1
والروح العاقلة، فضلا عن ذلك، تجتاز العالم كله والخلاء المحيط به، وتستكشف شكله، وتمد نفسها في لانهاية الزمان،
2
وتحيط بالتجدد الدوري ل «الكل» وتفهمه. وتفهم أن من سيأتي بعدنا لن يشاهد شيئا جديدا، مثلما أن من سبقنا لم يشهد أكثر مما نشهده. هكذا اطراد الأشياء؛ فمن بلغ الأربعين ولديه أدنى درجة من الفهم فإنه بمعنى ما قد شهد كل ما كان وكل ما سيكون.
3
من خصائص الروح العاقلة أيضا حب الجار، والصدق، والتواضع، وأن ترفع نفسها فوق كل شيء، وهذه الأخيرة من خصائص القانون أيضا. لا فرق إذن بين مبدأ الفلسفة الحقيقي ومبدأ العدالة. (11-2) سترخص عندك قيمة الأغنية أو الرقصة المسلية، أو مباراة المصارعة، إذا ما فككت الخط اللحني للأغنية إلى نغمات مفردة وسألت نفسك في كل واحدة: «هل هذا شيء يتملكني؟» ولسوف تتراجع عن الاعتراف بذلك. كذلك الأمر إذا أخذت الرقصة بتحليل مماثل لكل حركة وكل رقصة، وكذلك الأمر في المصارعة. تذكر إذن، باستثناء الفضيلة والأفعال الفاضلة، أن تتجه مباشرة إلى الأجزاء المكونة لأي شيء، وفي تشريحك له ستتخلص من سحره. وعليك أن تطبق المنهج نفسه على الحياة كلها.
4 (11-3) ما أنبل النفس التي تكون مستعدة، إذا اقتضى الأمر، أن تفارق البدن لساعتها لكي تفنى أو تتناثر أو تبقى بعد البدن.
5
ولكن ليكن ذلك الاستعداد نابعا من رأي المرء ذاته واقتناعه الخاص، لا من مجرد الرغبة في المعارضة ومخالفة المألوف، كما هو شأن المسيحيين.
6
Shafi da ba'a sani ba