنبهتني وما رأيت أحدا قط قال الحقي بأبيك وخاض الناس في أمرها فقال لها أبوها يا بنية العار وإن كان كاذبا أبثيني شأنك فإن كان الرجل صادقا دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار وإن كان كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن قالت والله يا أبت إنه لكاذب فخرج عتبة فقال إنك رميت ابنتي بشيء عظيم فإما أن تبين ما قلت وإلا فحاكمنى إلى بعض كهان اليمن قال ذلك لك فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش ونسوة من بني مخزوم وخرج عتبة في رجال ونسوة من بني عبد مناف فلما شارفوا بلاد الكاهن تغير وجه هند وكسف بالها فقال لها أبوها أى بنية ألا كان هذا قبل أن يشتهر في الناس خروجنا قالت يا أبت والله ما ذلك لمكروه قبلي ولكنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولعله أن يسمني بسمة على ألسنة العرب فقال لها أبوها صدقت ولكنى سأخبره لك فصفر بفرسه فلما أدلى عمد إلى حبة بر فأدخله في إحليله ثم أوكى عليها وسار فلما نزلوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم فقال له عتبة إنا أتيناك في أمر وقد خبأنا لك خبيئة فما هي قال برة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة بر في إحليل مهر قال صدقت فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يمسح رأس كل واحدة منهن ويقول قومي لشأنك حتى إذا بلغ إلى الهند مسح يده على رأسها وقال قومي غير رفحاء ولا زانية وستلدين ملكا يسمى معاوية فلما خرجت أخذ الفاكه بيدها فنترت يدها من يده وقالت إليك عنى والله لأحرصن أن يكون ذلك الولد من غيرك فتزوجها أبو سفيان فولدت له معاوية هند وزواجها من أبي سفيان إنى لأخلاق مثل هذا لموافقه فزوجنيه وذكروا أن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت لأبيها يا أبت إنك زوجتى من هذا الرجل ولم تؤامرني في نفسي فعرض لي معه ما عرض فلا تزوجنى من أحد حتى تعرض على أمره وتبين لي خصاله فخطبها سهيل بن عمر وأبو سفيان بن حرب فدخل عليها أبوها وهو يقول أتاك سهل وابن حرب وفيهما رضا لك يا هند الهنود ومقنع وما منهما إلا يعاش بفضله وما منهما إلا يضر وينفع وما منهما إلا كريم مرزا وما منهما إلا أغر سميدع فدونك فاختاري فأنت بصيرة ولا تخدعى إن المخادع يخدع قالت يا أبت والله ما أصنع بهذا شيئا ولكن فسر لي أمرهما وبين لي خصالهما حتى أختار لنفسى أشدهما موافقة لي فبدأ بذكر سهيل بن عمر فقال أما أحدهما ففي ثروة واسعة من العيش إن تابعته تبعك وإن ملت عنه حط إليك تحكمن عليه في أهله وماله وأما الآخر فموسع عليه منظور إليه في الحسب الحسيب والرأي الأريب مدره أرمته وعز عشيرته شديد الغيرة كثير الظهرة لا ينام على ضعة ولا يرفع عصاه عن أهله فقالت يا أبت الأول سيد مضياع للحرة فما عست أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت جناحه إذا تابعها بعلها فأشرت وخافها أهلها فأمنت فساء عند ذلك حالها وقبح عند ذلك دلالها فإن جاءت بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه على بعد وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة الحرة العفيفة وإني للتى لا أريب له عشيرة فتعيره ولا تصيره بذعر فتضيره وإنى لأخلاق مثل هذا لموافقة فزوجنيه فزوجها من أبى سفيان فولدت له معاوية وقبله يزيد فقال في ذلك سهيل بن عمرو نبئت هندا تبر الله سعيها تأبت وقالت وصف أهوج مائق وما هوجى يا هند إلا سجية أجر لها ذيلي بحسن الخلائق ولو شئت خادعت الفتى عن قلوصه ولا طمت بالبطحاء في كل شارق ولكننى أكرمت نفسى تكرما ودافعت عنها الذم عند الخلائق وإنى إذا ما حرة ساء خلقها صبرت عليها صبر آخر عاشق فإن هي قالت خل عنى تركتها وأقلل بترك من حبيب مفارق فإن سامحوني قلت أمري إليكم وإن أبعدونى كنت في رأس حالق فلم تنكحى يا هند مثلى وإنني لمن لم يمقني فاعلمى غير وامق فبلغ أبا سفيان فقال والله لو أعلم شيئا يرضى أبا زيد سوى طلاق هند لفعلته وألح سهيل في تنقيص أبى سفيان فقال أبو سفيان رأيت سهيلا قد تفاوت شاوه وفرط في العلياء كل عنان وأصبح يسمو للمعالى وإنه لذو جفنة مغشية وقيان وشرب كرام من لؤي بن غالب عراض المساعي عرضة الحدثنان ولكنه يوما إذا الحرب شمرت وأبرز فيها وجه كل حصان فاكفيه مالا يستطاع دفاعه وألقيت فيها كلكلى وجراني وصية أبى سفيان وزوجه لابنهما معاوية حين عمل لعمر ولما قدم معاوية من الشام وكان عمر قد استعمله عليها دخل على امه هند فقالت يا بني إنه قلما ولدت حرة مثلك وقد استعملك هذا الرجل فاعمل بما وافقه أحببت ذلك أم كرهته ثم دخل على أبي سفيان فقال له يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا عنهم فرفعهم سبقهم وقصر بنا تأخرنا فصيرنا أتباعا وصاروا قادة وقد قلدوك جسيما من أمرهم فلا تخالفن أمرهم فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه ولو قد بلغته لتنفست فيه سهيل وابن له يرحم الله هذا قال وتزوج سهيل بن عمرو امرأة فولدت له ولدا فبينا هو سائر معه إذ نظر إلى رجل يركب ناقة ويقود شاة فقال لأبيه يا أبت هذه ابنة هذه يريد الشاة ابنة الناقة فقال أبوه يرحم الله هذا يعنى ما كان من فراستها فيه الرسول وأم هانئ خير نساء ركبن الإبل وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله لو تزوجت أم هانئ بنت أبى طالب فقد جعل الله لها قرابة فتكون صهرا أيضا فخطبها رسول الله فقالت والله إنه لأحب إلى من سمعى وبصرى ولكن حقه عظيم وأنا موتمة فإن قمت بحقه خفت أن أضيع أيتامى وإن قمت بأمرهم قصرت عن حقه فقال النبي خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناها على ولده في صغره وأرعاها على بعل في ذات يده ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت جملا لاستثنيتها زواج الرسول من حفصة شكوى عمر ولما توفيت رقية بنت رسول الله عن عثمان بن عفان عرض عليه عمر ابنته حفصة فسكت عنه عثمان وقد بلغه أن رسول الله يريد أن يزوجه ابنته الأخرى فشكا عمر إلى رسول الله سكوت عثمان عنه فقال له سيزوج الله ابنتك خيرا من عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك فتزوج رسول الله حفصة وتزوج عثمان ابنته خطبته لخديجة الزوج المثالي ولما خطب رسول الله خديجة بنت خويلد بن عبد العزى ذكرت ذلك لورقة بن نوفل وهو ابن عمها فقال هو الفحل لا يقدع أنفه تزوجيه خطبة عمر بن الخطاب لأم كلثوم بننت أبي بكر لا حاجة لي فيه إنه خشن العيش شديد على النساء وخطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبى بكر وهى صغيرة فأرسل عمر إلى عائشة فقالت الأمر إليك فلما ذكرت ذلك عائشة لأم كلثوم قالت لا حاجة لى فيه فقالت عائشة أترغبين عن أمير المؤمنين قالت نعم إنه خشن العيش شديد على النساء فأرسلت عائشة إلى المغيرة بن شعبة فأخبرته فقال لها أنا أكفيك فأتى عمر فقال يا أمير المؤمنين بلغني عنك أمر أعيذك بالله منه قال ما هو قال بلغني أنك خطبت أم كلثوم بنت أبى بكر قال نعم أفرغبت بها عني أم رغبت بي عنها قال لا واحدة منهما ولكنها حدثة نشأت تحت كنف خليفة رسول الله في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق لك فكيف لي بعائشة وقد كلمتها قال أنا لك بها وأدلك على خير لك منها أم كلثوم بنت على من فاطمة بنت رسول الله تتعلق منها بسبب من رسول الله علي وعمر في أم كلثوم ما على الأرض أحد يرضيك من صحبتها بما أرضيك وكان على قد عزل بناته لولد جعفر بن أبى طالب فلقيه عمر فقال يا أبا الحسن أنكحني ابنتك أم كلثوم ابنة فاطمة بنت رسول الله قال قد حبستها لابن جعفر قال إنه والله ما على أحد يرضيك من صحبتها بما أرضيك به فأنكحنى يا أبا الحسن قال أنكحتكها يا أمير المؤمنين فأقبل عمر فجلس في الروضة بين القبر والمنبر واجتمع إليه المهاجرون والأنصار فقال زفوني قالوا بمن يا أمير المؤمنين قال بأم كلثوم فإني سمعت رسول الله يقول كل سبب ونسب يتقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي وقد تقدمت لي صحبة فأحببت أن يكون لي معها نسب فولدت له أم كلثوم زيد بن عمر ورقية بنت عمر وزيد بن هو الذي لطم سمرة بن جندب عند معاوية إذ تنقص عليا فيما يقال سلمان وعمر في ابنته أمير المؤمنين يتواضع وخطب سلمان الفارسي إلى عمر ابنته فوعده بها فشق ذلك على عبد الله بن عمر فلقي عمرو بن العاص فشكا ذلك إليه فقال له فأكفيكه فلقى سلمان فقال له هنيئا لك أبا عبد الله أمير المؤمنين يتواضع لله عز وجل في تزويجك ابنته فغضب سلمان وقال والله لا تزوجت إليه أبدا زواج بلال وأخيه أنا بلال وهذا أخي قد من الله علينا وخرج بلال بن رباح مؤذن رسول الله مع أخيه إلى قوم من بنى ليث يخطب إليهم لنفسه ولأخيه فقال أنا بلال وهذا أخي كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فالمستعان الله قالوا نعم وكرامة فزوجوهما زواج عثمان من نائلة مؤهلات ومواصفات قالت تماضر امرأة عبد الرحمن بن عوف لعثمان بن عفان هل لك في ابنة عم لى بكر جميلة ممتلئة الخلق أسيلة الخد أصيلة الرأي تتزوجها قال نعم فذكرت له نائلة بنت الفرافصة الكلبية فتزوجها وهو نصرانية فتحنفت وحملت إليه من بلاد كلب فلما دخلت عليه قال لها لعلك تكرهين ما ترين من شيبي قالت والله يا أمير المؤمنين إني من نسوة أحب أزواجهن إليهن الكهل قال إني قد جزت الكهول وأنا شيخ قالت أذهبت شبابك مع رسول الله في خير ما ذهبت فيه الأعمار قال أتقومين إلينا أم نقوم إليك قالت ما قطعت إليك من أرض السماوة وأريد أن أنثني إلى عرض البيت وقامت إليه فقال لها انزعي ثيابك فنزعتها فقال حلى مرطك قالت أنت وذاك قال الحسن فلم تزل نائلة عند عثمان حتى قتل فلما دخل إليه وقته بيدها فجذمت أناملها فأرسل أليها معاوية بعد ذلك يخطبها فأرسلت إليه ما ترجو من امرأة جذماء وقيل إنها قالت لما قتل عثمان إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خشيت أن يبلى حزن عثمان من قلبى فدعت بفهر فهتمت فاها وقالت والله لأقعد أحد منى مقعد عثمان أبدا فاطمة بنت الحسين بن علي وابن عمرو كفي عن وجهك فإن لنا به حاجة وكانت فاطمة بنت الحسين بن علي عند حسن بن حسن بن علي فلما احتضر قال لبعض أهله كأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان إذا سمع بموتي قد جاء يتهادى في إزار له مورد قد أسبله فيقول جئت أشهد ابن عمى وليس يريد إلا النظر إلى فاطمة فإذا جاء فلا يدخلن قال فوالله ما هو إلا أغمضوه فجاء عبد الله بن عمرو في تلك الصفة التي وصفها فمنع ساعة فقال بعض القوم لا يدخل وقال بعضهم افتحوا له فإن مثله لا يرد ففتحوا له ودخل فلما صرنا إلى القبر قامت عليه تبكي ثم اطلعت إلى القبر فجعلت تصك وجهها بيديها حاسرة قال فدعا عبد الله بن عمرو وصيفا له فقال انطلق إلى هذه المرأة وقل لها يقرئك ابن عمك السلام ويقول لك كفي عن وجهك فإن لنا به حاجة فلما بلغها الرسالة أرسلت يديها فأدخلتها في كميها حتى انصرف الناس فتزوجها عبد الله بن عمرو بعد ذلك فولدت له محمد بن عبد الله وكان يسمى المذهب لجماله وكانت ولدت من حسن بن حسن عبد الله بن حسن الذي حارب أبو جعفر ولديه إبراهيم ومحمدا ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن حتى قتلهما محمد بن عبد الله بن عمرو كرم الأصل وشرف النسب وعن سلمة بن محارب قال ما رأيت قريشيا قط كان أكمل ولا أجمل من محمد بن عبد الله بن عمرو الذي ولدته فاطمة بنت الحسين وكانت له ابنة ولدها رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير كانت أمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير وأم عروة أسماء بنت أبى بكر الصديق وأم محمد فاطمة بنت رسول الله وأم فاطمة بنت الحسين أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله وأم عبد الله بن عمرو بن عثمان سودة بنت عمر بن الخطاب شريح والشعبي في نساء تميم خير زوجة وعن الهيثم بن عدى الطائي قال حدثنا مجالد عن الشعبي قال قال لي شريح يا شعبي عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولا قال وما رأيت من عقولهن قال أقبلت من جنازة ظهرا فمررت بدورهم فإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جنبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت فاستسقيت وما بي عطش فقالت أى الشراب أحب إليك فقلت قالت ويحك يا جارية ما تيسر قالت ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظن الرجل غريبا قلت من هذه الجارية قالت هذه زينب ابنة جرير إحدى نساء حنظلة قلت فارغة أم مشغولة قالت بل فارغة قلت زوجينيها قالت إن كنت لها كفئا ولم تقل له كفوا وهى لغة تميم فمضيت إلى المنزل فذهبت لأقيل فامتنعت مني القائلة فلما صليت الظهر أخذت بأيدي إخواني من القراء الأشراف علقمة والأسود والمسيب وموسى ابن عرفطة ومضيت أريد عمها فاستقبل فقال يا أبا أمية حاجتك قلت زينب بنت أخيك قال ما بها رغبة عنك فأنكحنيها فلما صارت في حبالى ندمت ندمت وقلت أى شيء صنعت بنساء بني تميم وذكرت غلظ قلوبهن فقلت أطلقها ثم قلت لا ولكن أضمها إلى فإن رأيت ما أحب وإلا كان كذلك فلو رأيتني يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها حتى أدخلت على فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلى ركعتين فيسأل الله من خيرها ويعوذ من شرها فصليت وسلمت فإذا هى من خلفي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبسنني ملحفة قد صبغت في عكر العصفر فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت على رسلك أبا أمية كما أنت ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وآله إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لى ما تحب فآتيه وما تكره فأزدجر عنه وقالت إنه قد كان لك في قومك منكح وفي قومي مثل ذلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله له إمساك بمعروف أو بتسريح بإحسان أقول قولي هذا وأستغفر الله لى ولك قال فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على النبي وآله وأسلم وبعد فإنك قد قلت كلاما إن تثبتي عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وأكره كذا ونحن جميع فلا تفرقي وما رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها وقالت شيئا لم أذكره كيف محبتك لزيارة الأهل قلت ما أحب أن يملني أصهاري قالت فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن لهم ومن تكرهه أكرهه قلت بنو فلان قوم صالحون وبنو قوم سوء قال فبت يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولا لا أرى إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار فقلت من هذه قالوا فلانة ختنك فسرى عني ما كنت أجد فلما جلست أقبلت العجوز فقالت السلام عليك أبا أمية قلت وعليك السلام من أنت قالت أنا فلانة ختنك قلت قربك الله قالت كيف رأيت زوجتك قلت خير زوجة فقالت لي أبا أمية إن المرأة لا تكون أسوأ منها في حالتين إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها فإن رابك ريب فعليك بالسوط فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة قلت أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب ورضت فأحسنت الرياضة قالت تحب أن يزورك ختانك قلت متى شاءوا قال فكانت تأتيني في رأس كل حول توصيني تلك الوصية فمكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة وكنت لها ظالما أخذ المؤذن في الإقامة بعد ما صليت ركعتي الفجر وكنت إمام الحي فإذا بعقرب تدب فأخذت الإناء فأكفأته عليها ثم قلت يا زينب لا تتحركي حتى آتي فلو شهدتني يا شعبي وقد صليت ورجعت فإذا أنا بالعقرب قد ضربتها فدعوت بالسكت والملح فجعلت أمغث أصبعها وأقرأ عليها بالحمد والمعوذتين وكان لي جار من كندة يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك كنتم زعمتم أنها ظلمتكم كذبتم وبيت الله بل تظلمونها فإن لا تعدوا أمها من نسائكم فإن أباها والد لن يشينها وإن لها أعمام صدق وإخوة وشيخا إذا شئتم تأيم دونها قالت النوار فإذا لانشاء لمعاذ بن جبل فتنة الضراء وفتنة السراء وعن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإني أخاف عليكم من فتنة السراء وهي النساء إذا تحلين بالذهب ولبسن ريط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يطاق وقال عبد الملك بن مروان من أراد أن يتخذ جارية للمتعة ليتخذها بربرية ومن أرادها للولد فليتخذها فارسية ومن أراد للخدمة ليتخذها رومية لابن هبيرة مواصفات عن أبي الحسن المدائني قال قال يزيد بن عمر بن هبيرة اشتروا لي جارية شقاء مقاء رسحاء بعيدة ما بين المنكبين ممسوحة الفخذين وقال الاصمعي وذكر النساء بنات العم أصبر والغرائب أنجب وما ضرب رءوس الأبطال كابن الأعجمية يونس ومستشير له في الزواج إياك أن تقع في قوم قد أصابوا كثيرا من الدنيا مع دناءة فيهم أبو حاتم الأصمعي عن يونس بن مصعب عن عثمان بن إبراهيم بن محمد قال أتاني رجل من قريش يستشيرني في امرأة يتزوجها فقلت يا ابن أخي إني أعرف في العين إذا عرفت وأنكر فيها إذا أنكرت وأعرف فيها إذا لم تعرف ولم تنكر أما إذا عرفت فتتحاوص وأما إذا أنكرت فتجحظ وأما إذا لم تعرف ولم تنكر فتسجو وقد رأيت عينك ساجية فالقصيرة النسب التي إذا ذكرت أباها اكتفت به والطويلة النسب التي تعرف حين تطيل في نسبتها فإياك أن تقع في قوم قد أصابوا كثيرا من الدنيا مع دناءة فيهم فتضيع نفسك فيهم الوليد نطق من احتاج إلى نفسه وسكت من اكتفى بغيره وعن العتبى قال كان عند الوليد بن عبد الملك أربع عقائل لبابة بنت عبد الله بن عباس وفاطمة بنت يزيد بن معاوية وزينب بنت سعيد بن العاص وأم جحش بنت عبد الرحمن بن الحارث فكن يجتمعن على مائدته ويفترقن فيفخرن فاجتمعن يوما فقالت لبابة أما والله إنك لتسويني بهن وأنت تعرف فضلي عليهن وقالت بنت سعيد بن العاص أما كنت أرى أن للفخر على مجازا وأنا ابنة ذي العمامة إذ لا عمامة غيرها وقالت بنت عبد الرحمن بن الحارث ما أحب بأبي بدلا ولو شئت لقلت فصدقت وصدقت وكانت بنت يزيد بن معاوية جارية حديثة السن فلم تتكلم فتكلم عنها الوليد فقال نطق من احتاج إلى نفسه وسكت من اكتفى بغيره أما والله لو شاءت لقالت أنا ابنة قادتكم في الجاهلية وخلفائكم في الإسلام فظهر الحديث حتى تحدث به في مجلس ابن عباس فقال الله أعلم حيث يجعل رسالته للحجاج في نسوته هذه ليلتي الشيباني عن عوانة قال ذكر النساء عند الحجاج فقال عندي أربع نسوة هند بنت المهلب وهند بنت أسماء بن خارجة وأم الجلاس بنت عبد الرحمن بن أسيد وأمة الرحمن بنت جرير بن عبد الله البجلي فأما ليلتي عند هند بنت المهلب فليلة فتى بين فتيان يلعب ويلعبون وأما ليلتي عند هند بنت أسماء فليلة ملك بين الملوك وأما ليلتي عند أم الجلاس فليلة أعرابي مع أعراب في حديثهم وأشعارهم وأما ليلتي عند أمة الرحمن بنت جرير فليلة عالم بين العلماء والفقهاء أبو الحر المخنث وفر الله لحيتك أبا الحر وعن العتبى قال حدثني رجل من أهل المدينة قال كان بالمدينة مخنث يدل على النساء يقال له أبو الحر وكان منقطعا إلى فدلني على غيرها امرأة أتزوجها فلم أرض عن واحدة منهن فاستقصرته يوما فقال والله يا مولاي لأدلنك على امرأة لم تر مثلها قط فإن لم تر كما وصفت فاحلق لحيتي فدلني على امرأة فتزوجتها فلما زفت إلى وجدتها أكثر مما وصف فلما كان في السحر إذا إنسان يدق الباب فقلت من هذا قال أبو الحر