Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Mai Buga Littafi
دار الأدب الاسلامي
Lambar Fassara
الأولى
Nau'ikan
إِنَّهَا رِحْلَةٌ خَطِرَةٌ، الذَّاهِبُ فِيهَا مَفْقُودٌ، وَالعَائِدُ مِنْهَا مَوْلُودٌ.
لِذَا جَمَعَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَصْحَابَهُ، وَقَامَ فِيهِمْ خَطِيباً: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ:
(أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بَعْضَكُمْ إِلَى مُلُوكِ الأَعَاجِمِ، فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيَّ كَمَا اخْتَلَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ).
فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُؤَدِّي عَنْكَ مَا تُرِيدُ فَابْعَثْنَا حَيْثُ شِئْتَ.
***
انْتَدَبَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ سِتَّةً مِنَ الصَّحَابَةِ لِيَحْمِلُوا كُتُبَهُ إِلَى مُلُوكِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، وَكَانَ أَحَدَ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، فَقَدِ اخْتِيرَ لِحَمْلِ رِسَالَةِ النَّبِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَى ((كِسْرَى)) مَلِكِ ((الفرِسَ)).
***
جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ رَاحِلَتَهُ، وَوَدَّعَ صَاحِبَتَهُ(١) وَوَلَدَهُ، وَمَضَى إِلَى غَايَتِهِ تَرْفَعُهُ النِّجَادُ(٢) وَتَحطهُ الوِهَادُ(٣)؛ وَحِيداً فَرِيداً لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى بَلَغَ دِيَارَ ((فَارِسَ))، فَاسْتَأْذَنَ بِالدُّخُولِ عَلَى مَلِكِهَا، وَأَخْطَرَ الحَاشِيَةَ(٤) بِالرِّسَالَةِ الَّتِي يَحْمِلُهَا لَهُ.
عِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ ((كِسْرَى)) بِإِيوَانِهِ(٥) فَزُيِّنَ، وَدَعَا عُظَمَاءَ ((فَارِسَ)) لِحُضُورِ مَجْلِسِهِ فَحَضَرُوا، ثُمَّ أَذِنَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِ.
***
(١) صاحبته: زوجته.
(٢) النِّجاد: الأماكن العالية.
(٣) الوِهَاد: الأماكن المنخفضة.
(٤) حاشية الملك: أعوانه.
(٥) الإيوان: القصر.
36