32
الريح التي أرسلها الله،
علينا أن نتحملها ... وأن نكدح،
دون أن نشكو.
33 (7-52) أكثر قدرة على الإطاحة بخصمه أرضا، ولكن ليس أكثر قدرة على الود أو التواضع، أو دربة على مواجهة الأحداث، أو العفو عن زلات جيرانه.
34 (7-53) حيثما أمكننا أن ننفذ مهمة ما وفقا للعقل، الذي يشارك فيه الآلهة والبشر، فليس ثمة شيء نخشاه؛ فما دام بإمكاننا أن نجني فائدة من عمل يمضي في الطريق القويم والمساير لفطرتنا البشرية فليس علينا أن نتوجس من أي أذى يترصدنا. (7-54) أينما كنت ووقتما كنت فإن بوسعك أن تمجد الله راضيا بحالك، وأن تعامل من معك من الناس بالعدل، وأن تنعم النظر في كل انطباع راهن في عقلك بحيث لا تدع شيئا يفلت من منال فهمك. (7-55) لا تتلفت حولك لكي تنقب في عقول الآخرين، بل انظر أمامك إلى هذا، ما تقودك إليه الطبيعة؛ إلى طبيعة العالم فيما يحدث لك، وإلى طبيعتك فيما يجب أن تفعله، كل مخلوق ينبغي أن يفعل ما تمليه عليه فطرته الخاصة، ولقد جبلت بقية المخلوقات على خدمة الكائنات العاقلة (مثلما أنه في كل شيء آخر يوجد الأدنى من أجل الأعلى)، أما الكائنات العاقلة فقد جبلت على أن يخدم بعضها بعضا.
المبدأ الرئيس، إذن، في جبلة الإنسان هو المبدأ الاجتماعي. والمبدأ الثاني هو ألا يستسلم لإلحاحات الجسد؛ فمن الخصائص التي ينفرد بها العقل أنه يعزل نفسه ولا يتأثر بنشا الحواس أو نشاط الرغبات؛ فهذان النشاطان حيوانيان، بينما غاية النشاط العقلي أن يتسيد عليهما ولا يسلم قياده لهما ؛ لأن طبيعته ذاتها هي أن يضع كل هذه الأشياء تحت إمرته. والعنصر الثالث في الجبلة العقلية هو الحكم المتأني الحصيف، فليبق عقلك الموجه، إذن، أمينا لهذه المبادئ، وليتخذ الطريق المستقيم، حتى يبلغ ما هو أهل له. (7-56) تخيل أنك الآن ميت، وأن حياتك انتهت في هذه اللحظة، ثم عش ما تبقى لك من العمر في وفاق مع الطبيعة. (7-57) لا تحب إلا ما ألم بك ونسج لك من خيط مصيرك؛ فأي شيء أنسب لك من هذا؟ (7-58) في كل حادث يطرأ عليك ضع نصب عينك أولئك الذين مروا من قبل بنفس الخبرة واستجابوا لها بالحنق أو بعدم التصديق أو بالشكوى. فأين هم الآن؟ في لا مكان. هل تريد، إذن، أن تفعل مثلهم؟ لماذا لا تدع هذه الأمزجة الغريبة عن الطبيعة لمن أثارها ولمن أثير بها، وتنصرف بكل همتك إلى كيف تستخدم هذه الأحداث التي ألمت بك؟ فعندئذ ستستخدمها استخداما حسنا، وستكون مادة خاما في يديك. فقط انتبه وحاذر وحاول، جهد ما تستطيع، أن تكون إنسانا صالحا في كل فعل تفعله.
35 (7-59) نقب في ذاتك. ها هنا بالداخل ينبوع خير جاهز لأن يتدفق في أي لحظة إذا ما بقيت تنقب. (7-60) الجسد أيضا يجب أن يبقى متماسكا، وألا يتقلب في الحركة أو في الوضع. ومثلما يمارس العقل تأثيرا على الوجه فيضفي عليه سيماء الذكاء والجاذبية، فإن شيئا كهذا ينبغي أن يطلب أيضا للجسد ككل، على أن يلحظ كل هذا من دون تعمل أو تكلف. (7-61) فن الحياة أشبه بفن المصارعة منه بفن الرقص؛ فهو أيضا يتطلب أن يكون المرء مستعدا لمواجهة ما يحدث بغتة وعلى غير انتظار. (7-62) عليك دائما أن تلحظ من هؤلاء الذين تريد أن تحظى بإطرائهم، وما هي العقول التي توجههم. فإذا ما نظرت إلى مصادر حكمهم ورغباتهم فلن تلوم من ينالك منهم دون قصد ولن تشعر بحاجة إلى استحسانهم. (7-63) يقول أفلاطون: «ليست هناك نفس تريد عمدا أن تحرم من الحقيقة.» والشيء نفسه ينسحب على العدالة، والاعتدال، والإحسان، وكل هذه الفضائل. من المهم للغاية أن تضع هذا دائما باعتبارك؛ فبذلك سوف تكون أرفق بالجميع. (7-64) كلما عانيت ألما فاذكر أن الألم لا يشينك ولا يمس فكرك الموجه بأذى، لا من حيث طبيعته العقلية ولا الاجتماعية. وفي أغلب حالات الألم سوف يسعفك قول إبكتيتوس: «ليس الألم بالشيء غير المحتمل ولا هو بالشيء الدائم ما دمت تذكر حدوده ولا تضخمه في خيالك.» وتذكر أيضا أن كثيرا من الأشياء التي نجدها غير مريحة هي في حقيقة الأمر تشارك الألم في طبيعته؛ الخمول الزائد مثلا، والحر الشديد، وفقدان الشهية؛ لذا كلما وجدت نفسك تشكو من أي من هذه الأشياء قل لنفسك: «إنك تستسلم للألم.» (7-65) إياك أن تعامل مبغضي البشر مثلما يعاملون البشر. (7-66) كيف لنا أن نعرف أن شخصية
Telauges
36
Shafi da ba'a sani ba