وهذا هو الحجام معه فقلت قد وفر الله لحيتك أبا الحر الأمر كما قلت للرسول في مخنث قبل بأربع وتدبر بثمان ابن بكير عن مالك بن هشام بن عروة عن أبيه أن مخنثا كان عند أم سلمة زوج النبي فقال لعبد الله بن أبي أمية ورسول الله يسمع أبا عبد الله إن فتتح الله لكم الطائف غدا فأنا أدلك على بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال رسول الله لا يدخل عليكن هؤلاء رجل من أهل الكوفة وابنة عمه الله أجل في قلبي وأعظم وضرب البعث على رجل من أهل الكوفة فخرج إلى أذربيجان فاقتاد جارية وفرسا وكان مملكا بابنة عمه فكتب إليها ليغيرها ألا أبلغوا أم البنين بأننا غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد بعيد مناط المنكبين إذا جرى وبيضاء كالتمثال زينها العقد فهذا لأيام العدو وهذه لحاجة نفسي حين ينصرف الجند فلما ورد كتابه قرأته وقالت يا غلام هات الدواة فكتبت إليه تجيبه ألا أقره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقل له غنينا ففيقوا بالغطارفة المرد بحمد أمير المؤمنين أقرهم شبابا وأغزاكم خوالف في الجند إذا شئت غناني غلام مرجل ونازعته من ماء معتصر الورد وإن شاء منهم ناشئ مد كفه إلى كبد ملساء أو كفل نهد فما كنتم تقضون من حاج أهلكم شهورا قضيناها على النأى والبعد فلما ورد كتابها لم يزد على أن ركب فرسه وأردف الجارية وألحق بها فكان أول شيء بدأ لها به السلام أن قال بالله هل كنت فاعلة قالت الله أجل في قلبي وأعظم وأنت في عيني أذل وأحقر من أن أعصى الله فيك فكيف ذقت طعم الغيرة فوهب لها الجارية وانصرف إلى بعثه معاوية وابن صوحان أ أى النساء أشهى إليك وقال معاوية لصعصعة بن صوحان أى النساء أشهى إليك قال المواتية لك فيما تهوى قال فأيهن أبغض إليك قال أبعدهن مما ترضى قال هذا النقد العاجل فقال صعصعة بالميزان العادل ب إنهن يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام وقال صعصعة لمعاوية يا أمير المؤمنين كيف ننسبك إلى العقل وقد غلب عليك نصف إنسان يريد غلبة امرأته فاختة بنت قرظة عليه فقال معاوية إنهن يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام جرير البجلي وابن الخطاب إن بين جوانحك لعلما وعن سفيان بن عيينة قال شكا جرير بن عبد الله البجلي إلى عمر بن الخطاب ما يلقى من النساء فقال لا عليك فإن التي عندي ربما خرجت من عندها فتقول إنما تريد أن تتصنع لقيان بني عدي فسمع كلامهما ابن مسعود فقال لا عليكما فإن إبراهيم الخليل شكا إلى ربه رداءة في خلق سارة فأوحى الله إليه أن البسها على مالم تر في دينها وصمة فقال عمر إن بين جوانحك لعلما الحجاج وابن القرية بم يكمل جمال المرأة وكتب الحجاج إلى ابن القرية أن اخطب على عبد الملك بن الحجاج امرأة جميلة من بعيد مليحة من قريب شريفة في قومها ذليلة في نفسها مواتية لبعلها فكتب إليه قد أصبتها لولا عظم ثدييها فكتب إليه لا يكمل حسن المرأة حتى يعظم ثدياها فتدفئ الضجيع وتروى الرضيع أبو العباس وابن صفوان أعجب النساء وقال أبو العباس أمير المؤمنين لخالد بن صفوان يا خالد إن الناس قد أكثروا في النساء فأيهن أعجب إليك قال أعجبهن يا أمير المؤمنين التي ليست بالضرع الصغير ولا الفانية الكبير وحسبك من جمالها أن تكون فخمة من بعيد مليحة من قريب أعلاها قضيب وأسفلها كثيب كانت في نعمة ثم أصابتها فاقة فأترفها الغنى وأدبها الفقر ابن صفوان وامرأة أريدها بكرا كثيب أو ثيبا كبكر ونظر خالد بن صفوان إلى جماعة في المسجد بالبصرة فقال ما هذه الجماعة قالوا على امرأة تدل على النساء فأتاها فقال لها ابغني امرأة قالت صفها لي قال أريدها بكرا كثيب أو ثيبا كبكر حلوة من قريب فخمة من بعيد كانت في نعمة فأصابتها فاقة فمعها أدب النعمة وذل الحاجة فإذ اجتمعنا كنا أهل دنيا وإذا افترقنا كنا أهل آخرة قالت لقد أصبتها لك قال وأين هي في الرفيق الأعلى من الجنة فاعمل لها لأعرابي في النساء أفضل النساء وسئل أعرابي في النساء وكان ذا تجربة وعلم بهن فقال أفضل النساء أطولهن إذا قامت وأعظمهن إذا قعدت وأصدقهن إذا قالت التي إذا غضبت حلمت وإذا ضحكت تبسمت وإذا صنعت شيئا جودت التي تطيع زوجها وتلتزم بيتها العزيزة في قومها الذليلة في نفسها الودود الولود وكل أمرها محمود غطفاني وعبد الملك أحسن النساء وقال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان صف لي أحسن النساء قال خذها يا أمير المؤمنين ملساء القدمين ردماء الكعبين مملوءة الساقين جماء الركبتين لفاء الفخذين مقرمدة الرفغين ناعمة الأليتين منيفة المأكمتين فعمة العضدين فخمة الذراعين رخصة الكفين ناهدة الثديين حمراء الخدين كحلاء العينين زجاء الحاجبين لمياء الشفتين بلجاء الجبين شماء العرنين شنباء الثغر حالكة الشعر غيداء العنق عيناء العينين مكسرة البطن ناتئة الركب فقال ويحك وأنى توجد هذه قال تجدها في خالص العرب أو في خالص الفرس أقوال في هذا المجال قال رجل لخاطب ابغني امرأة لا تؤنس جارا ولا توهن دارا وتثقب نارا يريد لا تدخل على الجيران ولا يدخل عليها الجيران ولا تغري بينهم بالشر وفي نحو هذا يقول الشاعر من الأوانس مثل الشمس لم يرها في ساحة الدار لا بعل ولا جار وقال الأعشى لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ولا ترى الشمس إلا دونها الكلل وقال آخر ابغني امرأة بيضاء مديدة فرعاء جعدة تقوم فلا يصيب قميصها منها إلا مشاشة منكبيها وحلمتي ثدييها ورانفتي أليتيها وقال الشاعر أبت الروادف والثدي لقمصها مس البطون وأن تمس ظهورا وإذا الرياح مع العشي تناوحت نبهن حاسدة وهجن غيورا ولآخر إذا انبطحت فوقي الأثافي رفعنها بثديين في نحر عريض وكعثب ونظر عمران بن حطان إلى امرأته وكانت من أجمل النساء وكان من أقبح الرجال فقال إني وإياك في الجنة إن شاء الله قالت له كيف ذاك قال إني أعطيت مثلك فشكرت وأعطيت مثلي فصبرت من أخبار عائشة بنت طلحة صان الله ذلك الوجه ونظر أبو هريرة إلى عائشة بنت طلحة فقال سبحان الله ما أحسن ما غذاك أهلك والله ما رأيت وجها أحسن منك إلا وجه معاوية على منبر رسول الله وكان معاوية من أحسن الناس وجها ونظر ابن أبي ذؤيب إلى عائشة بنت طلحة تطوف بالبيت فقال لها من أنت فقالت من اللاء لم يحججن يبغين حسبة ولكن ليقتلن البرىء المغفلا فقال لها صان الله ذلك الوجه عن النار فقيل له افتنتك أبا عبد الله قال لا ولكن الحسن مرحوم وقال يونس أخبرني محمد بن إسحاق قال دخلت على عائشة بنت طلحة فوجدتها متكئة ولو أن بختية نوخت خلفها ما ظهرت السرى بن إسماعيل عن الشعبي قال إني لفي المسجد نصف النهار إذ سمعت باب القصر يفتح فإذا بمصعب بن الزبير ومعه جماعة فقال يا شعبي اتبعني فاتبعته فأتى دار موسى بن طلحة فدخل مقصورة ثم دخل أخرى ثم قال يا شعبي اتبعني فإذا امرأة جالسة عليها من الحلى والجواهر ما لم أر مثله ولهي أحسن من الحلي الذي عليها فقال يا شعبي هذه ليلى التي يقوم فيها الشاعر وما زلت من ليلي لدن طر شاربي إلى اليوم أخفي حبها وأداجن وأحمل في ليلى لقوم ضغينة وتحمل في ليلى على الضغائن هذه عائشة ابنة طلحة فقالت له أما إذ جلوتني عليه فأحسن إليه فقال يا شعبي رح العشية إلى المسجد فرحت فقال يا شعبي ما ينبغي لمن جليت عليه عائشة بنت طلحة أن ينقص عن عشرة آلاف فأمر لي بها وبكسوة وقارورة غالية فقيل للشعبي في ذلك اليوم كيف الحال قال وكيف حال من صدر عن الأمير ببدرة وكسوة وقارورة غالية ورؤية وجه عائشة بنت طلحة أحسن ما وصفه واصف بنظم أو شعر زواج عمرو بن حجر من بنت عوف ما وراءك يا عصام وكان عمرو بن حجر ملك كندة وهو جد امرىء القيس أراد أن يتزوج ابنة عوف بن محلم الشيباني الذي يقال فيه لا حر بوادي عوف لإفراط عزه وهى أم إياس وكانت ذات جمال وكمال فوجه إليها امرأة يقال لها عصام لتنظر إليها وتمتحن ما بلغه عنها فدخلت على أمها أمامة بنت الحرث فأعلمتها ما قدمت له فأرسلت إلى ابنتها فقالت أى بنية هذه خالتك أتت إليك لتنظر إلى بعض شأنك فلا تستري عنها شيئا أرادت النظر إليه من وجه وخلق وناطقيها فيما استنطقتك فيه فدخلت عصام عليها فنظرت إلى ما لم تر عينها مثله قط بهجة وحسنا وجمالا وإذا هى أكمل الناس عقلا وأفصحهم لسانا فخرجت من عندها وهى تقول ترك الخداع من كشف القناع فذهبت مثلا ثم أقبلت إلى الحارث فقال لها ما وراءك يا عصام فأرسلها مثلا قالت صرح المخض عن الزبد فذهبت مثلا قال أخبريني قالت أخبرك حقا وصدقا رأيت جبهة كالمرآة الصقيلة يزينها شعر حالك كأذناب الخيل المضفورة إن أرسلته خلته السلاسل وإن مشطته قلت عنا قيد كرم جلاها الوابل ومع ذلك حاجبان كأنهما خطا بقلم أو سودا بحمم قد تقوسا على مثل عين العبهرة التي لم يرعها قانص ولم يذرها قسورة بينهما أنف كحد السيف المصقول لم يخنس به قصر ولم يمعن به طول حفت به وجنتان كالأرجوان في بياض محض كالجمان شق فيه فم كالخاتم لذيذ المبتسم فيه ثنايا غر ذوات أشر وأسنان كالدر وريق كالخمر له نشر الروض بالسحر ينقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان يقلبه به عقل وافر وجواب حاضر تلتقي دونه شفتان حمراوان كالورد يجلبان ريقا كالشهد تحت ذاك عنق كإبريق الفضة ركب في صدر تمثال دمية يتصل به عضدان ممتلئان لحما مكتنزان شحما وذراعان ليس فيهما عظم يحس ولا عرق يجس ركبت فيهما كفان دقيق قصبهما لين عصبهما تعقد إن شئت منهما الأنامل وتركب الفصوص في حفر المفاصل وقد تربع في صدرها حقان كأنهما رمانتان يخرقان عليها ثيابها من تحته بطن طوى كطى الطباطبى المدمجة كسى عكنا كالقراطيس المدرجة تحيط تلك العكن بسرة كمدهن العاج المجلو خلف ذلك ظهر كالجدول ينتهي إلى خصر لولا رحمة الله لا نخذل تحته كفل يقعدها إذا نهضت وينهضها إذا قعدت كأنه دعص رمل لبده سقوط الطل يحمله فخذان لفاوان كأنهما نضيد الجمان تحملان ساقان خدلجتان وشيتا بشعر أسود كأنه حلق الزردويحمل ذلك قدمان كحذو اللسان تبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما فأما ما سوى ذلك فتركت أن أصفه غير أنه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو شعر قال فأرسل إلى أبيها يخطبها فكان من أمرهما ما تقدم ذكره في صدر هذا الكتاب الفرزدق وأمة له وقال الفرزدق في أمته الزنجية يا رب خود بنات الزنج تنقل تنورا شديد الوهج أغير مثل القدح الخلنج يزداد طيبا بعد طول الهرج يعلى الهذلي وطلحة الطلحات أقدم أزوجك ابنتي واصنع بك ما أنت أهله وعن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال حدثنا الهذلي قال كنت بسجستان مع طلحة الطلحات فلم أر أحدا كان أسخى منه ولا أشرق نفسا فكتب إلي عمى من البصرة إني قد كبرت ومالي كثير وأكره أن أوكله غيرك فأقدم أزوجك ابنتي وأصنع بك ما أنت أهله قال فخرجت على بغلة لي تركية فأتيت البصرة في ثلاثين يوما ووافيته في صلاة العصر فوجدته قاعدا على دكانه فسلمت عليه فقال لي من أنت قلت ابن أخيك يعلى قال وأين ثقلك قلت تعجلت إليك حين أتاني كتابك وطربت نحوكم قال يا ابن أخي أتدري ما قالت العرب قلت لا قال قالت العرب شر الفتيان المفلس الطروب قال فقمت إلى بغلتي فأعددت سرجى عليها فما قال لى شيئا ثم قال إلى أين قلت إلى سجستان قال في كنف الله قال فخرجت فبت في الجسر ثم ذكرت أم طلحة فانصرفت أسأل عنها حتى أتيت منزلها وكان طلحة أبر الناس بها فقلت رسول طلحة فقالت ائذنوا له فدخلت فقالت ويحك كيف ابني قلت فما جاء بك قلت كيت وكيت قالت يا جارية ائتني بأربعة آلاف درهم ثم قالت ائت عمك فابتن بابنته ولك عندنا ما تحب قلت لا والله لا أعود إليه أبدا قالت يا جارية ائتني ببغلة رحالتي ثم قالت راوح بين هذه وبغلتك حتى تأتي سجستان قلت اكتبي بالوصاة بي والحالة التي استقبلتها فكتبت بوجعها التي كانت فيه وبعافية الله إياها وبالوصاة بي فلم تدع شيئا ثم دفعت حتى أتيت سجستان فأتيت باب طلحة وقلت للحاجب رسول صفية بنت الحرث وأنا عابس باسر فدخل فخرج متوحشا وخلفه وصيف يسعى بكرسي فقمت بين يديه فقال ويلك كيف أمي قلت بأحسن حالة قال انظر كيف تقول قلت هذا كتابها قال فعرف الشواهد والعلامات قلت اقرأ كتاب وصيتها قال ويحك ألم تأتني بسلامتها حسبك فأمر لي بخمسين ألف درهم وقال لحاجبه اكتبه في خاصة أهلي قال فوالله ما أتى على الحول حتى تم لي مائة ألف قال ابن عياش فقلت له هل لقيت عمك بعد ذلك قال لا والله ولا ألقاه أبدا السلاماني وقريب له ما كنت أظن أن امرأة تجترئ على مثل هذا الكلام وعن الهيثم بن عدى عن ابن عباس قال أخبرني موسى السلاماني مولى الحضرمي وكان أيسر تاجر بالبصرة قال بينا أنا جالس إذ دخل على غلام لي فقال هذا رجل من أهل أمك يستأذن عليك وكانت أمه مولاة لعبد الرحمن بن عوف فقلت ائذن له فدخل شاب حلو الوجه يعرف في هيئته أنه قرشي في طمرين فقلت من أنت يرحمك الله قال أنا عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري خال رسول الله قلت في الرحب والقرب ثم قلت يا غلام بره وأكرمه وألطفه وأدخله الحمام واكسه قميصا رقيقا ومبطنا قوهيا ورداء عمريا وحذونا له نعلين حضرميين فلما نظر الشاب في عطفيه وأعجبته نفسه قال يا هذا أبغني أشرف أيم بالبصرة أو أشرف بكر بها قلت يا ابن أخي معك مال قال أنا مال كما أنا قلت يا ابن أخي كف عن هذا قال انظر ما أقول لك قلت فإن أشرف أيم بالبصرة هند ابنة أبي صفرة أخت عشرة وعمة عشرة وحالها في قومها حالها وأشرف بكر بالبصرة الملاة بنت زرارة بن أوفى الجرشي قاضى البصرة قال اخطبها على قلت يا هذا إن أباها قاضى البصرة قال انطلق بنا إليه فانطلقنا إلى المسجد فتقدم فجلس إلى القاضى فقال له من أنت يا ابن أخى قال له عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف خال رسول الله قال مرحبا بك ما حاجتك قال جئت خاطبا قال ومن ذكرت قال الملاة ابنتك قال يا ابن أخي ما بها عنك رغبة ولكنها امرأة يفتات عليها في أمرها فاخطبها إلى نفسها فقام إلي فقلت ما صنعت قال قال كذا وكذا قلت ارجع بنا ولا تخطبها قال اذهب بنا إليها فدخلنا دار زرارة فإذا دار فيها مقاصير فاستأذنا على أمها فلقيتنا بمثل كلام الشيخ ثم قالت وها هي في تلك الحجرة قلت له لا تأتها قال أليست بكرا قلت بلى قال ادخل بنا إليها فاستأذنا فأذنت لنا فوجدناها جالسة وعليها ثوب قوهى رقيق معصفر تحته سراويل يرى منها بياض جسدها ومرط قد جمعته على فخذيها ومصحف على كرسى بين يديها فأشرجت المصحف ثم نحته فسلمنا فردت ثم رحبت بنا ثم قالت من أنت قال أنا عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري خال رسول الله ومد بها صوته قالت يا هذا إنما يمد هذا الصوت للساسانيين قال موسى فدخل بعضى في بعض ثم قالت جئت خاطبا قالت ومن ذكرت قال ذكرتك قالت مرحبا بك يا أخا أهل الحجاز ما الذي بيدك قال لنا سهمان بخيبر أعطاناهما رسول الله ومد بها صوته وعين بمصر وعين باليمامة ومال باليمن قالت يا هذا كل هذا عنا غائب ولكن ما الذى يحصل بأيدينا منك فإني أظنك تريد أن تجعلني كشاة عكرمة أتدرى من عكرمة قال لا قالت عكرمة بن ربعى فإنه نشأ بالسواد ثم انتقل إلى البصرة وقد تغذى باللبن فقال لزوجته اشترى لنا شاة نحلبها وتصنعين لنا من لبنها شرابا وكامخا ففعلت وكانت عندهم الشاة إلى أن استحرمت فقالت يا جارية خذى بأذن الشاة وانطلقى بها إلى التياس فانزى عليها ففعلت فقال التياس آخذ منك على النزوة درهما فانصرفت إلى سيدتها فأعلمها فقالت إنما رأينا من يرحم ويعطى وأما من يرحم ويأخذ فلم نره ولكن يا أخا أهل المدينة أردت أن تجعلني كشاة عكرمة فلما خرجنا قلت له ما كان أغناك عن هذا قال ما كنت أظن أن امرأة تجترىء على مثل هذا الكلام ابن علفة وعبد الملك جنبنى هجناء ولدك وعن الأصمعى قال كان عقيل بن علفة المرى غيورا فخورا وكان يصهر إليه خلفاء بني أمية فخطب إليه عبد الملك بن مروان ابنته لبعض ولده فقال جنبني هجناء ولدك ابن علفة وأولاده وما يدريك ما نعت الخمر وكان إذا خرج يمتار خرج بابنته الجرباء معه فخرج مرة فنزلوا ديرا من أديرة الشام يقال له دير سعد فلما ارتحلوا قال عقيل قضيت وطرا من دير سعد وربما علا عرض ناطحنه الجماجم ثم قال لابنه أجز يا عميس فقال فأصبحن بالموماة يحملن فتية نشاوى من الإدلاج ميل العمائم ثم قال لابنته يا جرباء أجيزي فقالت كأن الرى أسقاهم صر خدية عقارا تمشت في المطا والقوائم فقال لها وما يدريك أنت ما نعت الخمر ثم سل السيف ونهض إليها فاستغاثت بأخيها عميس فانتزعه بسهم فأصاب فخذه فبرك ومضوا وتركوه حتى إذا بلغوا أدنى المياه قال لهم إنا أسقطنا جزورا لنا فأدركوه وخذوا معكم الماء ففعلوا وإذا عقيل بارك وهو يقول إن بنى زملونى بالدم من يلق أبطال الرجال يكلم ومن يكن درء به يقوم شنشنة أعرفها من أخزم الشنشنة الطبيعة وأخزم فحل كريم وهذا مثل للعرب عبد الملك وابنة عبد الرحمن والله لا تزوجنى أبو الذباب الشيبانى عن عوانة قال خطب عبد الملك بن مروان ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فأبت أن تتزوجه وقالت والله لا تزوجنى أبو الذباب فتزوجها يحيى بن الحكم فقال عبد الملك والله لقد تزوجت أفوه أشوه فقال يحيى أما إنها أحبت منى ما كرهت منك وكان عبد الملك ردىء الفم يدمى فيقع عليه الذباب فسمى أبا الذباب أخت أبى سفيان إن عقيلا كان مع الأحبة وعن العتبى قال خطب قريبة ابنة حرب أخت أبى سفيان بن حرب أربعة عشر رجلا من أهل بدر فأبتهم وتزوجت عقيل بن أبى طالب قالت إن عقيلا كان مع الأحبة يوم قتلوا وإن هؤلاء كانوا عليهم ولاحته يوما فقالت يا عقيل أين أخوالى أين أعمامى كأن أعناقهم أباريق الفضة قال لها إذا دخلت النار فخذى على يسارك زياد وسعيد بن العاص في ابنته كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى وكتب زياد إلى سعيد بن العاص يخطب إليه ابنته وبعث إليه بمال كثير وهدايا فلما قرأ الكتاب أمر حاجبه بقبض المال والهدايا وأن يقسمها بين جلسائه فقال الحاجب إنها أكثر من ظنك قال سعيد أنا أكثر منها ثم وقع إلى زياد في أسفل كتابه كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى الحسن ورجل يزوج ابنته زوجها ممن يتقى الله وقال رجل للحسن إن لى بنية فمن ترى أن أزوجها قال زوجها ممن يتقى الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وصلك الله يا أمير الؤمنين وقال عبد الملك بن مروان لعمر بن عبد العزيز قد زوجك أمير المؤمنين ابنته فاطمة فقال عمر وصلك الله يا أمير المؤمنين فقد كفيت المسألة وأجزلت في العطية الحسن يستشار اليسار يسار العقل والدين قيل للحسن فلان خطب إلينا فلانة قال أهو موسر من عقل ودين قالوا نعم قال فزوجوه حيوة بن شريح تزوج بعشرة وأبق تسعين قال رجل لحيوة بن شريح إنى أريد أن أتزوج فماذا ترى قال كم من المهر قال مائة قال فلا تفعل تزوج بعشرة وأبق تسعين فإن وافقتك ربحت التسعين وإن لم توافقك تزوجت عشرا فلا بد فى عشرة نسوة من واحدة توافقك هبنقة القيسى وراغب فى الزواج البكر لك والثيب عليك وقال رجل أردت النكاح فقلت لأستشيرن أول من يطلع على ثم أعمل برأيه فكان أول من طلع هبنقة القيسى وتحته قصبة فقلت له أريد النكاح فما تشير به على قال البكر لك والثيب عليك وذات الولد لا تقربها واحذر جوادى لا ينفحك مكثر ومقل فى الزواج زلقة من غير ماء وعن الأصمعى قال أخبرني رجل من بني العنبر عن رجل من أصحابه وكان مقلا فخطب إليه مكثر من مال مقل من عقل فشاور فيه رجلا يقال له أبو يزيد فقال لا تفعل ولا