311

Syrian Magazine of 'Al Ma'arifa'

مجلة «المعرفة» السورية

Nau'ikan

فشيئًا إلى حصى ورمال وينتهي بها الأمر إلى الطين أو الوحل أو تكتسب داخل الأنهر قوة كافية لتنتقل تدريجيًا إلى المصبات. فليس من الصعب إذن التكهن عن نتيجة إحدى هذه التأثيرات.
ولا يترنم قانون الجذب إلا عندما تكتسب المواد التي تخضع إلى مملكته المكان الراسخ على الأبد، ذلك ما سيقع في يوم من الأيام عندما لا تقوى هذه المواد على الهبوط. ولذلك يجب أن تلغى جميع الانحدارات التي تهبط إلى البحار وهي - أي البحار - الذخيرة المشتركة التي تنتهي إليها كل حركة على الأرض وأن تتوزع جميع الذرات المتراكمة فوق القارات في أعماق البحار.
والخلاصة إن فحوى التأثيرات الهدامة التي تكلمنا عنها يجب أن تكون في تسوية الأرض تسوية تامة، أو بالأحرى هدم جميع التضاريس التي تقوم على سطح الكرة الأرضية.
إن جميع ما ينجم عن الائتكال الذي تقوم به المياه الجارية يجب أن يكون في إقامة قمم حادة تنتهي فيما بعد إلى سهول مستوية تمامًا لا يمكن أن يقوم عليها في النهاية أي مرتفع يفوق الخمسين مترًا.
ولكن هذه القمم الحادة التي يجب عليها أن تقوم على أثر انفصال الأحواض المائية عن بعضها لا يمكنها أن تدوم طويلًا في أي مكان على الأرض، لأن الثقل وتأثير الرياح ومفعول ترشح المياه واختلاف درجة الحرارة تكفي وحدها لحدوث انهيارات متوالية.
وهذا ما يبرر قولنا من أن النتيجة التي ربما سينتهي إليها الائتكال البري هي في تسوية الأرض تسوية تامة ترتفع إلى مستوى يساوي تقريبًا مستوى المجاري المائية عند مصب الأنهار. فإذا ما حافظت شروط البر والبحر المتبادلة على ما هي عليه فإن تضاريس القارات لا بد وأن تزول في يوم من الأيام.
ترى ما هي المدة الكافية لذلك؟
إذا فرشنا جميع الجبال والمرتفعات القائمة على الأرض لظهرت لنا القارات كسطح مرتفع يحيط بالبحار والمحيطات الحالية على ٧٠٠ مترًا، وإذا سلمنا من أن سطح القارات الكلي يقدر ب - ١٤٥ مليون كيلو متر مربع لكان حجم الكتل البرية البارزة ١٤٥. ٠٠٠. ٠٠٠ ٠. ٧ وبكلمة أخرى مساويًا إلى ١٠١. ٥٠٠. ٠٠٠ وبرقم مختصر إلى ١٠٠ مليون كيلو

4 / 41