Scenes from the Lives of the Companions

Abd al-Rahman Rafat al-Basha d. 1406 AH
45

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Mai Buga Littafi

دار الأدب الاسلامي

Lambar Fassara

الأولى

وَوَاللَّهِ لَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّهُ مَا أَتَاكَ بِهِ إِلَّا اللَّهُ ...

فَالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَاقَنِي إِلَيْكَ سَوْقًا، لِيَهْدِيَنِي إِلَى الإِسْلَامِ ..

ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَسْلَمَ.

فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِأَصْحَابِهِ: (فَقِّهُوا أَخَاكُمْ فِي دِينِهِ، وَعَلِّمُوهُ الْقُرْآنَ، وَأَطْلِقُوا أَسِيرَهُ).

***

فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ أَشَدَّ الفَرَحِ؛ حَتَّى إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

لَخِنْزِيرٌ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ حِينَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ الْيَوْمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَعْضِ أَبْنَائِي.

***

وَفِيمَا كَانَ عُمَيْرٌ يُزَكِّي(١)نَفْسَهُ بِتَعَالِيمِ الإِسْلَامِ، وَيُتْرِعُ(٢) فُؤَادَهُ بِنُورِ القُرْآنِ، وَيَحْيَا أَرْوَعَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ وَأَغْنَاهَا، مِمَّا أَنْسَاهُ مَكَّةَ وَمَنْ فِي مَكَّةَ.

كَانَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ يُمَنِّي نَفْسَهُ الأَمَانِيَّ، وَيَمُرُّ بِأَنْدِيَةِ قُرَيْشٍ فَيَقُولُ:

أَبْشِرُوا بِنَبَإٍ عَظِيمٍ يَأْتِيكُمْ قَرِيبًا فَيُنسيكم وَقْعَةُ ((بَدْرٍ)).

***

ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا طَالَ الإِنْتِظَارُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَخَذَ القَلَقُ يَتَسَرَّبُ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا، حَتَّى غَدَا يَتَقَلَّبُ عَلَى أَحَرٍّ مِنَ الجَمْرِ، وَطَفِقَ يُسَائِلُ الرُّكْبَانَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ فَلَا يَجِدُ عِنْدَ أَحَدٍ جَوَابًا يَشْفِيهِ ...

إِلَى أَنْ جَاءَهُ رَاكِبٌ فَقَالَ: إِنَّ عُمَيْرًا قَدْ أَسْلَمَ ...

(١) يزكي نفسه: يطهرها.

(٢) يترع فؤاده: يملأ قلبه.

49