تزوج إلا عاقلا دينا فإنه إن لم يكرمها لم يظلمها ثم شاور رجلا آخر يقال له أبو العلاء فقال له زوجه فإن ماله لها وحمقه على نفسه فزوجه فرأى منه ما يكره فى نفسه وأنشده فقال ألهفى إذ عصيت أبا يزيد ولهفى إذ أطعت أبا العلاء وكانت هفوة من غير ريح وكانت زلقة من غير ماء زواج معبد بن خالد قالت أنا أسدة من بنى أسد فخرجت ولم اعد المفضل بن محمد الضبى قال أخبرنى مسعر بن كدام عن معبد ابن خالد الجدلى قال خطبت امرأة من بنى أسد فى زمن زياد وكان النساء يجلسن لخطابهن قال فجئت لا نظر إليها وكان بينى وبينها رواق فدعت بجفنة عظيمة من الثريد مكللة باللحم فأتت على آخرها وألقت العظام نقية ثم دعت بشن عظيم مملوءة لبنا فشربته حتى أكفأته على وجهه وقالت يا جارية ارفعى السجف فإذا هى جالسة على جلد أسد وإذا شابة جميلة فقالت يا عبد الله أنا أسدة من بنى أسد وعلى جلد أسد وهذا طعامي وشرابي فعلام ترانى فإن أحببت أن تتقدم فتقدم وإن أحببت أن تتأخر فتأخر فقلت أستخير الله فى أمرى وأنظر قال فخرجت ولم أعد الباب الثاني لطائف من أخبار النساء وطرائف من حياتهن قال الشاعر العربى والليالي من الزمان حبالى يلدن كل عجيب وأعجب العجب ما يرويه ابن عبد ربه عن النساء من لطائف وطرائف فتعال نستمع معا ببعض ما تضمنته كتب التراث وجمعه لنا ابن عبد ربه فى موسوعته الكبرى العقد الفريد وكشفت لنا عنه الأيام والليالى من أخبار النساء وعلى الغانيات جر الذيول لابن أبى ربيعة فى مقتل زوجة المختار لما قتل مصعب بن الزبير ابنة النعمان بن بشير الأنصارية زوجة المختار بن أبى عبيد أنكر الناس ذلك عليه وأعظموه لأنه أتى بما نهى رسول الله عنه فى نساء المشركين فقال عمر بن ابى ربيعة إن أعظم الكبائر عندي قتل حسناء غادة عطبول قتلت باطلا على غير ذنب إن لله درها من قتيل كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول الخوارج وامرأة أرادوا قتلها من ينشأ فى الحلية ولما خرجت الخوارج بالأهواز أخذوا امرأة فهموا بقتلها فقالت لهم أتقتلون من ينشأ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين فأمسكوا عنها جارية لأمية وراغب فى زواجها أنت أسد فاطلب لنفسك لبؤة قال وحدثنا بعض أصحابنا أن جارية لأمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد ذات ظرف وجمال مرت برجل من بني سعد وكان شجاعا فارسا فلما رآها قال طوبى لمن كانت له امرأة مثلك ثم إنه أتبعها رسولا يسألها ألها زوج ويذكره لها فقالت للرسول ما حرفته فأبلغه الرسول قولها فقال ارجع إليها فقل لها وسائلة ما حرفتى قلت حرفتى مقارعة الأبطال فى كل شارق إذا عرضت لى الخيل يوما رأيتنى أمام رعيل الخيل أحمى حقائقى وأصبر نفسى حين لاحر صابر على ألم البيض الرقاق البوارق فأنشدها الرسول ما قال فقالت له ارجع إليه وقل له أنت أسد فاطلب لنفسك لبؤة فلست من نسائك وأنشدت هذه الأبيات ألا إنما أبغى جوادا بماله كريما محياه قليل الصدائق فتى همه مذكان خود كريمة يعانقها بالليل فوق النمارق ويشربها صرفا كميتا مدامة نداماه فيها كل خرق موافق المغيرة وغلام حارثي لا خير لك فيها وعن الشعبي قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول ما غلبني أحد قط إلا غلام من بنى الحارث بن كعب وذلك أننى خطبت امرأة من بنى الحارث وعندى شاب منهم فأصغى إلى فقال أيها الأمير لا خير لك فيها قلت يابن أخى ومالها قال إنى رأيت رجلا يقبلها قال فبرئت منها فبلغنى أن الفتى تزوجها قلت ألم تخبرنى أنك رأيت رجلا يقبلها قال بلى رأيت أباها يقبلها أبو سعيد وابن سيرين فى الزواج لا تتزوج امرأة تنظر فى يدها أبو سعيد قال صحبت ابن سيرين عشرين سنة فقال لى يوما يا أبا سعيد إن تزوجت فلا تتزوج امرأة تنظر فى يدها ولكن تزوج امرأة تنظر فى يدك ما الحب إلا للحبيب الأول بين جارتين يحيى بن عبد العزيز عن محمد بن الحكم عن الشافعي قال تزوج رجل من الاعراب امرأة جديدة على امرأة قديمة وكانت جارية الجديدة تمر على باب القديمة فتقول وما يستوى الرجلان رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلت ثم مرت بعد أيام فقالت وما يستوى الثوبان ثوب به البلى وثوب بأيدى البائعين جديد فخرجت إليها جارية القديمة فقالت نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما القلب إلا للحبيب الأول كم منزل فى الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل أعرابى وولى امرأة الأصمعي قال أخبرني أعرابي فقال خطب منا رجل مغموز امرأة مغموزة فزوجوه فقال رجل لولى المرأة تعمم لكم فلان فزوجتموه فقالوا ما تعمم لنا حتى تبرقعنا له لأعرابية تنصح بنات عمها أبو حاتم عن الأصمعي قال قالت أعرابية لبنات عم لها السعيدة منكن من يتزوجها ابن عمها فيمهرها بتيسين وكلبين وعيرين ورحيين فينب التيسان وينهق العيران وينبح الكلبان وتدور الرحيان فيعج الوادى والشقية منكن من يتزوجها الحضرمي فيكسوها الحرير ويطعمها الخمير ويحملها ليلة الزفاف على عود تعنى سرجها الأصمعى قال سمعت أعرابيا يشار امرأته فقالت لها أخته أما والله أيام شرخه إذ كان ينكتك كما ينكت العظم عن مخه لقد كنت له تبوعا ومنه مسموعا فلما لان منه ما كان شديدا وأخلق ماكان جديدا تغيرت له أما والله لئن تغير منه البعض لقد تغير منك الكل لأعرابى فى زوجته وقيل لأعرابى كيف حبك لزوجتك قال ربما كنت معها على الفراش فمدت يدها إلى صدرى فوددت والله أن آجره خرت من السقف فقدت يدها وضلعين من أضلاع صدرى ثم أنشأ يقول لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتى ولكن قرين السوء باق معمر فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلا وعذبها فيه نكير ومنكر لآخر في مثله وتزوج أعرابى امرأة فطالت فى صحبتها له فتغير لها وقد طعنت فى السن فقالت له ألم تكن ترضى إذا غضبت وتعبت إذا عتبت وتشفق إذا أبيت فما بالك الآن قال ذهب الذى كان يصلح بيننا الأصمعي وأعرابى طلق زوجته الأصمعى قال كنت أختلف إلى أعرابى أقتبس منه الغريب فكنت إذا استأذنت عليه يقول يا أمامة إيذنى لي فتقول ادخل فاستأذنت عليه مرارا فلم أسمعه يذكر أمامة فقلت له يرحمك الله ما أسمعك تذكر أمامة منذ حين قال فوجم وجمة ندمت على ما كان منى ثم قال ظعنت أمامة بالطلاق ونجوت من غل الوثاق بانت فلم يألم لها قل بى ولم تدمع مآقى ودواء مالا تشت تهيه النفس تعجيل الفراق والعيش ليس بطيب ب ين اثنين فى غير اتفاق لو لم أرح بفراقها لأرحت نفسى بالإباق لأعرابى طلق امرأته الأصمعى قال تزوج أعرابى امرأة فآذنته وافتدى منها بحمار وجبة فقدم عليه ابن عم لها من البادية فسأله عنها فقال خطت إلى الشيطان للحين بنته فأدخلها من شقوتى فى حباليا فأنقذنى منها حمارى وجبتى جزى الله خيرا جبتى وحماريا لأعرابي بين يدى زياد الأصمعى قال خاصم أعرابى امرأته إلى زياد فشدد على الأعرابى فقال أصلح الله الأمير إن خير الرجل آخره يذهب جهله ويثوب حلمه ويجتمع رأيه وإن شر عمر المرأة آخره يسوء خلقها ويحد لسانها وتعقم رحمها قال له صدقت اسفع بيدها لبعض الأعراب فى مثله قال وذكرت أعرابية زوجها وكان شيخا فقالت ذهب ذفره وبقى بخره وفتر الأصمعي قال كان أعرابي قبيح طويل خطب امرأة فقيل له أى ضرب تريدها قال أريدها قصيرة جميلة فيأتي ولدها فى جمالها وطولى فتزوجها على تلك الصفة فجاء ولدها فى قصرها وقبحه قدم أعرابى من طيء فاحتلب لبنا ثم قعد مع زوجته ينتجعان فقالت له من أنعم عيشا نحن أم بنو مروان قال لها بنو مروان أطيب منا طعاما إلا أنا أردأ منهم كسوة وهم أظهر منا نهارا إلا نحن أظهر منهم ليلا لا تفعلى فإنه وكلة تكلة الأصمعي قال خاصم أعرابى امرأته إلى السلطان فقيل له ما صنعت قال خيرا كبها الله لوجهها ولو أمر بى إلى السجن الأصمعى قال استشارت أعرابية فى رجل تتزوجه فقيل لها لا تفعلى فإنه وكلة تكلة يأكل خلله أى يأكل ما يخرج من بين أسنانه إذا تخلل قال أبو حاتم هو الخلالة ووكلة تكلة أى يكل أمره إلى الناس ويتكل عليهم يوم عتاب ويوم اكتئاب العتبى قال خطب إلى أعرابى رجل موسر إحدى ابنتيه وكان للخاطب امرأة فقالت الكبرى لا أريده قال أبوها ولم قالت يوم عتاب ويوم اكتئاب يبلى فيما بين ذلك الشباب قالت الصغرى زوجنيه قال لها على ما سمعت من أختك قالت نعم يوم تزين ويوم تسمن وقد تقر فيما بين ذلك الأعين لأعرابية ترقص طفلا الأصمعي قال رأيت امرأة ترقص طفلا لها وتقول أحبه حب الشحيح ماله قد كان ذاق الفقر ثم ناله إذا أراد بذله بدا له أقوال وتعليقات وطرائف أقوال ذكر عند مالك بن أنس الباه فقال هو نور وجهك ومخ ساقيك فأقل منه أو أكثر وقال معاوية ما رأيت نهما فى النساء إلا عرفت ذلك فى وجهه وقال كسرى كنت أراني إذا كبرت أنهن لا يحببننى فإذا أنا لا أحبهن وأنشد الرياشى لأعرابى من بنى أسد تمنيت لو عاد شرخ الشباب ومن ذا على الدهر يعطى المنى وكنت مكينا لدى الغانيات فلا شيء عندي لها ممكنا فأما الحسان فيأبيننى وأما القباح فآبى أنا ودخل عيسى بن موسى على جارية فلم يقدر على شيء فقال النفس تطمح والأسباب عاجزة والنفس تهلك بين اليأس والطمع وقالوا من قل جماعة فهو أصح بدنا وأطول عمرا ويعتبرون ذلك بذكر الحيوان وذلك أنه ليس فى الحيوان أطول عمرا من البغل ولا أقل عمرا من العصافير وهى أكثر سفادا تعليقات ما احسن والله ما أقبل خاطب يزكيه وسيط أبو الحسن المدائني قال خطب رجل من بنى كلاب امرأة فقالت أمها دعنى حتى أسأل عنك فانصرف الرجل فسأل عن أكرم الحى عليها فدل على شيخ منهم كان يحسن التوسط فى الأمر فأتاه يسأله أن يحسن عليه الثناء وانتسب له فعرفه ثم إن العجوز غدت عليه فسألته عن الرجل فقال أنا أعرف الناس به فقالت فكيف لسانه قال مدره قومه وخطيبهم قالت فكيف شجاعته قال منيع الجار حامي الذمار قالت فكيف حماسته قال ثمال قومه وربيعهم وأقبل الفتى فقال الشيخ ما أحسن والله ما أقبل ما انثنى ولا انحنى ودنا الفتى فسلم فقال ما أحسن والله ما سلم ما جأر ولا خار ثم جلس فقال ما أحسن والله ما جلس مادنا ولا نأى وذهب الفتى ليتحرك فضرط فقال الشيخ ما أحسن والله ما ضرط ما أطنها ولا أغنها ولا بربرها ولا قرقرها ونهض الفتى خجلا فقال ما أحسن والله ما نهض ما انفتل ولا انخذل وأسرع الفتى فقال ما أحسن والله ما خطا ما ازور ولا اقطوطى فقالت العجوز حسبك يا هذا وجه إليه من يرده فوالله لو سلح فى ثيابه لزوجناه الزبير بن بكار آخذ من دنا منى قال جاءت امراة إلى ابن الزبير تستعدى على زوجها وتزعم أنه يصيب جاريتها فأمر به فأحضر فسأله عما ادعت فقال هى سوداء وجاريتها سوداء وفي بصري ضعف ويضرب الليل برواقه فأنا آخذ من دنا منى شهادة أعرابى أرأيته واستشهد أعرابى على رجل وامرأة زنيا فقيل له أرأيته داخلا وخارجا كالمرود فى المكحلة فقال والله لو كنت جلدة استها ما رأيته من طرائف الأعراب ما ترى يا ربنا فيما ترى الأصمعى قال اصابت الأعراب مجاعة فمررت برجل منهم قاعد مع زوجته بقارعة الطريق وهو يقول يا رب إني قاعد كما ترى وزوجتي قاعدة كما ترى ترى فما ترى يا ربنا فيما ترى يا ليتنى كنت صبيا مرضعا ونظر أعرابي إلى امرأة حسناء جميلة تسمى ذلفاء ومعها صبى يبكى وكلما بكى قبلته فأنشأ يقول يا ليتنى كنت صبيا مرضعا تحملنى الذلفاء حولا أكتعا إذا بكيت قبلتنى أربعا فلا أزال الدهر أبكى أجمعا الباب الثالث النساء المنجبات وأبناء السرارى والإماء قال شاعرنا نعم الإله على العباد كثيرة وأجهلهن نجابة الأولاد فأي النساء أنجب وأي الأبناء أفضل أولاد الحرائر أم أبناء السرارى والإماء وماذا قيل في الهجناء والأدعياء ذاك ما يحدثنا عنه الفقيه ابن عبد ربه $ بين يدى هذا الباب للمحقق السرارى والإماء
Shafi 89
قد تتراءى لعيوننا أكثر من علامات استفهام حول السرارى والإماء وربما يقول قائل أليس في تعدد الزوجات ما فيه الكفاية
ويقول الأستاذ العقاد في كتابه المرأة في القرآن
لقد شرع الإسلام العتق ولم يشرع الرق فلم يكن للعتقن أثر في شرائع الحضارات التى سبقت ظهور الإسلام
أما الرق فقد كان معروفا معترفا به في كل حضارة قديمة
فلما ظهر الإسلام جاء بالعتق ولم يجيء بالرق وسبق التطور الدولى إلى تقرير فك الأسرى عند الأعداء وتقرير المن بتسريح الأسرى عنده
والنساء المملوكات أقدم في التاريخ من الرجال المملوكين وتعتبر قضية الإماء والسرارى جزءا من قضية الرق على عمومه لولا أن المرأة المستعبدة تنفرد بمشكلاتها فإن كان العتق برا كبيرا بالإنسان الذي سلبت حريته وهانت على الناس كرامته فإن العتق لا يؤول بالجارية إلى حرية تغبط ععليها وهي بلا عائل ولا زوج وربما نقلها العتق من العبودية لسيد واحد إلى العبودية لكل سيد تأوى إليه
Shafi 91
وقد نظرت شريعة الإسلام إلى الفارق بين الرجل والمرأة في أمر العتق فعملت على نقل النساء المملوكات من رابطة العبودية إلى رابطة الزوجية وأمرت المسلمين بتزويجهن والبر بهن
ﵟوأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضلهﵞ
ﵟفإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكمﵞ
وفضلت الزواج بالجارية المملوكة على الزواج بسليلة البيوت من المشركات ولو حسن مرآها في العين
ﵟولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكمﵞ
وفرضت لهن حقوقا كما فرضت للأزواج
ﵟقد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهمﵞ
وجعلت أصحاب المال ومن يملكونهم سواء فيما عندهم من رزق الله
ﵟفما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواءﵞ
وحرص الإسلام على البر بهن في عواطفهن وإحساسهن كما حرص على البر بهن في أرزاقهن ومعيشتهن فكان عليه الصلاة والسلام ينهى المسلم أن يقول عبدى وأمتى وإنما يقول فتاى وفتاتى كما يتحدث عن أبنائه
وكان وصيته بالصلاة والرقيق من آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى
وارتفع الإسلام بأتباعه إلى منزلة من الإنصاف للرقيق والرفق به لم تبلغها الإنسانية بآدابها وقوانينها ودساتيرها وأنظمتها بعد أكثر من ألف سنة
Shafi 92
ومما له دلالته في هذا الصدد أن ارتفاع المهانة عن المماليك في العالم الإسلامي مكنهم غير مرة من إقامة الدول وارتقاء المناصب وولاية الوزارة والقيادة ومصاهرة البيوتات من أصحاب الملك والإمارة وإليك ما جاء في العقد الفريد عن السراري والإماء المنجبات من النساء أنجب النساء قالوا أنجب النساء الفروك وذلك أن الرجل يغلبها على الشبق لزهدها فى الرجل أبو حاتم عن الأصمعى قال النجيبة التى تنزع بالولد إلى أكرم العرقين وقال عمر بن الخطاب يا بنى السائب إنكم قد أضويتم فانكحوا في النزائع وقالت العرب بنات العم أصبر والغرائب أنجب والعرب تقول اغتربوا لا تضووا أى انكحوا فى الغرائب فإن القرائب يضوين البنين وقالوا إذا أردت أن يصلب ولد المرأة فأغضبها ثم قع عليها وكذلك الفزعة وقال الشاعر ممن حملن وهن عواقد حبك النطاق فشب غير مهبل حملت به فى ليلة مزءودة كرها وعقد نطاقها لم يحلل قالت أم تأبط شرا والله ما حملته تضعا ولا وضعا ولا وضعته يتنا ولا أرضعته غيلا ولا أنمته مئقا ومن أمثال العرب أنا مئق وأنت تئق فمتى نتفق إبراهيم عليه السلام وهاجر تسرى الخليل عليه الصلاة والسلام بهاجر فولدت له إسماعيل عليه السلام محمد عليه الصلاة والسلام ومارية ثم صفية وتسرى النبي عليه الصلاة والسلام مارية القبطية فولدت له إبراهيم أبى اسحاق وجدى إبراهيم ولما صارت إليه صفية بنت حيي كان أزواجه يعيرنها باليهودية فشكت ذلك إليه فقال لها أما إنك لو شئت لقلت فصدقت وصدقت أبى إسحاق وجدى إبراهيم وعمى إسماعيل وأخى يوسف هشام وزيد بن على لا يعلم الغيب إلا الله ودخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فقال له هشام بلغنى أنك تحدث نفسك بالخلافة ولا تصلح لها لأنك ابن أمة فقال له أما قولك إنى أحدث نفسى بالخلافة فلا يعلم الغيب إلا الله وأما قولك إنى ابن أمة فإسماعيل ابن أمة أخرج الله من صلبه خير البشر محمدا وإسحاق ابن حرة أخرج الله من صلبه القردة والخنازير الرغبة في السراري أبناء الإماء يتفوقون قال الأصمعى وكان أكثر أهل المدينة يكرهون الإماء حتى نشأ منهم على بن الحسين والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر ففاقوا أهل المدينة فقها وعلما وورعا فرغب الناس في السراري عبد الملك وابن الحسين فى جارية تزوجها لا عار على مسلم وتزوج على بن الحسين جارية له وأعتقها فبلغ ذلك عبد الملك فكتب إليه يؤنبه فكتب إليه على إن الله رفع بالإسلام الخسيسة وأتم به النقيصة وأكرم به من اللؤم فلا عار على مسلم وهذا رسول الله قد تزوج أمته وامرأة عبده فقال عبد الملك إن علي بن الحسين يشرف من حيث يتضع الناس أقوال وتجارب عجبى وقال بعضهم عجبت لمن لبس القصير كيف يلبس الطويل ولمن أحفى شاربه كيف أعفاه وعجبا لمن عرف الإماء كيف يقدم على الحرائر وقال الشاعر أمهات القوم أوعية لا تشتمن امرءا في أن تكون له أم من الروم أو سوداء عجماء فإنما أمهات القوم أوعية مستودعات وللأحساب آباء وقالوا شتان ما بينهما الأمة تشتري بالعين وترد بالعيب والحرة غل في عنق من صارت إليه الهجناء للعرب والفرس أسماء ومسميات العرب تسمي العجمي إذا أسلم المسلماني ومنه يقال مسالمة السواد والهجين عندهم الذي أبوه عربي وأمه أعجمية والممذرع الذي أمه عربية وأبوه أعجمي وقال الفرزدق إذا باهلي أنجبت حنظلية له ولدا منها فذاك المذرع والعجمي النصراني ونحوه وإن كان فصيحا والأعجمي الأخرس اللسان وإن كان مسلما ومنه قيل زياد الأعجم وكان في لسانه لكنة والفرس تسمى الهجين دوشن والعبد واش ونجاش ومن تزوج أمة نفاش وهو الذي يكون العبد دونه وسمى أيضا بوركان والعرب تسمى العبد الذي لا يخدم إلا مادامت عليه عين مولاه عبد العين وكان العرب فى الجاهلية لا تورث الهجين وكانت الفرس تطرح الهجين ولا تعده ولو وجدوا أما أمة على رأس ثلاثين أما ما أفلح ولدها عندهم ولا كان آزاد ولا كان بيده مزاد والآزاد عندهم الحر والمزاد الريحان وقال ابن الزبير لعبد الرحمن بن أم الحكم إذا قيل له من أبوك قال أمى الفرس تبغلت لما أتيت بلادهم وفي أرضنا أنت الهمام القلمس ألست ببغل أمه عربية أبوه حمار أدبر الظهر ينخس وشبه المذرع بالبغل إذا قيل له من أبوك قال أمى الفرس مما احتج به الهجناء سيف أبيك زوجه ومما احتج به الهجناء أن النبي زوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب من المقداد بن الأسود وزوج خالدة بنت أبي لهب من عثمان بن أبي العاص الثقفي وبذلك احتج عبد الله بن جعفر إذ زوج ابنته زينب من الحجاج بن يوسف فعيره الوليد بن عبد الملك فقال عبد الله بن جعفر سيف أبيك زوجه والله ما فديت بها إلا خيط رقبتى وأخرى أن النبي قد زوج ضباعة من المقداد وخالدة من عثمان بن أبي العاص ففيه قدوة وأسوة وزوج أبو سفيان أم الحكم بالطائف في ثقيف وقال لهذم الكاتب في عبد الله بن الأهتم وسأله فحرمه وما بنو الأهتم إلا كالرحم لا شيء إلا أنهم لحم ودم جاءت به جذام من أرض العجم أهتم سلاح على ظهر القدم مقابل في اللؤم من خال وعم بنو أمية وأولاد الأماء وكانت بنو أمية لا تستخلف بنى الإماء وقالوا لا تصلح لهم العرب لا يستويان زياد بن يحيى قال حدثنا جبلة بن عبد الملك قالوا سابق عبد الملك بن سليمان ومسلمة فسبق سليمان مسلمة فقال عبد الملك ألم أنهكم أن تحملوا هجناءكم على خيلكم يوم الرهان فتدرك وما يستوى المرءان هذا ابن حرة وهذا ابن أخرى ظهرها متشرك وتضعف عضداه ويقصر سوطه وتقصر