34

تعليق لطيف على آخر حديث في رياض الصالحين

تعليق لطيف على آخر حديث في رياض الصالحين

Bincike

محمد بن ناصر العجمي

Mai Buga Littafi

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1420 AH

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

لحسن ما انطوت عليه سريرته وانطبعت عليه جبلته، قال (١): فأتيت المعلم الذي يقرئه القرآن فوصيته به وقلت له: هذا الصبي يُرجى له أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع النَّاس به، فقال لي: أمنجِّمٌ أنت؟ قلتُ: لا، وإنَّما أنطقني الله الذي أنطق كل شيء بذلك، فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام (٢). قال الشيخ ﵀: فلما كان عمري تسع عشرة سنة قدم بي والدي إلى دمشق سنة تسع وأربعين وستمائة، فسكنت المدرسة الرَّواحية، وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض، وكان قُوتي بها جراية المدرسة لا غير. قال بعضهم: وكان يتصدَّق منها أيضًا (٣). ومن قوَّة يقينه ملازمته لِحَيَّةٍ عظيمة في بيته بالرواحية، ويراها كل ليلة تخرج إليه ويُقدم لها لُبابًا تأكله، حتَّى إنَّ بعضهم رآه في غفلة وهو يطعمها اللباب، فقال له: يا سيِّدي، ما هذه؟ وخاف، فقال له: هذه خلق من خلق الله لا تضر ولا تنفع، أسألك بالله أن تكتم ما رأيت ولا تحدِّث أحدًا (٤).

(١) أي: الشيخ ياسين المراكشي. (٢) "تحفة الطالبين" (ص ٤٣، ٤٥). (٣) المصدر السابق (ص ٤٣، ٤٥). (٤) "المنهل العذب الروي في ترجمة النووي" للسخاوي (ص ١١٢).

1 / 35