قلت: منعكم ما نسبت إلى الإمام القائم (عليه السلام) ممنوع ، وسند المنع أن الله تعالى هو المميت لكافة المخلوقين، أليس في الكتاب: الله يتوفى الأنفس حين موتها (1) وهو نص في الباب، ومن المعلوم أنه جل وعز لا يباشر قبض أرواح الأموات لأنه منزه عن الجوارح والأدوات، وقد ثبت أن المتولي لذلك ملائكة الموت بأمره، والإمام القائم (عليه السلام) أشرف عند الله من الملائكة، وهو من قبل الله تعالى فيما هو أعظم من ذلك؛ وهو كونه حجة على العالمين ولطفا لجميع المخلوقين، وبه يحصل تطهير الأرض من الشرك والفساد، ورفع الظلم عن كافة العباد، ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وقد قال الله تعالى: ويكون الدين كله لله (2) في ذلك الزمان، وهذا أمر لا بد من حصوله، وكيف يكون ذلك كذلك وإبليس باق؟! ولا (3) يكون هذا المحتوم حتى يقتل ذلك (4) الخبيث فيقطع سلطانه عن إغواء المكلفين، ويا ليت علمي ما المانع أن يكون هلاك إبليس على يديه (عليه السلام)؟ هل يكون إنكار هذا الحال إلا الضلال؟!
ولا أثر لقولكم: «أجسام شفافة قادرون على التشكل بشكل لا تراه عيون الناظرين»، أليس قد ثبت أن الله على كل شيء قدير لا يمنع منه، فجاز أن يمنع إبليس ويسلب قدرته في الزوال عن (5) الجسمية، ويمنعه أن يتشكل بشكل لا يراه [أحد] (6) من البرية، ويقره على البقاء على التجسم، هذا لا يمتنع على الله سبحانه
Shafi 84