رجلاه فلا يتحرك وأدركه خالاته فنزعنه ألا إن عرق السوء لا بد يدرك ثم أقبل عبد امللك على مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال أتدري من يقول هذا قال لا أدري قال يقوله أخوك الشني قال مسلمة يا أمير المؤمنين ما هكذا قال حاتم الطائي قال عبد الملك وماذا قال حاتم الطائي فقال مسلمة قال حاتم وما أنكحونا طائعين بناتهم ولكن خطبناها بأسيافنا قسرا فما زادها فينا السباء مذلة ولا كلفت خبزا ولا طبخت قدرا ولكن خلطناها بخير نسائنا فجات بهم بيضا وجوههم زهرا وكائن ترى فينا من ابن سبية إذا لقى الأبطال يطعنهم شزرا ويأخذ رايات الطعان بكفه فيوردها بيضا ويصدرها حمرا أغر إذا اغبر اللثام رأيته إذا ما سرى ليل الدجى قمرا بدرا فقال عبد الملك كالمستحي وما شر الثلاثة أم عمرو بصاحبك الذى لا تصبحينا بنو أمية في أولاد الأمهات لماذا قال الأصمعي كانت بنو أمية لا تبايع لبنى أمهات الأولاد فكان الناس يرون أن ذلك لاستهانة بهم ولم يكن لذلك ولكن لما كانوا يرون أن زوال ملكهم على يد ابن أم ولد فلما ولى الناقص ظن الناس أنه الذى يذهب ملك بنى أمية على يديه وكانت أمه بنت يزدجرد بن كسرى فلم يلبث إلا سبعة أشهر حتى مات ووثب مكانه مروان بن محمد وأمه كردية فكانت الرواية عليه ولم يكن لعبد الملك ابن أسد رأيا ولا أذكى عقلا ولا أشجع قلبا ولا أسمح نفسا ولا أسخى كفا من مسلمة وإنما تركوه لهذا المعنى شيء عن يحيى بن أبي حفصة كان يهوديا فأسلم وكان يحي بن أبي حفصة أخو مروان بن أبي حفصة يهوديا أسلم على يد عثمان بن عفان فكثر ماله فتزوج خولة بنت مقاتل بن قيس بن عاصم ونقدها خمسين ألفا ويقول فيه القلاخ نبئت خولة قالت حين أنكحها لطالما كنت منك العار أنتظر أنكحت عبدين ترجو فضل مالهما في فيك مما رجوت التراب والحجر لله در جياد أنت سائسها برذنتها وبها التحجيل والغرر فقال مقاتل يرد عليه وما تركت خمسون ألفا لقائل عليك فلا تحفل مقالة لائم فإن قلتم زوجت مولى فقد مضت به سنة قبلي وحب الدراهم ويقال إن غيره قال ذلك الأدعياء زياد بن عبيد أخاف هذا الجالس على المنبر أول دعي كان في الإسلام واشتهر زياد بن عبيد دعى معاوية وكان من قصته أنه وجهه بعض عمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على العراق إلى عمر بفتح كان فلما قدم وأخبر عمر بالفتح في أحسن بيان وأفصح لسان قال له عمر أتقدر على مثل هذا الكلام في جماعة الناس على المنبر قال نعم وعلى أحسن منه وأنا لك أهيب فأمر عمر بالصلاة جامعة فاجتمع الناس ثم قال لزياد قم فاخطب وقص على الناس ما فتح الله على إخوانهم المسلمين ففعل وأحسن وجود وعند أصل المنبر على بن أبي طالب وأبو سفيان بن حرب فقال أبو سفيان لعلي أيعجبك من سمعت من هذا الفتى قال نعم قال أما إنه ابن عمك قال فكيف ذلك قال أنا قذفته في رحم أمه سمية قال فما يمنعك أن تدعيه قال أخاف هذا الجالس على المنبر يعني عمر أن يفسد على إهابي فلما ولى معاوية استلحقه بهذا الحديث وأقام له شهودا عليه فلما شهد الشهود قام زياد على أعقابهم خطيبا فحمد الله وأثني عليه ثم قال قال أمير المؤمنين ما بلغكم وشهد الشهود بما قد سمعتم والحمد لله الذي رفع منا ما وضع الناس وحفظ ما ضيعوا فأما عبيد فإنما هو والد مبرور أو ربيب مشكور ثم جلس فقال فيه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ألا أبلغ معاوية بن حرب فقد ضاقت بما يأتي اليدان أتغضب أن يقال أبوك عف وترضى أن يقال أبوك زان وأشهد أن قربك من زياد كقرب الفيل من ولد الأتان وقال زياد ما هجيت ببيت قط على قول انشد على من قول يزيد بن مفرغ الحميري فكر ففي ذاك إن فكرت معتبر هل نلت مكرمة إلا بتأمير عاشت سمية ما عاشت وما علمت أن ابنها من قريش في الجماهير سبحان من ملك عباد بقدرته لا يدفع الناس محتوم المقادير وكان ولد سمية زيادا وأبا بكرة ونافعا فكان زياد ينسب في قريش وأبو بكرة في العرب ونافع في الموالي فقال فيهم يزيد بن مفرغ إن زيادا ونافعا وأبا بكرة عندي من أعجب العجب إن رجالا ثلاثة خلقوا من رحم أنثى مخالفي النسب ذا قرشي فيما يقول وذا مولى وهذا ابن أمه عربي وقال بعض العراقيين في أبي مسهر الكاتب حمار في الكتابة يدعيها كدعوى آل حرب في زياد فدع عنك الكتابة لست منها ولو غرقت ثوبك بالمداد وقال آخر في دعى لعين يورث الأبناء لعنا ويلطخ كل ذي نسب صحيح يا حرسي خذ هذا الحجر عبد الله بن حجاج ولما طالت خصومة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ونصر بن حجاج عند معاوية في عبد الله بن حجاج مولى خالد بن الوليد أمر معاوية حاجبه أن يؤخر أمرهما حتى يحتفل مجلسه فجلس معاوية وقد تلفع بمطرف خز أخضر وأمر بحجر فأدنى منه وألقى عليه طرف المطرف ثم أذن لهما وقد احتفل المجلس فقال نصر بن حجاج أخي وابن أبي عهد إلى أنه منه وقال عبد الرحمن مولاى وابن عبد أبي وأمته ولد على فراشه فقال معاوية يا حرسي خذ هذا الحجر وكشف عنه فادفعه إلى نصر بن حجاج وقال يا نصر هذا مالك في حكم رسول الله فإنه قال الولد للفراش وللعاهر الحجر فقال نصر افلا أجريت هذا الحكم في زياد يا أمير المؤمنين قال ذاك حكم معاوية وهذا حكم رسول الله وليس في الأرض أحمس من الأدعياء لتستحق بذلك العربية قال الشاعر دعي واحد أجدى عليهم من ألفى عالم مثل ابن داب ككلب السوء يحرس جانبيه وليس عدوه غير الكلاب من طباع العرب للأصمعي في دعى وقال الأصمعي استمشى رجل من الأدعياء فدخل عليه رجل من أصحابه فوجد عنده شيحا وقيصوما فقال له ما هذا فقال ورفع صوته الطبيعة تتوق إليه يريد أن طبيعته من طباع العرب فقال فيه الشاعر يشم الشيح والقيصو م كى يستوجب النسبا وليس ضميره في الصد ر إلا التين والعنبا أبو سعيد المخزومي دعى على دعى وعن إسماعيل بن أحمد قال رأيت على أبي سعيد الشاعر المخزومى كردوانيا مصبوغا بتوريد فقلت أبا سعيد هذا خز قال لا ولكنه دعى على دعى وكان أبو سعيد دعيا في بنى مخزوم وفيه قال الشاعر متى تاه على الناس شريف يا أبا سعد فته ما شئت إذا كنت بلا أب ولا جد وإذا حظك في النس بة بين الحر والعبد وإذا فارقت الفحش ففى أمن من الحد تزوج ابن عبد العزيز في عبد القيس تعيبون أمرا ظاهرا في بناتكم وعن أحمد بن عبد العزيز قال نزلت فى دار رجل من بنى عبد القيس بالبحرين فقال لى بلغنى أنك خاطب قلت نعم قال فأنا أزوجك قلت له إنى مولى قال اسكت وأنا أفعل فقال أبو بجير فيهم أمن قلة صرتم إلى أن قبلتم دعاوة زراع وآخر تاجر وأصهب رومي وأسود فاحم وأبيض جعد من سراة الأحامر شكولهم شتى وكل نسيبكم لقد جئتم في الناس إحدى المناكر متى قال إنى منكم فمصدق وإن كان زنجيا غليظ المشافر أكلهم وافى النساء جدوده وكلهم أوفى بصدق المعاذر وكلهم قد كان فى أولوية له نسبة معروفة فى العشائر على علمكم أن سوف ينكح فيكم فجدعا ورغما للأنوف الصواغر فهلا أبيتم عفة وتكرما وهلا وجلتم من مقالة شاعر تعيبون أمرا ظاهرا في بناتكم وفخركم قد جار كل مفاخر متى شاء منكم مغرم كان جده عمارة عبس خير تلك العمائر وحصن بن بدر أو زرارة دارم وزبان زبان الرئيس ابن جابر فقد صرت لا أدري وإن كنت ناسيا لعل نجارا من هلال بن عامر وعل رجال الترك من آل مذحج وعل تميما عصبة من يحابر وعل رجال العجم من آل عالج وعل البوادي جدلت بالحواضر زعمتم بأن الهند أولاد خندف وبينكم قربى وبين البرابر وديلم من نسل ابن ضبة باسل وبرجان من أولاد عمرو بن عامر بنو الأصفر الاملاك أكرم منكم وأولى بقربانا ملوك الأكاسر أأطمع فى صهري دعيا مجاهرا ولم نر شرا فى دعى مجاهر ويشتم لؤما عرضه وعشيره ويمدح جهلا طاهرا وابن طاهر وقال زرارة بن ثروان أحد بنى عامر بن ربيعة بن عامر اختلط الأسافل بالأعالى قد اختلط الاسافل بالأعالي وباح الناس واختلط النجار وصار العبد مثل أبى قبيس وسيق مع المعلهجة العشار جعفر بن سليمان وولده أحمد ثم تريد أن ينجبن وذكر جعفر بن سليمان بن على يوما ولده وأنهم ليسوا كما يحب فقال له ولده أحمد بن جعفر عمدت إلى فاسقات المدينة ومكة وإماء الحجاز فأوعيت فيهم نطفك ثم تريد أن ينجبن ألا فعلت فى ولدك ما فعل أبوك فيك حين اختار لك عقيلة قومها الأشعث وعلى من هذه يا أمير المؤمنين ودخل الأشعث بن قيس على على بن أبي طالب فوجد بين يديه صبية تدرج فقال من هذه يا أمير المؤمنين قال هذه زينب بنت أمير المؤمنين قال زوجنيها يا أمير المؤمنين قال اغرب بفيك الكثكث ولك الأثلب أغرك ابن أبى قحافة حين زوجك أم فروة إنها لم تكن من الفواطم ولا العواتك من سليم فقال قد زوجتم أخمل مني حسبا وأوضع منى نسبا المقداد بن عمرو وإن شئت فالمقداد بن الأسود قال على ذلك رسول الله فعله وهو اعلم بما فعل ولئن عدت إلى مثلها لأسوءنك وفى هذا المعنى قال الكميت بن زيد وما وجدت بنات بنى نزار حلائل أسودين وأحمرينا وما حملوا الحمير على عتاق مطهمة فيلفوا مبغلينا بنى الأعمام انكحنا الأيامى وبالآباء سمينا البنينا الهيثم بن عدى إذا نسبت عديا عن العتبى قال وكان الهيثم بن عدى فيما زعموا دعيا فقال فيه الشاعر الهيثم بن عدى من تنقله في كل يوم له رحل على حسب إذا اجتدى معشرا من فضل نسبتهم فلم ينيلوه عداهم إلى نسب فما يزال له حل ومرتحل إلى النصارى وأحيانا إلى العرب إذا نسبت عديا في بنى ثعل فقدم الدال قبل العين في النسب وقال بشار القصيلي عربي من زجاج إن عمرا فاعرفوه عربى من زجاج مظلم النسبة لا يع رف إلا بالسراج وقال فيه عربى من قوارير أرفق بنسبة عمر حين تنسبه فإنه عربى من قوارير ما زال في كير يردده حتى بدا عربيا مظلم النور وقال أيضا في أدعياء زائف الحسب هم قعدوا فانتقوا لهم حسبا يدخل بعد العشاء في العرب والناس قد أصبحوا صيارفة أعلم شيء بزائف الحسب وقال أبو نواس فى أشجع بن عمرو قل لمن يدعي سليمى سفاها لست منها ولا قلامة ظفر إنما أنت من سليمى كواو ألحقت فى الهجاء ظلما بعمرو وقال فيه أيا متحيرا فيه لمن يتعجب العجب لأسماء تعلمهن أشجع حين ينتسب ولأحمد بن الحارث الخراز فى حبيب الطائي لو أنك إذا جعلت أباك أوسا جعلت الجد حارثة بن لام وسميت التى ولدتك سعدى فكنت مقابلا بين الكرام وله فيه أنت عندي عربى ليس فى ذاك كلام شعر فخذيك وساقيك خزامى وثمام وضلوع الصدر من جسمك نبع وبشام وقذى عينيك صمغ ونواصيك ثغام لو تحركت كذا لا نجفلت منك نعام
Shafi 111
الباب الرابع
سمات الجمال وأحوال المحبين
الحسن من منظور عربى
رقة التشبيب
قولهم في الغزل
التزين والتطيب
ما يكتب على العصائب وغيرها
ما يعترى المحبين من نحول وشحوب
Shafi 113
عند الوداع أبي الحسن المدائني قال الحسن أحمر وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب كما تضرب بيضة الإدحي واللؤلؤة المكنونة وقد شبه الله عز وجل فى كتابه فقال كأنهن بيض مكنون وقال الشاعر كأن بيض نعام فى ملاحفها إذا اجتلاهن قيظ ليلة ومد لون ورد كسا البياض احمرارا وقال آخر مروزى الأديم تغمره الصفرة حينا لا يستحق اصفرارا وجرى من دم الطبيعة فيه لون ورد كسا البياض احمرارا وإنما تتزين المرأة لتعزز إرادة غيرها في طلبها
وليست الزينة التى تراد للإغراء بالقبول كالزينة التى تراد للإغراء بالطلب فإن الفرق بينهما هو الفرق بين
الإرادة والانقياد وبين من يريد ومن ينتظر أن يراد ولا يفوت ابن عبد ربه أن يحدثنا عما يكتب على العصائب من شعارات الحب والهيام وما يعترى المحبين من شحوب ونحول
وأخيرا يعرض علينا لحظات الوداع والفراق وما يصحبها من
عبرات تبعث الأسى وأنفاس حارة ودموع دامية وخوف ألا يكون لقاء حيث يفتضح العاشق في يوم الرحيل عفوا إن كنت أطلت وأرجو ألا أكون قد أثقلت ولا أقول وداعا ولكن إلى لقاء في الباب القادم بعد أن تستمتع بهذا الباب
Shafi 116
صفات الحسن
الحسن كما يرونه أهو حمرة في صفرة
عن أبي الحسن المدائني قال
الحسن أحمر وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب بيضة الإدحى واللؤلؤة المكنونة
وقد شبه الله عز وجل في كتابه فقال
ﵟكأنهن بيض مكنونﵞ
وقال الشاعر
( كأن بيض نعام في ملاحفها
إذا اجتلاهن قيظ ليلة ومد ) $ لون ورد كسا البياض أحمرارا
وقال آخر
( مروزى الأديم تغمره الصفرة
حينا لا يستحق اصفرارا )
Shafi 117
( وجرى من دم الطبيعة فيه
لون ورد كسا البياض احمرارا ) لقد أصبحت جميلا وقالت امرأة خالد بن صفوان له لقد أصبحت جميلا فقال لها وما رأيت من جمالى وما فى رداء الحسن ولا عموده ولا برنسه قالت وكيف ذلك قال عمود الحسن الشطاط ورداؤه البياض وبرنسه سواد الشعر رقة البشرة وصفاء الأديم وقالوا إن الوجه الرقيق البشرة الصافى الأديم إذا خجل يحمر وإذا فرق يصفر ومنه قولهم ديباج الوجه يريدون تلونه حمرة خلطت صفرة فى بياض وقال عدى بن زيد يصف لون الوجه حمرة خلطت صفرة فى بياض مثل ما حاك حائك ديباجا الحسن يرون فيه ألوان الشمس بالضحى والعرار بالعشى والفضة والذهب والدر والعقيق والورد وقال إن الجارية الحسناء تتلون بلون الشمس فهي بالضحى بيضاء وبالعشى صفراء وقال الشاعر بيضاء ضحوتها وصف راء العشية كالعرارة وقال ذو الرمة بيضاء صفراء قد تنازعها لونان من فضة ومن ذهب ومن قولنا بيضاء يحمر خداها إذا خجلت كما جرى ذهب فى صفحتى ورق ومن قولنا كم شادن لطف الحياء بوحهه فأصاره وردا على وجناته ومن قولنا ما إن رأيت ولا سمعت بمثله درا يعود من الحياء عقيقا ومن قولنا عقائل كالآرام أما وجوهها فدر ولكن الخدود عقيق الجميلة من بعيد المليحة من قريب ومن قولهم فى الجارية جميلة من بعيد مليحة من قريب فالجميلة التى تأخذ بصرك جملة على بعد فإذا دنت لم تكن كذلك والمليحة التى كلما كررت فيها بصرك زادتك حسنا وقال بعضهم الجميلة السمينة من الجميل وهو الشحم والمليحة أيضا من الملحة وهو البياض والصبيحة مثل ذلك يشبهونها بالصبح فى بياضه قولهم فى رقة التشبيب ومن الشعر المطبوع الذي يجري مع النفس رقة ويؤدي عن الضمير إبانة مثل قول العباس بن الاحنف وليلة ما مثلها ليلة صاحبها بالسعد مفجوع ليلة جئناها على موعد نسرى وداعى الشوق متبوع لما خبت نيرانها وانكفأ ال سامر عنها وهو مصروع قامت تثنى وهى مرعوبة تود أن الشمل مجموع حتى إذا ما حاولت خطوة والصدر بالأرداف مدفوع بكى وشاحاها على متنها وإنما أبكاهما الجوع فانتبه الهادون من أهلها وصار للموعد مرجوع يا ذا الذى نم علينا لقد قلت ومنك القول مسموع لا تشغلينى أبدا بعدها إلا ونمامك منزوع ما بال خلخالك ذا خرسة لسان خلخالك مقطوع عاذلتى فى حبها أقصرى هذا لعمرى عنك موضوع وفي معناه لبشار بن برد سيدي لا تأت فى قمر لحديث وارقب الدرعا وتوق الطيب ليلتنا إنه واش إذا سطعا وله أيضا يقولان لو عزيت قلبك لارعوى فقلت وهل للعاشقين قلوب كثير وشعر لجميل الأصمعي قال سمع كثير عزة منشدا ينشد شعر جميل بن معمر الذي يقول فيه ما أنت والوعد الذي تعديننى إلا كبرق سحابة لم تمطر تقضى الديون ولست تقضى عاجلا هذا الغريم ولست فيه بمعسر يا ليتني ألقى المنية بغتة إن كان يوم لقائكم لم يقدر يهواك ما عشت الفؤاد وإن أمت يتبع صداى صداك بين الأقبر فقال كثير هذا والله الشعر المطبوع ما قال أحد مثل جميل وما كنت إلا راوية لجميل ولقد أبقى للشعراء مثالا تحتذى عليه الفرزدق وشعر لابن أبى ربيعة وسمع الفرزدق رجلا ينشد شعر عمر بن أبى ربيعة الذى يقول فيه وقالت وأرخت جانب الستر إنما معى فتحدث غير ذى رقبة أهلى فقلت لها مالى لهم من ترقب ولكن سرى ليس يحمله مثلى فقال الفرزدق هذا والله الذى أرادت الشعراء أن تقوله فأخطأته وبكت على الطلول وإنما عارض بهذا الشعر جميلا فى شعره الذى يقول فيه خليلى فيما عشتما هل رأيتما قتيلا بكى من حب قاتله قبلى فلم يصنع عمر مع جميل شيئا ولبشار بن برد ويح قلبى مابه من حبها ضاق من كتمانه حتى علن لا تلم فيها وحسن حبها كل ما مرت به العين حسن وله كأنها روضة منورة تنفست فى أواخر السحر ولبشار وهو أشعر بيت قاله المولدون في الغزل أنا والله أشتهي سحر عينيك وأخشى مصارع العشاق وله حوراء إن نظرت إليك سقتك بالعينين خمرا وكأنها برد الشرا ب صفا ووافق منك فطرا ولأبى نواس وذات خد مورد قوهية المتجرد تأمل العين منها محاسنا ليس تنفد فبعضه فى انتهاء وبعضه يتولد وكلما عدت فيه يكون فى العود أحمد وله أيضا ضعيفة كر الطرف تحسب أنها قريبة عهد في الإفاقة من سقم قولهم فى الغزل قال ردل لحمد بن سيرين ما تقول في الغزل الرقيق ينشده الإنسان فى المسجد فسكت عنه حتى أقيمت الصلاة وتقدم إلى المحراب فالتفت إليه فقال وتبرد برد رداء العرو س فى الصيف رقرقت فيه العبيرا وتسخن ليلة لا يستطيع نباحا بها الكلب إلا هريرا ثم قال الله أكبر الحجاج وأبو هريرة وقال الحجاج دخلت المدينة فقصدت إلى مسجد النبي فإذا بأبي هريرة قد أكب الناس عليه يسألونه فقلت هكذا افرجوا لى عن وجهه فأفرج لى عنه فقال له أنى إنما أقول هذا طاف الخيالان فهاجا سقما خيال أروى وخيال تكتما تريك وجها ضاحكا ومعصما وساعدا عبلا وكفا أدرما فما تقول فيه قال لقد كان رسول الله ينشد مثل هذا فى المسجد فلا ينكره كعب بن زهير بين يدي النبي ودخل كعب بن زهير على النبي فمثل بين يديه وأنشده بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكى قصر منها ولا طول فما تدوم على حال تكون بها كما تلون فى أثوابها الغول ولا تمسك بالعهد الذي وعدت إلا كما يمسك الماء الغرابيل كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل فلا بغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل ثم خرج من هذا إلى مدح الرسول فكساه بردا اشتراه منه معاوية بعشرين ألفا ومن قول عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود فى الغزل كتمت الهوى حتى أضربك الكتم ولامك أقوام ولومهم ظلم ونم عليك الكاشحون وقبل ذا عليك الهوى قد نم لو نفع النم فيا من لنفس لا تموت فينقضى عناها ولا تحيا حياة لها طعم تجنبت إتيان الحبيب تأثما ألا إن هجران الحبيب هو الإثم ومن شعر عروة بن أذينة وهو من فقهاء المدينة وعبادها وكان من أرق الناس تشبيبا قالت وأبثثتها وجدى وبحت به قد كنت عندى تحب الستر فاستتر ألست تبصر من حولى فقلت لها غطى هواك وما ألقى على بصرى وقد وقفت عليه امرأة فقالت أنت الذى يقال فيك الرجل الصالح وأنت القائل إذا وجدت أوار الحب فى كبدى غدوت نحو سقاء الماء أبترد هبنى بردت ببرد الماء ظاهره فمن لنار على الأحشاء تتقد والله ما قال هذا رجل صالح وكذبت عدوة الله عليها لعنة الله بل لم يكن مرائيا ولكنه كان مصدورا فنفث ومن قول عبد الله بن المبارك وكان فقيها ناسكا شاعرا رقيق النسيب معجب التشبيب حيث يقول زعموها سألت جاريتها وتعرت ذات يوم تبترد أكما ينعتنى تبصرننى عمر كن الله أم لا يقتصد فتضاحكن وقد قلن لها حسن فى كل عين من تود حسدا حملنه من شأنها وقديما كان فى الحب الحسد وقال شريح القاضى وكان من جلة التابعين والعلماء المتقدمين استقصاه على رحمه الله ومعاوية وكان يزوج امرأة من بنى تميم تسمى زينب فنقم عليها فضربها ثم ندم فقال رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يمينى يوم أضرب زينبا أأضربها من غير ذنب أتت به فما العدل منى ضرب من ليس أذنبا فزينب شمس والملوك كواكب إذا برزت لم تبد منهن كوكبا لبعض الأعراب ذكر أعرابى امرأة فقال لها جلد من لؤلؤ مع رائحة المسك وفى كل عضو منها شمس طالعة وذكر اعرابى امرأة فقال كاد الغزال أن يكونها لولا ماتم منها وما نقص منه وقال أعرابى فى امرأة ودعها للمسير والله ما رأيت دمعة ترقرق من عين بإثمد على ديباجة