في ضوء ما سبق يمكننا أن نقول، بلغة سيكولوجية معاصرة، إن شطرا كبيرا من العلاج الرواقي يقوم على «نقل موقع الضبط». يشير مفهوم «موقع الضبط»
locus of control
إلى إدراك الشخص لما تكونه الأسباب الرئيسية لأحداث الحياة؛ هل تعتقد أن مصائرك تصنعها أنت بنفسك، أو تعتقد أن مصائرك يصنعها الآخرون أو يصنعها الحظ أو المصادفة؟ هل تعتقد أن سلوكك تسيره قراراتك الداخلية، أو تعتقد أن سلوكك تسيره الظروف الخارجية؟ هل ترى أن نتائج أفعالنا مترتبة على ما نفعله نحن (ضبط داخلي
internal L.O.C ) أو ترى أنها مترتبة على أحداث خارج سيطرتنا الشخصية (ضبط خارجي
external L.O.C )؟
يعد «موقع الضبط» جانبا مهما من جوانب الشخصية. وهو مفهوم أسسه جوليان روتر
Jullian Rotter
في الستينيات من القرن العشرين، وكان يسميه «موقع ضبط التدعيم»
L.O.C of reinforcement . يعقد روتر صلة بين السيكولوجيا السلوكية والسيكولوجيا المعرفية؛ فقد ذهب إلى أن السلوك تسيره «التدعيمات»
reinforcements (المكافآت والعقوبات، أو الثواب والعقاب)، وأنه من خلال التدعيمات يؤسس الناس اعتقاداتهم عن أسباب أفعالهم، ثم تقوم هذه الاعتقادات بدورها بتحديد الاتجاهات والمواقف والسلوكات التي يتبنونها.
Shafi da ba'a sani ba