خد أحسن من عبرة امطرتها عينها فأعشب لها قلبى وقال سمعت أعرابيا يقول إن لى قلبا مروعا وعينا دموعا فماذا يصنع كل واحد منهما بصاحبه مع أن داءهما دواؤهما وسقمهما شفاؤهما وقال أعرابى دخلت البصرة فرأيت أعينا دعجا وحواجب زجا يسحبن الثياب ويسلبن الألباب وذكر أعربى امرأة فقال خلوت بها ليلة يزينها القمر فلما غاب أرتنيه قلت له فما جرى بينكما فقال أقرب ما أحل الله مما حرم الإشارة بغير بأس والتقرب من غير مساس وذكر أعرابي امرأة فقال هى أحسن من السماء وأطيب من الماء قال وسمعت أعرابيا يقول ما أشد جولة الرأى عند الهوى وفطام النفس عن الصبا ولقد تقطعت كبدى للعاشقين لوم العاذلين قرطة فى آذانهم ولوعات الحب جبرات على أبدانهم مع دموع على المغانى كغروب السواني وذكر أعرابي عين نظرت إليها وشفى قلب تضجع عليها ولقد كنت أزورها عند أهلها فيرحب بي طرفها ويتجهمنى لسانها قيل له فما بلغ من حبك لها قال إني لها وبينى وبينها عدوة الطائر فأجد لذكرها ريح المسك وذكر أعرابي نسوة خرجن متنزهات فقال وجوه كالدنانير وأعناق كأعناق اليعافير وأوساط كأوساط الزنابير أقبلن إلينا بحجول تخفق وأوشحة تعلق وكم أسير لهن وكم مطلق قال وسمعت أعرابيا يقول اتبعت فلانة إلى طرابلس الشام والحريص جاحد والمضل ناشد ولو خضت إليها النار ما ألمتها قال وسمعت أعرابيا يقول الهوى هوان ولكن غلظ باسمه وإنما يعرف من يقول من أبكته المنازل والطلول وقال أعرابى كنت فى الشباب أعض على الملام عض الجواد على اللجام حتى أخذ الشيب بعنان شبابى وذكر أعرابي امرأة فقال إن لسانى لذكرها لذلول وإن حبها لقلبى لقتول وإن قصير الليل بها ليطول ووصف أعرابي نساء ببلاغة وجمال فقال كلامهن أقتل من النبل وأوقع بالقلب من الوبل بالمحل فروعهن احسن من فروع النخل ونظر أعرابي إلى امرأة حسناء جميلة تسمى ذلفاء ومعها صبى يبكى فكلما بكى قبلته فأنشأ يقول يا ليتنى كنت صبيا مرضعا تحملنى الذلفاء حولا أكتعا إذا بكيت قبلتنى أربعا فلا أزال الدهر أبكى أجمعا العتبى قال وصف أعرابي امرأة حسناء فقال تبسم عن خمش اللثاث كأقاحى النبات فالسعيد من ذاقه والشقي من راقه وقال العتبى خرجت ليلة حين انحدرت النجوم وشالت أرجلها فما زلت أصدع الليل حتى انصدع الفجر فإذا بجارية كأنها علم فجعلت أغازلها فقالت يا هذا أمالك ناه من كرم إن لم يكن لك زاجر من عقل قلت والله ما يرانى إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها ذكر أعرابى امرأة فقال هى السقم الذى لا برء معه والبرء الذى لا سقم معه وهى أقرب من الحشا وأبعد من السما وقال أعرابى وقد نظر إلى جارية بالبصرة فى مأتم بصرية لم تبصر العين مثلها غدت ببياض فى ثياب سواد غدوت إلى الصحراء تبكين هالكا فأهلكت حيا كنت أشأم عاد فيا رب خذ لى رحمة من فؤادها وحل بين عينيها وبين فؤادى وقال فى جارية ودعها مالت تودعنى والدمع يغلبها كما يميل نسيم الريح بالغصن ثم استمرت وقالت وهى باكية ياليت معرفتى إياك لم تكن العتبى قال أنشد أعرابى يا زين من ولدت حواء من ولد لولاك لم تحسن الدنيا ولم تطب أنت التى من أراه الله صورتها نال الخلود فلم يهرم ولم يشب وأنشد الرياشى لأعرابي من دمنة خلقت عيناك فى هتن فما يرد البكا جهلا من الدمن ما كنت للقلب إلا فتنة عرضت يا حبذا انت من معروضة الفتن تسيء سلمى وأجزيها به حسنا فمن سواى يجازى السوء بالحسن قال وسمعت أعرابيا يصف امرأة فقال بيضاء جعدة لا يمس الثوب منها إلا مشاشة كتفيها وحلمتى ثدييها ورضفتي ركبتيها ورانفتى اليتيها وأنشد أبت الروادف والثدى لقمصها مس البطون وأن تمس ظهورا وإذا الرياح مع العشى تناوحت نبهن حاسدة وهجن غيورا وقال أعرابى ليت فلانة حظى من أملى ولرب يوم سرته إليها حتى قبض الليل بصرى دونها وإن من كلام النساء ما يقوم مقام الماء فيشفي من الظمأ وذكر أعرابى امرأة فقال تلك شمس باهت الأرض شمس سمائها وليس لى شفيع في اقتضائها وإن نفسى لكتوم لدائها ولكن تفيض عند امتلائها أخذ هذا المعنى حبيب فقال ويا شمس أرضيها التى تم نورها فباهت بها الأرضون شمس سمائها شكوت وما الشكوى لمثلى عادة ولكن تفيض النفس عند امتلائها وقيل لأعرابى ما بال الحب اليوم على غير ما كان عليه قبل اليوم قال نعم كان الحب في القلب فانتقل إلى المعدة إن أطعمته شيئا أحبها وإلا فلا وكان الرجل يحب المرأة يطيف بدارها حولا ويفرح إن رأى من رآها وإن ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار وإنه ليوم يشير إليها وتشير إليه ويعدها وتعده فإذا اجتمعا لم يشكوا حبا ولم ينشدا شعرا ولكن يعاشرها ويطلب الولد وقال أعرابي شكوت فقالت كل هذا تبرما بحبى أراح الله قلبك من حبى فلما كتمت الحب قالت لشدما صبرت وما هذا بفعل شجى القلب وأدنو فتقضينى فأبعد طالبا رضاها فتعتد التباعد من ذنبى فشكواى تؤذيها وصبرى يسوؤها وتجزع من بعدى وتنفر من قربى فيا قوم هل من حيلة تعلمونها أشيروا بها واستوجبوا الشكر من ربى التزين والتطيب دخل رجل على محمد بن المنكدر يسأله عن التزين والتطيب فوجده قاعدا على حشايا مصبغة وجارية تغلله بالغالية فقال له يرحمك الله جئت أسألك عن شيء فوجدتك فيه قال على هكذا أدركت الناس وفى حديث أن النبى قال إياكم والشعث حتى لو لم يجد أحدكم إلا زيتونة فليعصرها وليدهن بها وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة مالى أراك شعثاء مرهاء سلتاء قالت يا رسول الله أولسنا من العرب قال بلى ربما أنسيت العرب الكلمة فيعلمنيها جبريل الشعثاء التى لا تدهن والمرهاء التى لا تكتحل والسلتاء التى لا تختضب وقال ما نلت من دنياكم إلا النساء والطيب وروى مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا قتادة الأنصارى قال يا رسول الله إن لى جمة أفرجلها يا رسول الله قال نعم وأكرمها قال فكان أبو قتادة ربما دهنها فى اليوم مرتين ما يكتب على العصائب وغيرها ظلمتنى في الحب يا ظالم أبو الحسن قال دخلت على هارون الرشيد وعلى رأسه جوار كالتماثيل فرأيت عصابة منظمة بالدر والياقوت مكتوبا عليها بصفائح الذهب ظلمتنى فى الحب يا ظالم والله فيما بيننا حاكم قال ورأيت على عصابة أخرى وضع الخد للهوى عز قال ورأيت فى صدر أخرى هلالا مكتوبا عليه أفلت من حور الجنان وخلقت فتنة من يرانى قال إسحاق بن إبراهيم دخلت على الأمين محمد بن زبيدة وعلى رأسه وصائف فى قراطق مفروجة بيد وصيفة منهن مروحة مكتوب عليها بى طاب العيش فى الص ف وبى طاب السرور ممسكى ينفى اذى الحر إذا اشتد الحرور الندى والجود فى وجه أمين الله نور ملك أسلمه الش به وأخلاه النظير وفى عصابة ألا بالله قولوا يا رجال أشمس فى العصابة أم هلال وفى أخرى أتهوون الحياة بلا جنون فكفوا عن ملاحظة العيون وكتبت ورد جارية الماهانى على عصابتها وكانت تجيد الغناء مع فصاحتها وبراعتها تمت وتم الحسن فى وجهها فكل شيء ما سواها محال للناس فى الشهر هلال ولى فى وجهها كل يوم هلال وكتبت فى عصابتها بيتين من شعر الحسن بن هانى وهما يا راميا ليس يدرى ما الذى فعلا عليك عقلى فإن السهم قد قتلا أجريته فى مجارى الروح من بدنى فالنفس فى تعب والقلب قد شغلا قال على بن الجهم خرجت علينا عالج جارية خالصة كأنها خوط بان وهى تميس فى رقة وعلى طرتها مكتوب بالغالية وكانت من مجان أهل بغداد مع علمها بالغناء يا هلالا من القصور تجلى صام طرفى لمقلتيك وصلى لست أدرى ليلى أم لا كيف يدرى بذاك من يتقلى لو تفرغت لاستطالة ليلى ولرعى النجوم كنت محلا قال وخرجت إلينا منال وعليها درع خام على جانبه الأيمن مكتوب كتب الطرف فى فؤادى كتابا هو بالشوق والهوى مختوم وعلى الأيسر مكتوب كأن طرفى على فؤادى بلاء إن طرفى على فؤادى مشوم قال وكان على عصابة ظبى جارية سعيد الفارسى مكتوب بالذهب العين قارئة لما كتبت فى وجنتى أنامل الشجن وقال وحدثنى الحسن بن وهب قال كتبت شعب على قلنسوة جاريتها شكل لم ألق شجن يبوح بحبه إلا حسبتك ذلك المحبوبا حذرا عليك وإننى بك واثق ألا ينال سواى منك نصيبا وكتب شفيع خادم المتوكل على عاتق قبائه الأيمن بدر على غصن نضير شرق الترائب بالعبير وعلى عاتقه الأيسر خطب صحيفة وجهه فى صفحة القمر المنير وكتبت وصيف جارية الطائى على عصابتها فما زال يشكو الحب حتى حسبته تنفس فى أحشائه وتكلما فأبكى لديه رحمة لبكائه إذا ما بكى دمعا بكيت له دما وكان على عصابة مزاج وهى من مواجن أهل بغداد وفتاكها قالوا عليك دروع الصبر قلت لهم هيهات إن سبيل الصبر قد ضاقا ما يرجع الطرف عنها حين يبصرها حتى يعود إليها الطرف مشتاقا وكتبت عنان جارية الناطفى على عصابتها الكفر والسحر فى عينى إذا نظرت فاغرب بعينيك يا مغرور عن عينى فإن لى سيف لحظ لست أغمده من صنعة الله لا من صنعة القين وكتبت حدائق فى كفها بالحناء ليس حسن الخضاب زين كفى حسن كفى زين لكل خضاب وقال وخرجت علينا جارية حمدان وقد تقلدت سيفا محلى وعلى رأسها قلنوسة مكتوب عليها تأمل حسن جارية يحار بوصفها البصر مذكورة مؤنثة فهى أنثى وهى ذكر وعلى حمائل سيفها مكتوب بالذهب لم يكفه سيف بعينيه يقتل من شاء بحديه حتى تردى مرهفا صارما فكيف أبقى بين سيفيه فلو تراه لابسا درعه يخطر فيها بين صفيه علمت أن السيف من طرفه أقتل من سيف بكفيه وكتبت واجد على منطقة جاريتها منصف الكوفية وفؤادى رق حتى كاد من صدرى ينسل بعض ما بى يصدع القل ب فما ظنك بالكل ومن قولى فيما كتبت على كأس مذهبة اشرب على منظر أنيق وامزج بريق الحبيب ريقى واحلل وشاح الكعاب رفقا واحذر على خصرها الدقيق وقل لمن لام فى التصابى إليك خلى عن الطريق وقف صريع الغوانى بباب محمد بن منصور فاستسقى فأمر وصيفا له فأخرج إليه خمرا في كأس مذهبة فلما نظر إليها فى راحته قال ذهب فى ذهب را ح بها غصن لجين فأتت قرة عينى من يدى قرة عين قمر يحمل شمسا مرحبا بالقمرين لا جرى بينى ولا بينهما طائر بين وبقينا ما بقينا أبدا متفقين فى غبوق وصبوح لم نبغ نقدا بدين محمد بن إسحاق قال حدثنى أحمد بن عبد الله قال رايت على مروحة مكتوبا الحمد لله وحده وللخليفة بعده وللمحب إذا ما حبيبه بات عنده وقال ورأيت فى مجلس سريرا مكتوبا عليه بالذهب أشهى وأعذب من راح ومن ورد إلفان قد وضعا خدا على خد وضم أحدهما أحشاء صاحبه حتى كأنهما للقرب فى عقد هذا يبوح بما يلقاه من حزن وذاك يظهر ما يخفى من الوجد وفى عصابة أخرى وإن يحجبوها بالنهار فمن لهم بأن يحجبوا بالليل عنى خيالها لعن الله من عذر قال أبو عبيدة ورأيت جارية على جبينها مكتوبا كتبت فى جبينها بعبير على قمر فى سطور ثلاثة لعن الله من عذر وتناولت كفها ثم قلت اسمعى الخبر كل شيء سوى الخيا نة فى الحب يغتفر لا تدعنى موسوسة قال الأصمعي رأيت على باب الرشيد وصائف على عصابة واحدة منهن مكتوبا نحن حور نواعم من أراض مقدسة أحسن الله رزقنا ليس فينا منحسة فاتق الله يا فتى لا تدعنى موسوسة قولهم فى النحول قال عمر بن أبي ربيعة القرشى يصف نحول جسمه وشحوب لونه فى شعره الذى يقول فيه رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشى فيخصر أخا سفر جواب أرض تقاذفت به فلوات فهو أشعث أغبر قليلا على ظهر المطية شخصه خلا ما نفى عنه الرداء المحبر وفى هذا المعنى يقول فلما فقدت الصوت منهم واطفئت مصابيح شبت بالعشاء وأنؤر وغاب قمير كنت أرجو غيوبة وروح رعيان ونوم سمر وخفض عنى الصوت أقبلت مشية ال حباب وشخصى خيفة القوم أزور فحييت إذ فاجأتها فتلهفت وكادت بمكتوم التحية تجهر وقالت وغصت بالبنان فضحتني وأنت أمرؤ ميسور أمرك أعسر أريتك إذ هنا عليك ألم تخف رقيبا وحولى من عدوك حضر فوالله ما أدرى أتعجيل حاجة سرت بك أم قد نام من كنت تحذر فقلت لها بل قادنى الشوق والهوى إليك وما عين من الناس تنظر فيا لك من ليل تقاصر طوله وما كان ليلى قبل ذلك يقصر ويا لك من ملهى هناك ومجلس لنا لم يكدره علينا مكدر يمج ذكى المسك منها مفلج رقيق الحواشى ذو غروب مؤشر وترنو بعينيها إلى كمارنا إلى ربرب وسط الخميلة جؤذر يرف إذا تفتر عنه كأنه حصى برد أو أقحوان منور فلما تقضى الليل إلا أقله وكادت توالى نجمة تتغور أشارت بأن الحى قد حان منهم هبوب ولكن موعد لك عزور فلما رأت من قد تثور منهم وأيقاظهم قالت أشر كيف تأمر فقلت أباديهم فإما افوتهم وإما ينال السيف ثأرا فيثأر فقالت أتحقيقا لما قال كاشح علينا وتصديقا لما كان يؤثر فإن كان ما لا بد منه فغيره من الأمر أدنى للخفاء وأستر أقص على اختى بدء حديثنا ومالى من أن تعلما متأخر لعلهما أن تبغيا لك مخرجا وأن ترحبا صدرا بما كنت أحصر فقالت لأختيها أعينا على فتى أتى زائرا والأمر للأمر يقدر فأقبلتا فارتاعتا ثم قالتا أقلى عليك اللوم فالامر أيسر يقوم فيمشى بيننا متنكرا فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر فكان مجنى دون من كنت أتقى ثلاث شخوص كاعبان ومعصر فلما أجزنا ساحة الحى قلن لى ألم تتق الأعداء والليل مقمر وقلن أهذا دأبك الدهر سادرا أما تستحى أما ترعوى أم تفكر ويروى أن يزيد بن معاوية لما أراد توجيه مسلم بن عقبة إلى المدينة اعترض الناس فمر به رجل من أهل الشام معه ترس قبيح فقال يا أخا أهل الشام مجن ابن أبي ربيعة كان أحسن من مجنك هذا يريد قول عمر بن أبي ربيعة فكان مجنى دون ما كنت أتقى ثلاث شخوص كاعبان ومعصر وقال أعرابى فى النحول ولو أن أبقيت منى معلق بعود ثمام ما تأود عودها وقال آخر إن تسألونى عن تباريح الهوى فأنا الهوى وابو الهوى وأخوه فانظر إلى رجل أضر به الأسى لولا تقلب ظرفه دفنوه وقال مجنون بنى عامر فى النحول ألا إنما غادرت يا أم مالك صدرى أينما تذهب به الريح يذهب وللحسن بن هانى كما لا ينقضى الأرب كذا لا يفتر الطلب ولم يبق الهوى إلا أقلى وهو محتسب سوى أنى إلى الحيوا ن بالحركات أنتسب وقال آخر وهو خالد الكاتب هذا محبك نضو لا حراك به لم يبق من جسمه إلا توهمه ومن قولنا فى هذا المعنى سبيل الحب أوله اغترار وآخره هموم وادكار ومثله من قولنا لم يبق من جسمانه إلا حشاشة مبتئس قد رق حتى ما يرى بل ذاب حتى ما يحسس وقال الحسن بن هانىء فى هذا المعنى فأربى على الأولين والآخرين يا من تموت عمدا فكان للعين أملى وفى الشعوثة أربى فكان أشهى وأحلى أردت أن تزدريك العيون هيهات كلا يا قاعد القلب منى قليلا من القليل أقلا يكاد لا يتجزا أقل فى اللفظ من لا ولأبى العتاهية تلاعبت بى يا عتب ثم حملتنى على مركب بين المنية والسقم ألا فى سبيل الله جسمى وقوتى ألا مسعد حتى أنوح على جسمى وله لم تبق منى إلا القليل وما أحسبها تترك الذى بقينا فى التوديع ابن حميد وجارية له قال سعيد بن حميد الكاتب وكان على الخراج بالرقة ودعت جارية لى تسمى شفيعا وأنا أضحك وهى تبكى وأقول لها إنما هى أيام قلائل قالت إن كنت تقدر أن تخلف مثل شفيع فنعم فلما طال بى السفر واتصلت بى الأيام كتبت إليها كتابا وفى أسفله ودعتها والدمع يقطر بيننا وكذاك كل ملذع بفراق شغلت بتفييض الدموع شمالها ويمينها مشغولة بعناق قال فكتبت إلى فى طومار كبير ليس فيه إلا بسم الله الرحمن الرحيم في أوله وفي آخره يا كذاب وسائر الكتاب أبيض قال فوجهت الكتاب إلى ذى الرياستين الفضل بن سهل وكتبت إليها كتابا على نحو ما كتبت ليس فيه إلا بسم الله الرحمن الرحيم في أوله وفي آخره أقول فودعتها يوم التفرق ضاحكا إليها ولم أعلم بأن لا تلاقيا فلو كنت أدري أنه آخر اللقا بكيت وأبكيت الحبيب المصافيا قال فكتبت إلى كتابا آخر ليس فيه إلا بسم الله الرحمن الرحيم فى أوله وفى آخره أعيذك بالله أن يكون ذلك فوجهته إلى ذى الرياستين الفضل بن سهل فأشخصنى إلى بغداد وصيرنى إلى ديوان الضياع ابن يحيى وجاريتين محمد بن يزيد الربعى عن الزبير عن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل قال إنه لما نفاه المتوكل إلى جزيرة أقريطش فطال مقامه بها تمتع بجارية رائعة الجمال بارعة الكمال فانسته ما كان فيه من رونق الخلافة وتدبيرها وكان قبل ذلك متيما بجارية خلفها بالعراق فسلا عنها فبينما هو مع الإقريطشية فى سرور وحبور يحلف لها ألا يفارق البلد ما عاش إذ قدم إليه كتاب جاريته من العراق وفيه مكتوب كيف بعدى لا ذقتم النوم أنتم خبروني مذ بنت عنكم وبنتم بمراض الجفون من خرد العين وورد الخدود بعدى فتنتم يا أخلاى إن قلبى وإن ان من الشوق عندكم حيث كنتم فإذا ما أبى الإله اجتماعا فالمنايا على وحدى وعشتم أخذت هذا المعنى من قول حاتم إذا ما أتى يوم يفرق بيننا بموت فكن أنت الذى تتأخر فلم يباشر لذة بعد كتابتها حتى رضى عنه المتوكل وصرفه إلى أحسن حالاته المعتز وجارية لابن رجاء الزبيري قال حدثنى ابن رجاء الكاتب قال أخذ منى الخليفة المعتز جارية كنت أحبها وتحبنى فشربا معا فى بعض اليالى فسكر قبلها وبقيت وحدها ولم تبرح من المجلس هيبة فذكرت ما كنا فيه من أيامنا فأخذت العود فغنت عليه صوتا حزينا من قلب قريح وهى تقول لا كان يوم الفراق يوما لم يبق للمقلتين نوما شتت منى ومنك شملا فسر قوما وساء قوما يا قوم من لى بوجد قلب يسومنى فى العذاب سوما ما لامنى الناس فيه إلا بكيت كيما أزاد لوما فلما فرغت من صوتها رفع المعتز إليها رأسه والدموع تجرى كالفرند انقطع سلكه فسألها عن الخبر وحلف لها أن يبلغها أملها فأعلمته القصة فردها إلى وأحسن إليها وألحقنى فى ندمائه وخاصته أبو أحمد وجارية له وكان لأبى أحمد صاحب حرب المعتمد جارية فكتبت إليه هو مقيم على العلوى بالبصرة تقول لنا عبرات بعدكم تبعث الأسى وأنفاس حزن جمة وزفير ألا ليت شعرى بعدنا هل بكيتم فأما بكائى بعدكم فكثير قال أبو أحمد فلم يكن لي هم بعدها حتى قفلت من غزاتى مروان وجارية له وكتب مروان بن محمد وهو منهزم نحو مصر إلى جارية له خلفها بالرملة وما زال يدعونى إلى الصد ما أرى فأنأى ويثنينى الذى لك فى صدرى وكان عزيزا أن بينى وبينها حجابا فقد أمسيت منك على عشر وأنكاهما والله للقلب فاعلمى إذا ازددت مثليها فصرت على شهر وأعظم من هذين والله اننى أخاف بأن لا نلتقى آخر الدهر سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر ابن بكار ورجل بالثغر الزبير بن بكار قال رأيت رجلا بالثغر وعليه ذلة واستكانة وخضوع وكان يكثر التنفس ويخفى الشكوى وحركات الحب لا تخفى فسألته وقد خلوت به فقال وقد تحدر دمعه أنا فى أمرى رشاد بين غزو وجهاد بدنى يغزو الأعادى والهوى يغزو فؤادى يا عليما بالعباد رد إلفى ورقادى وقال أعرابى يصف البين أدمت أناملها عضا على البين كما انثنت فرأتنى دامع العين وودعتنى إيماء وما نطقت إلا بسبابة منها وعينين وجدى كوجدك بل أضعافه فإذا عنى تواريت قاب الرمح واحينى وإن سمعت بموتى فاطلبى بدمى هواك والبين واستعدى على البين وقال آخر مالت تودعنى والدمع يغلبها كما يميل نسيم الريح بالغصن ثم استمرت وقلت هوى باكية يا ليت معرفتى إياك لم تكن وقال آخر إذا انفتحت قيود البين عنى وقيل أتيح للنائى سراح أبت حلقاته إلا انقفالا ويأبى الله والقدر المتاح ومن لى بالبقاء وكل يوم لسهم البين فى كبدى جراح وقال محمد بن أبى أمية الكاتب يا غريبا يبكى لكل غريب لم يذق فراق حبيب عزه البين فاستراح إلى الدمع وفى الدمع راحة للقلوب ختلته حوادث الدهر حتى أقصدته منها بسهم مصيب أى يوم أراك فيه كما كنت قريبا فأشتكى من قريب وقال أبو الطيامير أقول له يوم ودعته وكل يوم بعبرته مبلس لئن رجعت عنك أجسامنا لقد سافرت معك الأنفس وقال أبو العتاهية أبيت مسهدا قلقا وسادى أروح بالدموع عن الفؤاد فراقك كان آخر عهد نومى وأول عهد عينى بالسهاد فلم أر مثل ما سلبته نفسى وما رجعت به من سوء زاد وقال محمد بن يزيد التسترى رفعت جانبا إليك من الكل ة قابلته طرفا كحيلا نظرت نظرة الصبابة لا تملك للبين دمعها أن يجولا ثم ولت وقد تغير ذاك الصبح من خدها فعاد أصيلا وقال يزيد بن عثمان دمعة كاللؤلؤ الرط ب على الخد الأسيل وجفون تنفث الس حر من الطرف الكحيل إنما يفتضح العاش ق فى يوم الرحيل وقال على بن الجهم يا وحشتا للغريب فى البل د النازح ماذا بنفسه صنعا فارق أحبابه فما انتفعوا بالعيش من بعده وما انتفعا يقول فى نأيه وغربته عدل من الله كل ما صنعا وقال آخر بانوا وأضحى الجسم من بعدهم ما تبصر العين له فيا يا أسفى منهم ومن قولهم ما ضرك الفقد لنا شيا بأى وجه أتلقاهم إن وجدونى بعدهم حيا وقال آخر أترحل عن حبيبك ثم تبكي عليه فمن دعاك إلى الفراق وقال هدبة العذرى ألا ليت الرياح مسخرات بحاجتنا تباكر أو تئوب فتخبرنا الشمال إذا أتتنا وتخبر أهلنا عنا الجنوب عسى الكرب الذى أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب فيأمن خائف ويفك عان ويأتى أهله النائى الغريب وقال آخر لا بارك الله في الفراق ولا بارك فى الهجر ما أمرهما لو ذبح الهجر والفراق كما يذبح ظبى لما رحمتهما شربت كأس الفراق مترعة فطار عن مقلتى نومهما يا سيدى والذى أؤمله ناشدتك الله أن تذوقهما وقال حبيب الطائى الموت عندى والفراق كلاهما مالا يطاق يتعاونان على النفوس فذا الحمام وذا السياق لو لم يكن هذا كذا ما قيل موت أو فراق وقال آخر شتان ما قبله التلاق وقبلة ساعة الفراق هذى حياة وتلك موت بينهما راحة العناق وقال سعيد بن حميد موقف البين مأتم العاشقينا لا ترى العين فيه إلا حزينا إن في البين فرحتين فأما فرحتى بالوداع للظاعنينا فاعتناق لمن أحب وتقبي ل ولمس بحضرة الكاشحينا ثم لى فرحة إذا قدم النا س لتسليمهم على القادمينا وقال أعرابي ليل الشجى على الخلى قصير وبلا المحب على المحب يسير بان الذين أحبهم فتحملوا وفراق من تهوى عليك عسير فلأبعثن نياحة لفراقهم فيها تلطم أوجه وصدور ولألبسن مدارعا مسودة لبس الثواكل إذ دهاك مسير ولأذكرنك بعد موتى خاليا فى القبر عندى منكر ونكير ولأطلبنك فى القيامة جاهدا بين الخلائق والعباد نشور فبجنة إن صرت صرت بجنة ولئن حواك سعيرها فسعير والمستهام بكل ذاك جدير والذنب يغفر والإله شكور ومن قولنا في البين هيج البين دواعى سقمى كسا جسمى ثوب الألم أيها البين أقلنى مرة فإذا عدت فقد حل دمى ياخلى الروع نم فى غبطة إن من فارقته لم ينم ولقد هاج لقلبى سقما ذكر من لو شاء داوى سقمى ومن قولنا فى المعنى ودعتنى بزفرة واعتناق ثم نادت متى يكون التلاق وتصدت فأشرق الصبح منها بين تلك الجيوب والأطواق يا سقيم الجفون من غير سقم بين عينيك مصرع العشاق إن يوم الفراق أعظم يوم ليتنى مت قبل يوم الفراق ومن قولنا فيه فررت من اللقاء إلى الفراق فحسبى ما لقيت وما ألاقى سقانى البين كأس الموت صرفا وما ظنى أموت بكف ساقى فيا برد اللقاء إلى فؤادي أجرنى اليوم من حر الفراق وقال مجنون بنى عامر وإنى لمفن دمع عينى من البكا حذار الأمر لم يكن وهو كائن وقالوا غدا أو بعد ذاك بليلة فراق حبيب لم يبن وهو بائن وما كنت أخشى أن تكون منيتى بكفى إلا أن ما حان حائن وقال أبو هشام الباهلى خليلى غدا لا شك فيه مودع فوالله ماأدرى غدا كيف أصنع فواحزنا إن لم أودعه غدوة ويا أسفى أن كنت فيمن يودع فإن لم أودعه غدا مت بعده سريعا وإن ودعت فالموت اسرع أنا اليوم أبكيه فكيف به غدا أنا فى غد والله أبكى وأجزع لقد سخنت عينى وجلت مصيبتى سريعا وإن ودعت فالموت أسرع فيا يوم لا أدبرت هل لك محبس ويا غد لا أقبلت هل لك مدفع وقال بشار بن برد نبت عينى عن التغميض حتى كأن جفونها عنها قصار أقول وليلتى تزداد طولا أما لليل بعدكم نهار وقال المعتصم لما دخل مصر وذكر جارية له غريب فى قرى مصر يقاسى الهم والسقما لليلك كان بالميد إن أقصر منه بالفرما وقال آخر وداعك مثل وداع الربيع وفقدك مثل افتقاد الديم عليك سلام فكم من ندى فقدناه منك وكم من كرم الباب الخامس طبع الأنثى وما يذم من عشرة النساء شر النساء إياك وهؤلا ء خضراء الدمن شرك الصياد ومن الرجال ما ساء خلقه احذر امرأة سمعنه نظرنه ولا تنكحن هؤلاء شر النصفين امرأة الحطيئة وأمه علامة الحب البغض إنها كمشجب بال غيرة وحمق ثلال خلال فى امرأة قبيحة صنف منهن بكر حواء نموذج كريه يتعوذ الشيطان منها جاهل مغرور من غره النساء بود ليس لمخضوب البنان يمين فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل يا ليتنى المجعول فى النار الغانيات والشيب
Shafi 155
بين يدى هذا الباب
إن الغرائز المختلفة التى تعلل محاسن المرأة تعلل لنا نقائصها التى تعاب عليها من بعض جهاتها وقد لخصها المتنبى ولخص ما قيل في معناها حيث قال فمن عهدها ألا يدوم لها عهد
فهي تتقلب وتراوغ وترائى وتكذب وتحزن وتميل مع الهوى وتنسى في لحظة واحدة عشرة السنين الطوال
تحب المرأة الشباب ومن ذا الذي لا يحب الشباب
ثم تحب المرأة المال ومن ذا الذي يكره المال
وهي أبدا بين نقيضين في أمومتها وفي حبها
ولا بد من التناقض في طبع الأنثى لأنها شخصية حية خاضعة للمؤثرات التى تتناوبها من عدة جهات
إن الصفة التى وصفت بها المرأة في القرآن هي الصفة التى خلقت عليها أو هي صفتها على طبيعتها التى تحيا بها مع نفسها ومع ذويها
لقد جاءت وصف النساء بالكيد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم
مرتين على لسان يوسف عليه السلام
ومرة على لسان العزيز ( في سورة يوسف )
ﵟقال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلينﵞ
Shafi 157
ﵟوقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليمﵞ
ﵟفلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيمﵞ
والكيد صفة مذكورة في مواضع كثيرة من القرآن بعضها منسوب إلى الإنسان وبعضها منسوب إلى الشيطان
ومن الرجال الذين نسيت إليهم صالحون مؤمنون ومنهم كفرة مفسدون بل وردت وصفا لله تعالى مع المقابلة بين الكيد الإلهى وكيد المخلوقات وبغير مقابلة في الآيات
ويدخل في الكيد صفات كثيرة تمدح وتذم وتطلب وتمنع تشترك كلها في معانى التدبير والمعالجة والحيلة
وقدج يجمع الحميد والذميم منها قولهم الحرب مكيدة لأنها تدبير ومعالجة وحيلة تتطلبها مواقف القتال
وقد تذم أحيانا في هذه المواقف كما تذم في سواها
وقد جاء وصف الكيد في سورة يوسف نفسها منسوبا إلى إخوة يوسف إذ جاء فيها على لسان يعقوب عليه السلام
ﵟقال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداﵞ
وجاء منسوبا إلى الله تعالى بمعنى التدبير
ﵟكذلك كدنا ليوسفﵞ
Shafi 158
أما الكيد الذي وصفت به امرأة العزيز وصاحباتها فهو كيد يعهد في المرأة ولا ينسب إلى غيرها أو هو كيدهن الذي به يتسمن ويصدر عن خلائقهن وطبائعهن كما يفهم من الإضافة المتكررة في الآيات الثلاث
ويدل عليه عمل امرأة العزيز فيما غشت به زوجها واحتالت له من مراودة غلامها عن نفسه ثم من اتهامه بمراودتها وتنصلها من فعلها وكلها أعمال تتلخص في الرياء أو في إظهار غير ما تبطنه واحتيالها للدس والإخفاء
Shafi 159
فتعال نتابع مع ابن عبد ربه ما جمعه في هذا المجال بعد أن عرضنا عليك رأى العقاد فيما يذم من عشرة النساء أعلم الناس بالنساء لعبدة بن الطيب قال أبو عمرو بن العلاء اعلم الناس بالنساء عبدة بن الطبيب حيث يقول فإن تسألونى بالنساء فإننى عليم بأدواء النساء طبيب إذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له في ودهن نصيب يردن ثراء المرء حيث علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب وهذه الأبيات لعلقمة بن عبدة المعروف بالفحل وأول القصيدة طحا بك قلب فى الحسان طروب شر النساء وقيل لأعرابي عالم بالنساء صف لنا شر النساء قال شرهن النحيفة الجسم القليلة اللحم المحياض الممراض الصفراء المسئومة العسراء السليطة الذرفاء السريعة الوثبة كأن لسانها حربة تضحك من غير عجب وتقول الكذب وتدعو على زوجها بالحرب أنف فى السماء واست فى الماء إياك وهؤلاء وفى رواية محمد بن عبد السلام الخشنى قال إياك وكل امرأة مذكرة منكرة حديدة العرقوب بادية الظنبوب منتفخة الوريد كلامها وعيد وصوتها شديد تدفن الحسنات وتفشى السيئات تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان ليس في قلبها له رأفة ولا عليها منه مخافة إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحكت بكت وإن بكى ضحكت وإن طلقها كانت حرفته وإن أمسكها كانت مصيبة سفعاء ورهاء كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء تأكل لما وتوسع ذما صخوب غضوب بذية دنية ليس تطفأ نارها ولا يهدأ إعصارها ضيقة الباع مهتوكة القناع صبيها مهزول وبيتها مزبول إذا حدثت تشير بالأصابع وتبكى في المجامع بادية من حجابها نباحة على بابها تبكى وهى ظالمة وتشهد وهى غائبة قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور خضراء الدمن قال النبي إياكم وخضراء الدمن يريد الجارية الحسناء فى المنبت السوء شرك الصياد وفى حكمة داود المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو منها إلا من رضي الله عنه النساء ثلاثة روى الأصمعى عن أبي عمرو بن العلاء قال قال عمر بن الخطاب النساء ثلاثة هينة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على اهلها وأخرى وعاء للولد وثالثه غل قمل يلقيه الله فى عنق من يشاء من عباده ابن قتيبة بين امرأة وزوجها ومن الرجال ما ساء خلقه نافرت امرأة فضالة زوجها إلى مسلم بن قتيبة وهو والى خراسان فقالت أبغضه والله لخلال فيه قال وما هى قالت قليل الغيرة سريع الطيرة شديد العتاب سريع الحساب قد أقبل بخره وأدبر ذفره وهجمت عيناه واضربت رجلاه يفيق سريعا وينطق رجيعا يصبح حلسا ويمسة رجسا إن جاع جزع وإن شبع جشع احذر امرأة سمعنة نظرنه ومن صفة المرأة السوء يقال لها امرأة مسعنة نظرنة وهى التى إذا تسمعت أو تبصرت فلم تر شيئا تظننته تظنيا قال أعرابى إن لنا لكنه سمعنة نظرنه معنة مفنة القنة إلا تره تظنه ولا تنكحن هؤلاء وقال يزيد بن عمر بن هبيرة لا تنكحن برشاء ولا عمشاء ولا وقصاء ولا لثغاء فيجيئك ولد ألثغ فوالله لولد أعمى أحب إلى من ولد ألثغ عمر الرجل وعمر المرأة وقال آخر عمر الرجل خير من أوله يثوب حلمه وتثقل حصاته وتحمد سريرته وتكمل تجاربه وآخر عمر المرأة شر من أوله يذهب جمالها ويذرب لسانها وتعقم رحمها ويسوء خلقها شر النصفين وعن جعفر بن محمد عليهما السلام إذا قال لك أحد تزوجت نصفا فاعلم أن شر النصفين ما بقى فى يده وأنشد وإن أتوك وقالوا إنها نصف فإن أطيب نصفيها الذى ذهبا امرأة الحطيئة وقال الحطيئة فى امرأته أطوف ما أطوف ثم آوى إلى بيت قعيدته لكاع أم الحطيئة ويقول لأمه ولم يسلم من لسانه أحد تنحى فاجلسى منة بعيدا أراح الله منك العالمينا أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا حياتك ما علمت حياة سوء وموتك قد يسر الصالحينا نموذج آخر من الإماء اللاتى ساء خلقهن وأعوذ بالله من شرهن قال زيد بن عمير عى أمته أعاتبها حتى إذا قلت أقلعت أبى الله إلا خزيها فتعود فإن طمثت قادت وإن طهرت زنت فهى أبدا يزنى بها وتقود علامة الحب والبغض ويقال إن المرأة إذا كانت مبغضة لزوجها فعلامة ذلك أن تكون عند قربه منها مرتدة الطرف عنه كأنها تنظر إلى إنسان غيره وإذا كانت محبة له لا تقلع عن النظر إليه المرأة اللثغاء وقال آخر يصف امرأة لثغاء أول ما أسمع منها فى السحر تذكيرها الأنثى وتأنيث الذكر والسوءة السوءاء في ذكر القمر لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتى ولآخر في زوجته لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتى ولكن قرين السوء باق معمر فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلا وعذبها فيه نكير ومنكر عبد الملك وابن زنباع إنها كمشجب بال قد أسيء صنعه كان روح بن زنبار أثيرا عند عبد الملك فقال له يوما أرأيت امرأتى العبشمية قال نعم قال بماذا شبهتها قال بمشجب بال قد أسيء صنعه قال صدقت وما وضعت يدى عليها قط إلا كأنى وضعتها على الشكاعى وأنا أحب أن تقول ذلك إلى ابنيها الوليد وسليمان فقام إليه فزعا فقبل يده ورجله وقال أنشدك الله يا أمير المؤمنين ألا تعرضنى لهما قال مامن ذلك بد وبعث من يدعوهما فاعتزل روح وجلس ناحية من البيت فقال لهما عبد الملك أتدريان لم بعثت إليكما إنما بعثت لتعرفا لهذا الشيخ حقه وحرمته ثم سكت ابن زنبار وزوجه غيرة وحمق روى أبو الحسن المدائنى كان عند روح بن زنباع هند بنت النعمان بن بشير وكان شديد الغيرة فأشرفت يوما تنظر إلى وفد جذام وقد كانوا عنده فزجرها فقالت والله إنى لأبغض الحلال من جذام فكيف تخاف على الحرام فيهم وقالت له يوما عجبا منك كيف يسودك قومك وفيك ثلاث خلال أنت من جذام وأنت جبان وأنت غيور فقال لها اما جذام فإنى فى أرومتها وحسب الرجل أن يكون في أرومة قومه وأما الجبن فإنى مالى إلا نفس واحدة فأنا أحوطها فلو كانت لى غير نفس واحدة جدت بها وأما الغيرة فأمر لا أريد أن أشارك فيه وحقيق بالغيرة من كانت عنده حمقاء مثلك مخافة أن تأتيه بولد من غيره فتقذفه فى حجره فقالت وهل هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل فإن أنجبت مهرا عريقا فبالحرى وإن يك إقراف فما أنجب الفحل رجل وأمرأة تخطب له وثلاث خصال فى الزوج هل تطاق وتحتمل وعن الأصمعى قال قال أبو موسى جاءت امرأة إلى رجل تدله على امرأة يتزوجها فقال أقول لها لما أتتنى تدلنى على امرأة موصوفة بجمال أصبت لها والله زوجا كما اشتهت إن احتملت منه ثلاث خصال فمنهن عجز لا ينادى وليده ورقة إسلام وقلة مال فى امرأة قبيحة وذكر أعرابى امرأة قبيحة فقال ترخى ذيلها على عرقوبى نعامة وتسدل خمارها على وجه كالجعالة صنف منهن وصاحب أعرابى امرأة فقال لها والله إنك لمشرفة الأذنين جاحظة العينين ذات خلق متضائل يعجبك الباطل إن شبعت بطرت وإن جعت صخبت وإن رأيت حسنا دفنتيه وإن رأيت سيئا أذعتيه تكرمين من حقرك وتحتقرين من أكرمك حمدونة بنت المهدى ودخلت أعرابية على حمدونة بنت المهدى فلما خرجت سئلت عنها فقالت والله لقد رأيتها فما رأيت طائلا كأن بطنها قربة وكأن ثديها دبة وكأن استها رقعة وكأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكا بكر حواء وهجا أعرابى امرأته فقال يا بكر حواء من الأولاد وأم آلاف من العباد عمرك ممدود إلى التناد فحدثينا بحديث عاد والعهد من فرعون ذى الأوتاد يا أقدم العالم عى الميلاد إنى من شخصك فى جهاد خطبها شابة ودسوا إليه عجوزا وقال أعرابى في امرأة تزوجها وقد خطبها شابة طرية ودسوا إليه عجوزا عجوز ترجى أن تكون فتية وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر تدس إلى العطار سلعة أهلها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر تزوجتها قبل المحاق بليلة فكان محاقا كله ذلك الشهر ما غرنى إلا خضاب بكفها وكحل بعينيها وأثوابها الصفر وقال فيها نموذج كريه ولا تستطيع الكحل من ضيق عينها فإن عالجته صار فوق المحاجر وفى حاجبيها حزة كغرارة فإن حلقا كانا ثلاث غرائر وثديان أما واحد فهو مزود وآخر فيه قربة للمسافر وقال فيها يتعوذ الشيطان منها لها جسم برغوث وساقا بعوضة ووجه كوجه القرد بل هو أقبح وتبرق عيناها إذا ما رأيتها وتعبس فى وجه الضجيع وتكلح لها مضحك كالحش تحسب أنها إذا ضحكت فى أوجه القوم تسلح وتفتح لا كانت فما لو رأيته توهمته بابا من النار يفتح إذا عاين الشيطان صورة وجهها تعوذ منها حين يمسى ويصبح وقال أعرابى في سوداء كأنها والكحل فى مرودها تكحل عينها ببعض جلدها وقال فيها أشبهك المسك وأشبهته قائمة فى لونها قاعدة لا شك إذ لونكما واحد أنكما من طينة واحدة فى مكر النساء وكيدهن الغسانى والكندى وهند جاهل مغرور من غره النساء بود وقال الهيثم بن عدى غزا الغسانى الحارث بن عمرو آكل المرار الكندى فلم يصبه فى منزله فأخذ ما وجد له واستاق امرأته فلما أصابها أعجبت به فقالت له انج فوالله لكأنى أنظر إليه يتبعك فاغرا فاه كأنه بعير آكل مرار وبلغ الحارث فأقبل يتبعه حتى لحقه فقتله وأخذ ما كان معه وأخذ امرأته فقال لها هل أصابك قالت نعم والله ما اشتملت النساء على مثله قط فأمر بها فأوقفت بين فرسين ثم استحضرها حتى تقطعت ثم قال كل أنثى وإن بدا لك منها آية الود حبها خيثعور إن من غره النساء بود بعد هند لجاهل مغرور أقوال فى مكر النساء وكيدهن وقالت الحكماء لا تثق بامرأة ولا تغتر بمال وإن كثر وقالوا النساء حبائل الشياطن ليس لمخضوب البنان يمين قال الشاعر تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن جزوعا إذا بانت فسوف تبين وصنها وإن كانت تفى لك إنها على مدد الأيام سوف تخون وإن هى أعطتك الليان فإنها لآخر من طلابها ستلين وإن حلفت لا ينقض النأى عهدها فليس لمخضوب البنان يمين وإن أسبلت يوم الفراق دموعها فليس لعمر الله ذاك يقين وقالت الحكماء لم تنه امرأة قط عن شيء إلا فعلته وقال طفيل الغنوى إن النساء متى ينهين عن خلق فإنه واقع لا بد مفعول فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل وعن الهيثم بن عدى عن ابن عياش قال أرسل عبد الله بن همام السلولى شابا إلى امرأة ليخطبها عليه فقالت له فما يمنعك أنت فقال لها ولى طمع فيك قالت ما عنك رغبة فتزوجها ثم انصرف إلى ابن همام فقال له ما صنعت قال والله ما تزوجتنى إلا بشرط بعد شرط قال أو لهذا بعثتك ثم قال في ذلك رأت غلاما على شرط الطلابة لا يعيا بإرقاص بردى الخلاخيل مبطنا بدخيس اللحم تحسبه مما يصور فى تلك التماثيل أكفا من الكفء فى عقد النكاح وما يعيابه حل هميان السراويل تركتها والأيامى غير واحدة فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل السلولى وامرأة خطبها يا ليتنى المجعول في النار وعن الهيثم بن عدى عن ابن عياش قال كان النساء يجلسن لخطابهن فكانت امرأة من بنى سلول تخطب وكان عبد الله ابن همام السلولى يخطبها فإذا دخل عليها تقول له فداك أبى وأمى وتقبل عليه تحدثه وكان شاب من بنى سلول يخطبها فإذا دخل عليها الشاب وعندها عبد الله بن همام قالت للشباب قم إلى النار وأقبلت بوجهها وحديثها على عبد الله ثم إن الشاب تزوجها فلما بلغ ذلك عبد الله بن همام قال أودى بحب سليمى فاتك لقن كحية برزت من بين أحجار إذا رأتنى تفدينى وتجعله فى النار يا ليتنى المجعول فى النار ماذا تظن سليمى وله فيها ماذا تظن سليمى إن ألم بها مرجل الرأس ذو بردين مزاح حلو فكاهته خز عمامته فى كفه من رقى الشيطان مفتاح وفى حكمة داود وجدت من الرجال واحدا فى ألف ولم أجد واحدة فى النساء جميعا الشيب والنساء الغانيات والشيب قال محمود الوراق لا تطلبين أثرا بعين فالشيب إحدى الميتتين أبدى مقابح كل شين ومحا محاسن كل زين فإذا رأيت الغانيات رأين منك غراب بين ولربما نافسن فيك وكن طوعا لليدين أيام عممك الشباب وأنت سهل العارضين حتى إذا نزل المشيب وصرت بين عمامتين سوداء حالكة وبي ضاء المناشر كاللجين مزج الصدود وصا لهن فكن أمرا بين بين وصبرن ما صبر السوا د على مصانعة ودين حتى إذا شمل المشيب فحاز قطر الحاجبين قفين شر قفية وأخذن منك الأطيبين فاقن الحياء وسل نفسك أو فناد الفرقدين ولئن أصابتك الخطو ب بكل مكروه وشين فلقد أمنت بأن يصيبك ناظر أبدا بعين وقال حبيب الطائى نظرت إلى بعين من لم يعدل لما تمكن حبها من مقلتى لما رأت وضح المشيب بلمتى صدت صدود مجانب متحمل فجعلت أطلب وصلها بتلطف والشيب يغمرها بألا تفعلى وقال آخر صدت أمامة لما جئت زائرها عنى بمطروفة إنسانها غرق وراعها الشيب فى رأسى فقلت لها كذاك يصفر بعد الخضرة الورق وقال محمد بن أمية رأين الغوانى الشيب لاح بعارضى فاعرضن عنى بالخدود النواضر وكن إذا أبصرننى أو سمعن بى دنون فرقعن الكوى بالمحاجر وقال العلوى عيرتنى بشيب رأسى نوار يا بنة العم ليس فى الشيب عار إنما العار في الفرار من الزحف إذا قيل أين أين الفرار وقال آخر ماذا تريدين من جهلى وقد غبرت سنو شبابى وهذا الشيب قد وخطا أرقع الشعرة البيضاء ملتقطا فيصبح الشيب للسوداء ملتقطا وسوف لا شك يعيينى فأتركه فطالما أعمل المقراض والمشطا أبو دلف والمأمون دخل أبو دلف على المأمون وعنده جارية له وقد ترك الخضاب أبو دلف فغمز المأمون الجارية فقالت له شبت أبا دلف إنا لله وإنا إليه راجعون لا عليك فسكت أبو دلف فقال له المأمون أجبها أبا دلف فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال تهزأت أن رأت شيبى فقلت لها لا تهزئى من يطل عمره يشب شيب الرجال لهم زين ومكرمة وشيبكن لكن الويل فاكتئبى فينا لكن وإن شيب بدا أرب وليس فيكن بعد الشيب من أرب الباب السادس أبغض الحلال إلى الله الطلاق من ملح الأصمعى وغريبه المغيرة وزوجته فارعة الحسن وعائشة بنت طلحة إلى غير رجعة فارقها قبل أن تفرق شمله قمة الكراهية هكذا تكون الإخوان بانت فلم يألم لها قلبى ألذ من ليلة العرس تلك راضية بموضعها محمد هو الدنيا لا يدوم نعيمها وصلتك رحم من طلق امرأته ثم تبعتها نفسه إن الغزال الذى ضيعت مشغول ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى ابن أبى بكر وامرأته وكانت جنتى فخرجت منها من أخبار النوار إن فى نفسى من النوار شيئا أبعد صحبة خمسين عاما رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها الرشيد والأصمعى ملح الأصمعى وغرائبه وأنت طالق إن أجاز زوجك محمد بن الغار قال حدثنى عبد الرحمن بن محمد ابن أخى الأصمعي قال سمعت عمى يقول توصلت بالملح وأدركت بالغريب وقال عمى للرشيد فى بعض حديثه بلغنى يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق فى يوم خمس نسوة قال إنما يجوز ملك الرجل أربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات وكان شنطيرا فقال إلى متى هذا التنازع ما إخال هذا الأمر إلا من قبلك يقول ذلك لامرأة منهن اذهبى فأنت طالق فقالت له صاحبتها عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان حقيقا فقال لها وأنت أيضا طالق
Shafi 177
بين يدي هذا الباب للمحقق
بنى الطلاق كما بنى الزواج في المجتمعات الأولى على عادات الفطرة الذكر يطلب الأنثى ولا تطلبه
والرجل يخطب المرأة ولا تخطبه
وعلى هذه العادة الفطرية درج نظام الطلاق مع الزواج باختيار الرجل وحده وجرى القانون على ما جرى به العرف بعد قيام القوانين بعد المرحلة البدائية من مراحل الاجتماع
وشريعة القرآن الكريم في مسألة الطلاق شريعة دنيا ودين تنظر إلى طبائع الرجال والنساء
فالطلاق في الإسلام قسوة مكروهة لأنه أبغض الحلال إلى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ولم تخل آية عرضت للطلاق من توكيد الأمر بالمعروف والنهى عن الإساءة والإيذاء والحث على مغالبة الشح والتقتير
وما من وسيلة تنجح في اجتناب الفرقة بين الزوجين إلا ونصح بها القرآن الكريم لكل منهما فيما يطلب من الرجل أو يطلب من المرأة وترجى منه الفائدة في الواقع
فإذا نفدت حيلة المراجعة وانتظار المهلة وبطلت مساعى الصلح بين الأهل والأقارب وأسفرت تجربة الطلقة الراجعة مرة بعد مرة عن قلة اكتراث للجفاء وإصرار على الفراق فليس في الزواج إذن بقية تحمى من الطلاق
Shafi 179
ولعل الطلاق يومئذ أرحم بالمرأة من علامة منغصة تربطها برجل يجفوها ويبخل عليها بقوتها ويتمنى لها الموت ليبتعد عنها إذ كانت عشرتها غلا في عنقه لا يفصمه غير الموت
ولا إيذاء في هذا الطلاق للزوج ولا للزوجة ولا للمجتمع إذ لا بقاء إذن لشيء يصح أن يسمى بالزواج
وإليك ما قدمه ابن عبد ربه $ الرشيد والأصمعي ملح الأصمعي وغرائبه
وأنت طالق إن أجاز زوجك
محمد بن الغار قال حدثني عبد الرحمن بن محمد ابن أخي الأصمعي قال سمعت عمى يقول توصلت بالملح وأدركت بالغريب
وقال عمى للرشيد في بعض حديثه
بلغني يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق في يوم خمس نسوة
قال إنما يجوز ملك الرجل على أربع نسوة فكيف طلق خمسا
قال كان لرجل أربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات وكان شنطيرا فقال إلى متى هذا التنازع
ما إخال هذا الأمر إلا من قبلك يقول ذلك لا مرأة منهن اذهبى فأنت طالق فقالت له صاحبتها
عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان حقيقا
Shafi 180
فقال لها وأنت أيضا طالق فقالت له الثالثة قبحك الله فوالله لقد كانتا إليك محسنتين وعليك مفضلتين فقال وأنت أيتها المعددة أياديهما طالق أيضا فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها أناة شديدة ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق فقال لها وأنت طالق أيضا وكان ذلك بمسمع جارة له فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه فقالت والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم أبيت إلا طلاق نسائك فى ساعة واحدة قال وأنت أيضا أيتها المؤنبة المتكلفة طالق إن أجاز زوجك فأجابه من داخل بيته قد أجزت قد أجزت المغيرة وزوجته فارعة كنت فبنت ودخل المغيرة بن شعبة على زوجته فارعة الثقفية وهى تتخلل حين انفلت من صلاة الغداة فقال لها لئن كنت تتخللين من طعامك اليوم إنك لجشعة وإن كنت تتخللين من طعام البارحة إنك لشبعة كنت فبنت فقالت والله ما اغتبطنا إذ كنا ولا أسفنا إذ بانت بنا وما هو لشيء مما ذكرت ولكنى استكنت فتخللت لسواك فخرج المغيرة نادما على ماكان منه فلقيه يوسف بن أبى عقيل فقال له إنى نزلت الآن عن سيدة نساء ثقيف فتزوجها فإنها ستنجب فتزوجها فولدت له الحجاج الحسن وعائشة بنت طلحة رد جميل وقال الحسن بن على بن حسين لامرأته عائشة بنت طلحة أمرك بيدك فقالت قد كان عشرين سنة بيدك فاحسنت حفظه فلم أضيعه إذ صار بيدى ساعة واحدة وقد صرفته إليك فأعجبه ذلك منها وأمسكها لرجل فى طلاق امرأته إلى غير رجعة وقال أبو عبيدة طلق رجل امرأته وقال لقد طلقت أخت بنى غلاب طلاقا ما أظن له ارتدادا ولم أك كالمعدل أو أويس إذا ما طلقا ندما فعادا فارقها قبل أن تفرق شمله ونكح رجل أمرأة من عدى فلما اهتداها رأت ربع داره أحسن ربع شمل عياله أجمل شمل فقالت أما والله لئن بقيت لهم لأشتتن أمرهم وقالت فى ذلك أرى نارا سأجعلها إرينا وأترك أهلها شتى عزينا فلما انتهى ذلك إلى زوجها طلقها وقال فى ذلك ألا قالت هدى بنى عدى أرى نارا سأجعلها إرينا فبينى قبل أن تلحى عصانا ويصبح أهلنا شتى عزينا قمة الكراهية وقيل لابن عباس ما تقول فى رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء قال يكفيه من ذلك عدد كواكب الجوزاء لا أمل فيه وقيل لأعرابى هل لك فى النكاح قال لو قدرت أن أطلق نفسى لطلقتها هكذا تكون الإخوان وعن الزهرى قال قال أبو الدرداء لامرأته إذا رأيتنى غضبت فترضينى وإن رأيتك غضبت ترضيك وإن رأيتك غضبت ترضيك وإلا لم نصطحب قال الزهرى وهكذا تكون الإخوان بانت فلم يألم لها قلبى قال الأصمعى كنت أختلف إلى أعرابى أقتبس منه الغريب فكنت إذا استأذنت عليه يقول يا أمامة ائذنى له فتقول ادخل فاستأذنت عليه مرارا فلم أسمعه يذكر أمامة فقلت يرحمك الله ما أسمعك تذكر أمامة قال فوجم وجمة فندمت على ما كان منى ثم أنشأ يقول ظعنت أمامة بالطلاق ونجوت من غل الوثاق بانت فلم يألم لها قلبى ولم تبك المآقى لو لم يرح بطلاقها لأرحت نفسى بالإباق ودواء مالا تشتهيه النفس تعجيل الفراق والعيش ليس يطيب من إلفين من غير اتفاق ألذ من ليلة العرس وعن الشيبانى طلق أبو موسى امرأته وقال فيها تجهزى للطلاق وارتحلى فذا دواء المجانب الشرس ما أنت بالجنة الولود ولا عندك نفع يرجى لملتمس لليلتى حين بنت طالقة ألذ عندى من ليلة العرس بت لديها بشر منزلة لا أنا فى لذة ولا أنس تلك على الخسف لا نظير لها وإننى ما يسوغ لى نفسى ابن زبان والزبير تلك راضية بموضعها أقبل منظور بن زبان بن سيار الفزارى إلى الزبير فقال إنما زوجناك ولم نزوج عبد الله قال ماله قال إنها تشكوه قال يا عبد الله طلقها قال عبد الله هى طالق قال ابن منظور أنا ابن قهرم قال الزبير أنا ابن صفية أتريد أن يطلق المنذر أختها قال لا تلك راضية بموضعها خديجة بين محمد وإبراهيم محمد هو الدنيا لا يدوم نعيمها وتزوج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان خديجة بنت عروة بن الزبير فذكر له جمالها وكان يقال له المذهب من حسنه وكان رجلا مطلاقا فقالت محمد هو الدنيا لا يدوم نعيمها فلما طلقها خطبها إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومى فكتب إليها أعيذك بالرحمن من عيش شقوة وأن تطمعى يوما إلى غير مطمع إذا ما ابن مظعون تحدر وسقه عليك فبونى بعد ذلك أو دعى الحجاج وزواجه بابنة جعفر وصلتك رحم وعن العتبى عن أبيه قال أمهر الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر تسعين ألف دينار فبلغ ذلك خالد بن يزيد بن معاوية فأمهل عبد الملك حتى إذا أطبق الليل دق عليه الباب فأذن له عبد الملك ودخل عليه فقال له ما هذا الطروق أبا يزيد قال أمر والله لم ينتظر له الصبح هل هل علمت أن أحدا كان بينه وبين من عادى ما كان بين آل أبى سفيان وآل الزبير بن العوام فإنى تزوجت إليهم فما فى الأرض قبيلة من قريش أحب إلى منهم فكيف تركت الحجاج وهو سهم من سهامك يتزوج إلى بنى هاشم وقد علمت ما يقال فيهم فى آخر الزمان قال وصلتك رحم وكتب إلى الحجاج يأمره بطلاقها وألا يراجعه فى ذلك فطلقها فأتاه الناس يعزونه وفيهم عمرو بن عتبة فجعل الحجاج يقع بخالد ويتنقصه ويقول إنه صير الأمر إلى من هو أولى به منه وإنه لم يكن لذلك أهلا فقال له عمرو بن عتبة إن خالدا أدرك من قبله وأتعب من بعده وعلم علما فسلم الامر إلى أهله ولو طلب بتقديم لم يغلب عليه أو بحديث لم يسبق إليه فلما سمعه الحجاج استحى فقال يا بن عتبة إنا نسترضيكم بأن نعتب عليكم ونستعطفكم بأن ننال منكم وقد غلبتم على الحلم فوثقنا لكم به وعلمنا أنكم تحبون أن تحلموا فتعرضنا للذين تحبون من طلق امرأته ثم تبعها نفسه بين العريان وبنت عمران إن الغزال الذى ضيعت مشغول الهيثم بن عدى قال كانت تحت العريان بن الأسود بنت عم له فطلقها فتبعها نفسه فكتب إليها يعرض إليها بالرجوع فكتبت إليه إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بدلا إن الغزال الذى ضيعت مشغول فكتب إليها من كان ذا شغل فالله يكلؤه وقد لهونا به والحبل موصول وقد قضينا من استطرافه طرفا وفى الليالى وفي أيامها طول والوليد وزوجته سعدى ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى وطلق الوليد بن يزيد امرأته سعدى فلما تزوجت اشتد ذلك عليه وندم على ما كان منه فدخل عليه أشعب فقال له أبلغ سعدى عنى رسالة ولك منى خمسة آلاف درهم فقال عجلها فأمر له بها فلما قبضها قال هات رسالتك فأنشده أسعدى ما إليك لنا سبيل ولا حتى القيامة من تلاق بلى ولعل دهرا أن يؤاتى بموت من خليلك أو فراق فأتاها فاستأذن فدخل عليها فقالت له ما بدالك فى زيارتنا يا أشعب فقال يا سيدتى أرسلنى إليك الوليد برسالة وأنشدها الشعر فقالت لجواريها خذن هذا الخبيث فقال يا سيدتى أرسلنى إليك الوليد برسالة وأنشدها الشعر فقالت لجواريها خذن هذا الخبيث فقال يا سيدى إنه جعل لى خمسة آلاف درهم قالت والله لأعاقبن أو لتبلغن إليه ما أقول لك قال سيدتى اجعلى شيئا قالت لك بساطى هذا قال قومى عنه فقامت عنه وألقاه على ظهره وقال هاتى رسالتك فقالت أنشده أتبكى على سعدى وأنت تركتها فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع فلما بلغه وأنشده الشعر سقط فى يده وأخذته كظمة ثم سرى عنه فقال اختر واحدة من ثلاث إما ان نقتلك وإما أن نطرحك من هذا القصر وإما أن نلقيك إلى هذه السباع فتحير اشعب وأطرق حينا ثم رفع رأسه فقال يا سيدى ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى فتبسم وخلى سبيله ابن أبى بكر وامرأته في غير شىء تطلق وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه عبد الرحمن بن أبى بكر أمره أبوه بطلاقها ثم دخل عليه فسمعه يتمثل فلم أر مثلى طلق اليوم مثلها ولم أر مثلها في غير شىء تطلق فأمره بمراجعتها الفرزدق ونوار وكانت جنتى فخرجت منها وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه الفرزدق الشاعر طلق النوار ثم ندم في طلاقها وقال ندمت ندامة الكسعى لما غدت منى مطلقة نوار وكانت جنتى فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضرار فأصبحت الغداة ألوم نفسى بأمر ليس لى فيه خيار من أخبار النوار وكانت النوار بنت عبد الله قد خطبها رجل رضيته وكان وليها غائبا وكان الفرزدق وليها إلا أنه كان أبعد من الغائب فجعلت أمرها إلى الفرزدق وأشهدت له بالتفويض إليه فلما توثق منها بالشهود أشهدهم أنه قد زوجها من نفسه فأبت منه ونافرته إلى عبد الله بن الزبير فنزل الفرزدق على حمزة بن عبد الله ابن الزبير ونزلت النوار على زوجة عبد الله بن الزبير وهى بنت منظور بن زبان فكان كل ما أصلح حمزة من شأن الفرزدق نهارا أفسدته المرأة ليلا حتى غلبت المرأة وقضى ابن الزبير على الفرزدق فقال أما البنون فلم تقبل شفاعتهم وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذى يأتيك مؤتزرا مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا وقال الفرزدق فى مجلس ابن الزبير وما خاصم الأقوام من ذى خصومة كورهاء مدنو إليها خليلها فدونكها يا بن الزبير فإنها ملعنة يوهى الحجارة قيلها فقال ابن الزبير إن هذا شاعر وسيهجونى فإن شئت ضربت عنقه وإن كرهت ذلك فاختاري نكاحه وقرى فقرت واختارت نكاحه ومكثت عنده زمانا ثم طلقها وندم فى طلاقها إن فى نفسى من النوار شيئا وعن الاصمعى عن المعتمر بن سليمان عن أبى مخروم عن راوية الفرزدق قال قال لى الفرزدق يوما امض بنا إلى حلقة الحسن فإنى أريد أن اطلق النوار فقلت له إنى أخاف أن تتبعها نفسك ويشهد عليك الحسن وأصحابه قال انهض بنا فجئنا حتى وقفنا على الحسن فقال الفرزدق كيف أصبحت أبا سعيد قال بخير كيف أصبحت يا أبا فراس فقال تعلمن أنى طلقت النوار ثلاثا قال الحسن وأصحابه قد سمعنا فانطلقنا فقال لى الفرزدق يا هذا إن فى نفس من النوار شيئا فقلت حذرتك فقال ندمت ندامة الكسعى لما غدت منى مطلقة نوار وكانت حنتى فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضرار ولو أنى ملكت بها يمينى لكان على للقدر الخيار قيس بن ذريح وطلاق امرأته فأصبحت الغداة ألوم نفسى وممن طلق امرأته وتبعها نفسه قيس بن الذريح وكان أبوه أمر بطلاقها فطلقها وندم فقال فى ذلك فوا كبدى على تسريح لبنى فكان فراق لبنى كالخداع تكنفنى الوشاة فأزعجونى فيا للناس للواشى المطاع فأصبحت الغداة ألوم نفسى على أمر وليس بمستطاع كمغبون يعض على يديه تبين غبنه بعد البياع أبعد صحبة خمسين سنة وطلق رجل امرأته فقالت أبعد صحبة خمسين سنة فقال مالك عندنا ذنب غيره رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها ابن أم الحكم بين رجل وامرأته العتبى قال جاء رجل بامرأة كأنها برج فضة لى عبد الرحمن بن أم الحكم وهو على الكوفة فقال أن امرأتى هذه شجتنى فقال لها أنت فعلت له قالت نعم غير متعمدة لذلك كنت أعالج طيبا فوقع الفهر من يدى على رأسه وليس عندى عقل ولا تقوى يدى على القصاص فقال عبد الرحمن للرجل يا هذا علام تحبسها وقد فعلت بك ما أرا قال أصدقتها أربعة آلاف درهم ولا تطيب نفسى بفراقها قال فإن أعطيتها لك أتفارقها قال نعم قال فهى لك قال هى طالق إذا فقال عبد الرحمن احبسى علينا نفسك ثم أنشأ يقول يا شيخ ويحك من دلاك بالغزل قد كنت يا شيخ عن هذا بمعتزل رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها فاعمد لنفسك نحو الجلة الذلل الباب السابع في النوادب والتعازي والمراثى قال الحكماء أعظم المصائب كلها انقطاع الرجاء وقالوا كل شيء يبدو صغيرا ثم يعظم إلا المصيبة فإنها تبدو عظيمة ثم تصغر قيل لأعرابى ما بال المراثي أشرف أشعاركم قال لأننا نقولها وقلوبنا محترقة مع الفطن الذكية والألفاظ الشجية التى ترق القلوب القاسية وتذيب الدموع الجامدة مع النوادب المراثى والتعازى مع ابن عبد ربه في النوادب والتعازى المراثى قال أحمد بن محمد بن عبد ربه ونحن قائلون بعون الله في النوادب المراثى والتعازى بأبلغ ما وجدناه من الفطن الذكية والألفاظ الشجية التى ترق القلوب القاسية وتذيب الدموع الجامدة مع اختلاف النوادب عند نزول المصائب فنادبة تثير الحزن من ربضته وتبعث الوجد من رقدته بصوت كترجيع الطير وتقطع أنفاس المآتم يترك صدعا فى القلوب الجلامد ونادبة تخفض من نشيجها وتقصد فى نحيبها وتذهب مذهب الصبر والأستسلام والثقة بجزيل الثواب قال عمرو بن ذر سألت أبى ما بال الناس إذا وعظتهم بكوا وإذا وعظهم غيرك لم يبكوا قال يا بنى ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة وقال الأصمعة قلت الأعرابي ما بال المراثى أشرف أشعاركم قال لأننا نقلها وقلوبنا محترقة وقال الحكماء أعظم المصائب كلها انقطاع الرجاء وقالوا كل شيء يبدو صغيرا ثم يعظم إلا المصيبة فإنها تبدو عظيمة ثم تصغر البكاء على الميت لإبراهيم الشعبى عن إبراهيم قال لا يكون البكاء إلا من فضل فإذا اشتد الحزن ذهب البكاء وأنشد فلئن بكيناه لحق لنا ولئن تركنا ذاك للصبر فلمثله جرب العيون دما ولمثله جمدت فلم تجر الأحنف وباكية مر الأحنف بامرأة تبكى ميتا ورجل ينهاها فقال له دعها فإنها تندب عهدا قريبا وسفرا بعيدا النبي وباكيات من الأنصار ولما بكت نساء أهل المدينة على قتلى أحد قال النبى لكن حمزة لا باكية له ذلك اليوم فسمع ذلك أهل المدينة فلم يقم لهم مأتم إلى اليوم إلا ابتدأن فيه البكاء على حمزة وقال النبي لولا أن يشق على صفية ما دفنته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع القول عند الموت الرسول في قبضه حماد بن سلمة عن ثابت بن مالك قال كانت فاطمة جالسة عند رسول الله فتواكدت عليه كرب الموت فرفع رأسه وقال واكرباه فبكت فاطمة وقالت واكرباه لكربك يا ابتاه قال لا كرب على أبيك بعد اليوم فاطمة رضى الله عنها مع أبيها عند قبضه الرياشى عن عثمان بن عمر عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ما رأيت أحدا من خلق الله اشبه حديثا وكلاما برسول الله من فاظمة وكانت إذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبلها ورحب بها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها فدخلت عليه فى مرضه الذى توفى فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت فقلت كنت أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء فإذا هى واحدة منهن بينما هم تبكى إذ هى تضحك فلما توفى الرسول سألتها فقالت أسر إلى فأخبرنى أنه ميت فبكيت ثم أسر إلى أنى أول أهل بيته لحوقا به فضحكت عائشة رضى الله عنها مع أبيها فى احتضاره القاسم بن محمد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها دخلت على ابيها فى مرضه الذى مات فيه فقالت له يا أبت اعهد إلى خاصتك وأنفذ رأيك فى عامتك وانقل من دار جهازك إلى دار مقامك وإنك محضور ومتصل بقلبى لوعتك وأرى تخاذل اطرافك وانتقاع لونك فإلى الله تعزينى عنك ولديه ثواب حزنى عليك ارقأ فلا أرقأ وأشكو فلا أشكى فرفع راسه فقال يا بنية هذا يوم يحل فيه عن غطائى وأعاين جزائى إن فرحا فدائم وإن نوحا فمقيم إنى اضلعت بإمامة هؤلاء القوم حيث كان النكوص أضاعة والحذر تفريطا فشهيدى الله ما كان بقلبى إلا إياه فتبلغت بصحفتهم وتعللت بدرة لقحتهم وأقمت صلاى معهم لا مختالا أشرا ولا مكابرا بطرا لم أعد سدا لجوعة وتورية لعورة طوى ممغص تهفو له الأحشاء وتجب له الأمعاء واضطررت إلى ذلك اضطرار الجرض إلى المعيف الآجن فإذا أنا مت فردى إليهم صحفتهم ولقحتهم وعبدهم ورحالهم ودثارة ما فوقى اتقيت بها أذى البرد ودثارة ما تحتى اتقيت بها أذى الأرض كان حشوهما قطع السعف عمر وعائشة رضى الله عنهما مع أبى بكر فى احتضاره ودخل عليه عمر فقال يا خليفة رسول الله لقد كلفت القوم بعدك تعبا ووليتهم نصبا فهيهات من شق غبارك وكيف باللحاق بك وقالت عائشة وأبوها يغمض وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل فنظر إليها وقال ذلك رسول الله ثم أغمى عليه فقالت لعمرك ما يغنى الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر قالت فنظر إلى كالغضبان وقال لى وجاءت سكرة المت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ثم قال انظروا ملاءتى فاغسولهما وكفنونى فيهما فإن الحى أحوج إلى الجديد من الميت لمعاوية فى النساء وقال معاوية وذكر عنده النساء ما مرض المرضى ولا ندب الموتى مثلهن الوقوف على القبور والقول عند الموت لفاطمة على قبر أبيها وقفت فاطمة رضى الله عنها على قبر أبيها فقالت إنا فقدناك فقد الأرض وابلها وغاب مذغبت عنا الوحى والكتب فليت قبلك كان الموت صادفنا لما نعيت وحالت دونك الكثب حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال لما فرغنا من دفن رسول الله اقبلت على فاطمة فقالت يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على وجه رسول الله التراب ثم بكت ونادت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه من ربه ناداه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه قال ثم سكتت فما زادت شيئا عائشة رضى الله عنها على قبر أبى بكر ووقفت عائشة على قبر أبى بكر فقالت نضر الله وجهك وشكر لك صالح سعيك فقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها وكنت للآخرة معزا بإقبالك عليها ولئن كان أجل الحوادث بعد رسول الله رزؤك وأعظم المصائب بعده فقدك إن كتاب الله ليعد بحسن الصبر فيك وحسن العوض منك فأنا أتنجز موعود الله وأستعيض منك بالإستغفار لك فعليك السلام ورحمة الله توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاء فيك ثم انصرفت لعلى فى فاطمة المدائنى قال لما دفن على بن أبى طالب كرم الله وجهه فاطمة عليها السلام تمثل عند قبرها فقال لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذى دون الممات قليل وإن افتقادى واحد بعد واحد دليل على ألا يدوم خليل امرأة الحسن على قبره لما مات الحسن بن على عليهما السلام ضربت امرأته فسطاطا على قبره وأقامت حولا ثم انصرفت إلى بيتها فسمعت قائلا يقول أدركوا ما طلبوا فأجابه مجيب بل ملوا فانصرفوا نائلة على قبر عثمان ابن الكلبى قال وقفت نائلة بنت الفرافصة الكلبية على قبر عثمان فترحمت عليه ثم قالت ومالى لا أبكى وتبكى صحابتى وقد ذهبت عنا فضول أبى عمرو ثم انصرفت إلى منزلها فقالت إنى رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خفت أن يبلى حزن عثمان فى قلبى فدعت بفهر فهشمت فاها وقالت والله لا قعد منى رجل مقعد عثمان أبدا لأعرابية وقفت أعرابية على قبر أبيها فقالت يا أبت إن فى الله تبارك وتعالى من فقدك عوضا وفى رسول الله من مصيبتك أسوة ثم قالت اللهم نزل بك عبدك مقفرا من الزاد مخشوشن المهاد غنيا عما فى العباد فقيرا إلى ما فى يديك يا جواد وأنت أى رب خير من نزل به المؤملون واستغنى بفضله المقلون وولج فى سعة رحمته المذنبون اللهم فليكن قرى عبدك منك رحمتك ومهاده جنتك ثم انصرفت لأعرابية فى رثاء ابنها قال عبد الرحمن بن عمر دخلت على امرأة من نجد بأعلى الأرض فى خباء لها وبين يديها بنى لها نزل به الموت فقامت إليه فأغمضته وعصبته وسجنته وقالت يا بن أخى قلت ما تشائين قالت ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت به النظرة أن لا يدع التوثق من نفسه قبل حل عقده والحلول بعفو ربه والمحالة بينه وبين نفسه قال وما يقطر من عينها دمعة صبرا واحتسابا ثم نظرت إليه فقالت والله ما كان ماله لبطنه ولا أمره لعرسه ثم أنشدت رحيب الذراع بالتى لا تشينه وإن كانت الفحشاء بها ذرعا لجارية على قبر أبيها سمع الحسن من جارية واقفة على قبر أبيها وهى تقول يا أبت مثل يومك لم أره قال الذي والله لم يرمثل يومه أبوك أبيات قيل إنها لأبى نواس وجد على قبر جارية إلى قبر أبى نواس ثلاثة أبيات فقيل إنها من قول أبى نواس وهى أقول لقبر زرته متلثما سقى الله برد العفو صاحبة القبر لقد غيبوا تحت الثرى قمر الدجى وشمس الضحى بين الصفائح والعفر عجبت لعين بعدها ملت البكا وقلب عليها يرتجى راحة الصبر أعرابية مات ابنها قيل لأعرابية مات ابنها ما أحسن عزاءك قالت إن فقدى إياه آمننى كل فقد سواه وإن مصيبتى به هونت على المصائب بعده ثم أنشأت تقول من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر كنت السواد لناظرى فعمى عليك الناظر ليت المنازل الديا ر حفائر ومقابر إنى وغيرى لا محالة حيث صرت لصائر وقالت أعرابية ترثى ولدها يا فرحة القلب والأحشاء والكبد يا ليت أمك لم تحبل ولم تلد لما رأيتك قد أدرجت فى كفن مطيبا للمنايا آخر الأبد أيقنت بعدك أنى غير باقية وكيف يبقى ذراع زال عن عضد وقالت أعرابية أبنى غيبك المحل الملحد إما بعدت فأين من لا يبعد أنت الذى فى كل ممسى ليلة تبلى وحزنك فى الحشا يتجدد وقالت فيه لئن كنت لى لهوا لعين وقرة لقد صرت سقما للقلوب الصحائح وهن حزنى يومك مدركى وأنى غدا من أهل تلك الضرائح أبو عبيد البجلى قال وقفت أعرابية على قبر ابن لها يقال له عامر فقالت أقمت أبكيه على قبره من لى من بعدك يا عامر تركتنى فى الدار لى وحشة قد ذل من ليس له ناصر وقالت فيه هو الصبر والتسليم لله والرضا إذا نزلت بى خطة لا أشاؤها إذا نحن أبنا سالمين بأنفس كرام رجت أمرا فخاب رجاؤها فأنفسنا خير الغنيمة إنها تئوب ويبقى ماؤها وحياؤها ولا بر إلا مادون ما بر عامر ولكن نفسا لا يدوم بقاؤها هو ابنى أمسى أجره لى وعزنى على نفسه رب إليه ولاؤها فإن أحتسب أوجر وإن ابكه أكن كباكية لم يحى ميتا بكاؤها لهذلية فى رثاء إخوة وابن الشيبانى قال كانت امرأة من هذيل وكان لها عشرة إخوة وعشرة أعمام فهلكوا جميعا فى الطاعون وكانت بكرا لم تتزوج فخطبها ابن عم لها فتزوجها فلم تلبث أن اشتملت على غلام فولدته فنبت نباتا كأنما يمد بناصيته وبلغ فزوجته وأخذت فى جهازه حتى إذا لم يبق إلا البناء أتاه أجله فلم تشق لها جيبا ولم تدمع لها عين فلما فرغوا من جهازه دعيت لتوديعه فأكبت عليه ساعة ثم رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت ألا تلك المسرة لا تدوم ولا يبقى على الدهر النعيم ولا يبقى على الحدثان غفر بشاهقة له أم رؤوم ثم أكبت عليه أخرى فلم تقطع نحيبها حتى فاضت نفسها فدفنا جميعا لشيبانية فى حزنها على أهلها خليفة بن خياط قال ما رأيت أشد كمدا من امرأة من بنى شيبان قتل ابنها وأبوها وزوجها وأمها وعمتها وخالتها مع الضحاك الحرورى فما رأيتها قط ضاحكة ولا متبسمة حتى فارقت الدنيا وقالت ترثيهم من لقلب شفة الحزن ولنفس مالها سكن ظعن الأبرار فانقلبوا خيرهم من معشر ظعنوا صبروا عند السيوف فلم ينكلوا عنها ولا جبنوا رثاء أخت النضر له قال ابن إسحق صاحب المغازى لما نزل رسول الله الصفراء وقال ابن هشام الأثيل أمر على بن أبى طالب بضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف صبرا بين يدى الرسول فقلت أخته قتيلة بنت الحارث ترثيه يا راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق بلغ به ميتا فإن تحية ما إن تزال بها الركائب تخفق منى إليك وعبرة مسفوحة حادت بوكفها وأخرى تخنق هل يسمعنى النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنء كريمة من قومه والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق فالنضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم إن كان عنقا يعتق ظلت سيوف بنى أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق صبرا يقاد إلى المنية متعبا رسف المقيد هو عان موثق عمر بن الخطاب والخنساء فى أخويها الأصمعى قال نظر عمر بن الخطاب إلى خنساء وبها نودب في وجهها فقال ما هذه الندوب يا خنساء قالت من طول البكاء على أخوى قال لها أخواك فى النار قالت ذلك أطول لحزنى عليهما إنما كنت أشفق عليهما من القتل وأنا اليوم أبكى لهما من النار وأنشدت تقول وقائلة والنفس قد فات خطوها لتدركه يا لهف نفسى على صخر ألا ثكلت أم الذين غدوا به إلى القبر ماذا يحملون إلى القبر عائشة والخنساء فى صدار كانت تلبسه دخلت خنساء على عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها وعليها صدار من شعر قد استشعرته إلى جلدها فقالت لها ما هذا يا خنساء فوالله لقد توفى رسول الله فما لبسته قالت إن له معنى دعانى إلى لباسه وذلك أن أبى زوجنى سيد قومه وكان رجلا متلافا فأسرف فى ماله حتى أنفده ثم رجع فى مالى فأنفده ايضا ثم التفت إلى فقال إلى أين يا خنساء قلت إلى أخى صخر قالت فأتيناه فقسم ماله شطرين ثم خيرنا فى أحسن الشطرين فرجعنا من عنده فلم يزل زوجى حتى أذهب جميعه ثم التفت إلى فقال لى إلى أين يا خنساء فقلت إلى أخى صخر قالت فرحلنا إليه ثم قسم ماله شطرين وخيرنا فى أفضل الشطرين فقالت له زوجته أما ترضى أن تشاطرهم مالك حتى تخيرهم بين الشطرين فقال والله لا أمنحها شرارها فلو هلكت قددت خمارها واتخذت من شعر صدارها وهى حصان قد كفتنى عارها فآليت ألا يفارق الصدار جسدى ما بقيت من رثت زوجها قالت أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين رضى الله عنها ترثى زوجها الزبير بن العوام وكان قتله عمرو بن جرموز المجاشعى بوادى السباع وهو منصرف من وقعه الجمل وتروى هذه الأبيات لزوجته التى تزوجها بعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه غدر ابن جرموز بفارس بهمة يوم الهياج وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشا رعش الجنان ولا اليد ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة المتعمد لبانة زوجة الأمين ترثيه الهلالى قال تزوج محمد بن هارون الرشيد لبانة بنت على بن ريطة وكانت من اجمل النساء فقتل محمد عنها ولم يبن بها فقالت ترثيه أبكيك لا للنعيم والأنس بل للمعالى والرمح والفرس يا فارسا بالعراء مطرحا خانته قواده مع الحرس أبكى على سيد فجعت به أرملنى قبل ليلة العرس أم من لبر أم من لعائدة أم من لذكر الإله فى الغلس من للحروب التى تكون لها إن أضرمت نارها بلا قبس وقالت أعرابية ترثى زوجها كنا كغصنين فى جرثومة سمقا حينا بأحسن ما يسمو له الشجر حتى إذا قيل قد طالت فروعهما وطاب فيئاهى واستنظر الثمر أخنى على واحدى ريب الزمان وما يبقى الزمان على شيء ولا يذر كنا كأنجم ليل بينها قمر يجلو الدجى فهوى من دونها القمر الأصمعى وجارية على قبر زوجها الأصمعى قال دخلت بعض مقابر الأعراب ومعى صاحب لى فإذا جارية على قبر كأنها تمثال وعليها من الحلى والحلل مالم أر مثله وهى تبكى بعين غزيرة وصوت شجى فالتفت إلى صاحبى فقلت هل رأيت أعجب من هذا قال لا والله ولا أحسبنى أراه ثم قلت لها يا هذه إنى أراك حزينة وما عليك زى الحزن فأنشأت تقول فإن تسألانى فيم حزنى فإننى رهينة هذا القبر يا فتيان وإنى لأستحييه والترب بيننا كما كنت أستحييه حين يرانى أهابك إجلالا وإن كنت فى الثرى مخافة يوم أن يسوءك شانى ثم اندفعت فى البكاء وجعلت تقول يا صاحب القبر يا من كان ينعم بى بالا ويكثر فى الدنيا مواساتى قد زرت قبرك فى حلى وفى حلل كأننى لست من أهل المصيبات أردت آتيك فيما كنت أعرفه أن قد تسر به من بعض هيئاتى فمن رآنى رأى عبرى مولهة عجيبة الزى تبكى بين أموات وقال رأيت بصحراء جارية قد ألصقت خدها بقبر وهى تبكى وتقول خدى يقيك خشونة اللحد وقليلة لك سيدى خدى يا ساكن القبر الذى بوفاته عميت على مسالك الرشد أسمع أبثك علتى ولعلنى أطفى بذلك حرقة الوجد من رثى جاريته كان لمعلى الطائى جارية يقال لها وصف وكانت أديبة شاعرة فأخبرنى محمد بن وضاح قال أدركت معلى الطائى بمصر وأعطى بجاريته وصف أربعة آلاف دينار فباعها فلما دخل عليها قالت له بعتنى يا معلى قال نعم قالت والله لو ملكت منك مثل ما تملك منى ما بعتك بالدنيا وما فيها فرد الدنانير واستقال صاحبه فأصيب بها إلى ثمانية أيام فقال يرثيها يا موت كيف سلبتنى وصفا قدمتها وتركتنى خلفا هلا ذهبت بنا معا فلقد ظفرت يداك فسمتنى خسفا وأخذت شق النفس من بدنى فقبرته وتركت لى النصفا
Shafi 211
( فعليك بالباقى بلا أجل
فالموت بعد وفاتها أعفى )
( ياموت ما أبقيت لي أحدا
لما رفعت إلى البلى وصفا )
( هلا رحمت شباب غانية
ريا العظام وشعرها الوحفا )
( ورحمت عينى ظبية جعلت
بين الرياض تناظر الخشفا )
( تغض إذا انتصبت فرائصه
وتظل ترعاه إذا أغفى )
( فإذا مشى اختلفت قوائمه
وقت الرضاع فينطوى ضعفا )
( متحيرا في المشى مرتعشا
يخطو فيضرب ظلفه الظلفا )
( فكأنها وصف إذا جعلت
نحوى تحير محاجرا وطفا )
( ياموت أنت كذا لكل أخى
إلف يصون ببره الإلفا )
( خليتنى فردا وبنت بها
ما كنت قبلك حاملا وكفا )
( فتركتها بالرغم في جدث
للريح تنسف تربه نسفا )
( دون المقطم لا ألبسها
من زينة قرطا ولا شنفا )
( أسكنتها في قعر مظلمة
بيتا يصافح تربه السقفا )
( بيتا إذا مازاره أحد
عصفت به أيدى البلى عصفا )
( لا نلتقى أبدا معانية
حتى نقوم لربنا صفا )
( لبست ثياب الحتف جارية
قد كنت ألبس دونها الحتفا )
( فكأنها والنفس زاهقة
غصن من الريحان قد حفا )
Shafi 212
( يا قبر أبق على محاسنها
فلقد حويت البر والظرفا ) مروان بن محمد وجارية له لما هرم مروان بن محمد وخرج نحو مصر كتب إلى جارية له خلفها بالرملة وما زال يدعوني إلى الصد ما أرى فآبى ويثنيني الذي لك في صدرى وكان عزيزا أن تبيني وبيننا حجاب فقد أمسيت منك على عشر وأنكاهما للقلب والله فاعلمي إذا ازددت مثليها فصرت على شهر وأعظم من هذين والله أنني أخاف بألا نلتقي آخر الدهر سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر وقال حبيب الطائي يرثي جارية اصيب بها جفوف البلى أسرع في الغصن الرطب وخطب الردى والموت أبرحت من خطب لقد شرقت فى الشرق بالموت غادة تبدلت منها غربة الدار فى القرب وألبسنى ثوبا من الحزن والأسى هلال عليه نسج ثوب من الترب وكنت أرجي القرب وهى بعيدة فقد نقلت بعدى عن البعد والقرب أقول وقد قالوا استراحت لموتها من الكرب روح الموت شر من الكرب لها منزل تحت الثرى وعهدتها لها منزل بين الجوانح والقلب وقال يرثيها ألم ترني خليت نفسى وشأنها ولم احفل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتنى النائبات صروفها ولو أمنتنى ما قبلت أمانها وكيف على نار الليالي معرس إذا كان شيب العارضين دخانها أصبت بخود سوف أغبر بعدها حليف أسى ابكى زمانا زمانها عنان من اللذات قد كان فى يدي فلما قضى الإلف استردت عنانها منحت المها هجري فلا محسناتها أريد ولا يهوى فؤادى حسانها يقولون هل يبكى الفتى لخريدة إذا ما أراد اعتاض عشرا مكانها وهل يستعيض المرء من خمس كفه ولو صاغ من حر اللجين بنانها وقال أعرابي يرثى امرأته فوالله ما أدرى إذا الليل جننى وذكرنيها أينا هو أوجع أمنفصل عنه ثرى أم كريمة أم العاشق النابى به كل مضجع وقال محمود الوراق يرثى جاريته نشو ومنتصح يردد ذكر نشو على عمد ليبعث لى اكتئابا اقول وعد ما كانت تساوى سيحسب ذاك من خلق الحسابا عطيته إذا أعطى سرورا وإن أخذ الذى اعطى اثابا فأى النعمتين أعم نفعا وأحسن فى عواقبها إيابا أنعمته التى أهدت سرورا أم الأخرى التى أهدت ثوابا بل الأخرى وإن نزلت بحزن أحق بشكر من صبر احتسابا محب وجارية له ماتت أبو جعفر البغدادى قال كان لنا جار وكانت له جارية جميلة وكان شديد المحبة لها فماتت فوجد عليها وجدا شديدا فبينما هو ذات ليلة نائم إذا أتته الجارية فى نومه فأنشدته هذه الأبيات جاءت تزور وسادى بعد ما دفنت فى النوم ألثم خدا زانه الجيد فقلت قرة عينى قد نعيت لنا فكيف ذا وطريق القبر مسدود قالت هناك عظامى فيه ملحدة تنهش منها هوام الأرض والدود وهذه النفس قد جاءتك زائرة فاقبل زيارة من فى القبر ملحود فانتبه وقد حفظها وكان يحدث الناس بذلك وينشرهم فما بقى بعدها إلا أياما يسيرة حتى لحق بها رثاء ابنة لأحد بنى حميد قال البحترى يعزي أبا نهشل محمد بن حميد الطوسى عن ابنته ظلم الدهر فيكم وأساء فعزاء بنى حميد عزاء أنفس ما تكاد تفقد فقدا وصدور ما تبرح البرجاء أصبح السيف داءكم وهو الد اء الذى ما يزال يعيى الدواء وانتحى القتل فيكم فبكينا بدماء الدموع تلك الدماء يا أبا القاسم المقسم فى النجدة والجود والندى أجزاء والهزبر الذى إذا دارت الحر ب به صرف الردى كيف شاء الاسى واجب على الحر إما نية حرة وإما رياء وسفاه أن يجزع الحر مما كان حتما على العباد قضاء أنبكى من لا ينازل بالسيف مشيحا ولا يهز اللواء والفتى من رأى القبور لما طا ف به من بناته أكفاء لسن من زينة الحياة كعد الله منها الأموال والأبناء قد ولدن الأعداء قدما وورث ن التلاد الأقاصى البعداء لم يئد تربهن قيس تميم عيلة بل حمية وإباء وتغشى فى مهلهل الذل فيهن وقد أعطى الأديم حباء وشقيق بن فاتك حذر العا ر عليهن فارق الدهناء وعلى غيرهن أحزن يعقو ب وقد جاءه بنوه عشاء وشعيب من أجلهن رأى الوحنة ضعفا فاستأجر الأنبياء واستزل الشيطان آدم فى الجنة لما أغرى به حواء وتلفت إلى القبائل فانظر أمهات ينسبن أم آباء ولعمرى ما العجز عندى إلا أن تبيت الرجال تبكى النساء للإسكندر يعزى أمه عن فقده ولما حضرت الإسكندر الوفاة كتب إلى أمه أن اصنعى طعاما يحضره الناس ثم تقدمى إليهم ألا يأكل منه محزون ففعلت فلم يبسط أحد إليه يده فقالت ما لكم لا تأكلون فقالوا إنك تقدمت إلينا أن لا يأكل منه محزون وليس منا إلا من قد أصيب بحميم أو قريب فقالت مات والله ابنى وما أوصى إلى بهذا إلا ليعزينى به الباب الثامن الوافدات على معاوية من صواحب على سودة الهمدانية بكارة الهلالية الزرقاء أم سنان بنت خيثمة عكرشة بنت الأطرش درامية الحجونية أم الخير بنت حريش اروى بنت عبد المطلب من يضرب به المثل منهن البسوس دغة أم قرفة ظلمة امثال نسائية رددها الحاضر والبادى وفود سودة ابنة عمارة على معاوية عامر الشعبى قال وفدت سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبى سفيان فاستأذنت عليه فأذن لها فلما دخلت عليه سلمت عليه فقال لها كيف أنت يا بنة الأشتر قالت بخير يا أمير المؤمنين قال لها أنت القائلة لأخيك شمر كفعل أبيك يا بن عمارة يوم الطعان وملتقى الأقران وانصر عليا والحسين ورهطه واقصد لهند وابنها بهوان إن الإمام أخا النبي محمد علم الهدى ومنارة الإيمان فقد الجيوش وسر أمام لوائه قدما بأبيض صارم وسنان
Shafi 217